الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحمد شندي يكتب: كورونا.. هل تم هندسته بيولوجيًا؟

صدى البلد

رحل الطبيب الصيني الى الأبد. ورحل '' كورونا'' أيضا، لكن الى العديد من بقاع الصين فالعديد من أصقاع الأرض ليصل بعد 90 يوما – غير مرحب به -الى ما يقرب 130 دولة في القارات الخمس مصيبا رؤساء، أمراء، وزراء، برلمانيين، مشاهير، أطباء، رياضيين، أغنياء، فقراء وكل أطياف العوام في عامة المجتمعات لتصنفه منظمة الصحة العالمية وباء عالميا بتاريخ 12 مارس 2020.


حقيقة ان الصين خالفت كل التوقعات التي كانت تتنبأ بمستقبل صعودها وهل كان سيتحول من صعود اقتصادي إلى صعود عسكري .. بل سيكون صعودا مدَويًا تشهده ربما نصف البشرية فقط . لأن الصين باختلاقها هذا الفيروس . صنعت أيضا المضاد له، ربما لتبيعه لكن ليس لدواع اقتصادية بل لتنقذ العدد الذي قررت ان تبقيه من البشرية.


إن لغة الأرقام تبرز نوعا ما هول الكارثة الاقتصادية، الا أنه خلف لغة الأرقام تظهر حقيقة مفادها أن النموذج الاقتصادي العالمي الحالي مريض مرض الموت وسيموت دون أي شك ولو بعد حين، لتموت معه الرأسمالية الحالية والعولمة الاقتصادية التي نعيشها منذ عقود بسلبياتها وايجابياتها ليكون عالم ما قبل كورونا غير عالم ما بعد كورونا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا مادام الاقتصاد مرتبطا بالسياسة وغيرها. 


عجزُ الصين على توفير الموارد التي أصبحت شحيحة،  نظرًا للتنافس المحموم عليها، وعدم قدرتها أيضا على خوض حروب مباشرة .. أو حروب نووية ضد امريكا قد تدمرها . وعدم مواءمة الواقع، لإستراتيجية الحرب الخاطفة والتي كانت تعتزم القيام بها ضد امريكا . ونظرا للنمو الديمغرافي الرهيب رغم انتهاج بكين سياسة سميت بسياسة الطفل الواحد للحد من هذا النمو الذي أصبح عبئًا على الصين. ربما تراءى للصين ان تستعين بنظرية مالتوس(1766-1834) أو نظرية تخفيض عدد السكان . هذه النظرية التي تقول «ان وتيرة النمو الديمغرافي أسرع من وتيرة ازدياد المحاصيل الزراعية , وكميات الغذاء المتوفرة للاستهلاك ». وان هذا التباين في النهاية سيؤدي إلى اختلال التوازن بين عدد السكان والغذاء..وان لم يتخذ المجتمع إجراء حاسما فان الطبيعة ستقوم بتصحيح الوضع . 


وتعتبر سياسة الطفل الواحد التي انتهجتها الصين تجسيدا واقعيًا لنظرية مالتوس . ولكن الصين تعتزم الاستعانة بشق آخر من النظرية وهو إبادة نصف سكان العالم ليعيش النصف الآخر بترف . وقد يتبادر إلى ذهن السائل حول مغزى إبادة نصف العالم ان كانت الصين تعتمد في اقتصادها على سكان العالم ..فأجيب بأن المسألة لم تعد تتعلق بالجانب الاقتصادي أو الجانب السياسي . بل تتعلق بالجانب الوجودي وان لم تبادر الصين لهذه العملية ستكون حتمًا ضحية لمبادرة قوى أخرى . ولا أعتقد ان القوى العظمى تجهل مخططات الصين الان، بل هي شريكة بالإرغام وقامت بتحضيراتها لتقبل دمار نصف البشرية، وتقبل الصين كإمبراطورية جديدة تقود العالم.


الملاحظ للسياسة الدولية يرى أن التغيرات التي حصلت قد حدّت أو قلصت من قدرة أمريكا على ممارسة دورها كقطب مهيمن في الساحة الدولية. وأصبحت بذلك تعاني من " انفصام استراتيجي " كونها أقوى دولة في العالم من ناحية, وكونها أصبحت عاجزة أو غير قادرة على فرض سياساتها إقليميا ودوليًا من ناحية أخرى . ويُعزى ذلك لعدة أسباب منها استعادة روسيا لدورها كقوة فعالة ومستعدة للمنافسة والتأثير . وأيضا صعود الصين كقوة اقتصادية والذي يرى فيه الكثير على غرار جون ميرشايمر انه صعود غير سلمي وسيتحول لا محالة إلى وضعية تصحيح وتعديل في الواقع الدولي . وأيضا من الظروف التي ساهمت في تقويض الدور الأمريكي . الاتحاد الأوروبي الذي اخذ موقعًا له كفاعل مهم جدا في السياسة الدولية. هذا كله إضافة إلى تعاظم دور بعض الأطراف الإقليمية . لتثبت بفعالية حضورها خاصة في الملفين السوري والعراقي . ونقصد هنا إيران وتركيا اللتين تسعيان كل على حدة لسد الفراغ الحاصل في منطقة الشرق الأوسط وتمثيل العالم الإسلامي وتقديمه كلاعب أساسي في الصراع الدائر.


هل تم هندسته بيولوجيًا ليكون سلاحا؟
وإذا عدنا إلى فرضية ان فيروس " كوفيد-19" قد " هرب " من مختبرات "ووهان" بالصين . وجب التساؤل ضرورةً : هل تم هندسته بيولوجيا ليكون سلاحا؟ و ما الأهداف التي كان يصنع لها هذا الفيروس . ؟ لأنه وبالرجوع لما قاله العلماء في مجال الفيروسات والذين أكدوا ان فيروس كورونا لا يمكن ان ينتقل من الخفافيش إلى الإنسان  إلا عن طريق وسيط وحاضن حيواني .. كما حدث مع سارس وانتقاله من الخفافيش إلى القطط ثم الإنسان ..وأكدوا أنهم لحد الساعة قد تعرفوا من خلال حمضه النووي على منشئه الذي يعود للخفافيش، لكنهم لم يجدوا ما يثبت عبوره خلال وسيط حيواني . ما يؤكد ان فيروس كورونا المستجد " كوفيد-19" تم هندسته بيولوجيا في مخابر ووهان . ولكن السؤال الذي يبقى مطروحًا ..هل كانت هذه الهندسة العلمية البيولوجية بريئة تصب في مجال علمي بحت وغير عسكري وبالخطأ تحولت إلى وباء يفتك بالعالم ؟ أم أنها كانت اختبارات عسكرية موجهة ؟.


وإذ قرنت التقدم بالجانب السياسي، الاقتصادي، الديمقراطي والاجتماعي فلأني أعتقد أن التقدم لا يمكن أن يقرن بالاقتصاد والتكنولوجيا فقط كما هو حال الصين التي تمارس ديكتاتورية ممزوجة بشراء السلم الاجتماعي. وقد بدأ علك الجهل في الصين، اذ وبعد اعتبار مكتشف كورونا بالناقل للشائعات والمؤثر على الأمن القومي اعتبر الصينيون ''كورونا'' أمرا دبر بليل، وصنيعة غربية تشم منها رائحة خديعة مصدرها العم سام. وهو الطرح الذي تبنته وشاركت في اعداده توأمها روسيا التي مازالت تشم الرائحة الأمريكية في كل حدث وحديث.