قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هئية كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه على المسلم أن يعلم أن سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- حي في قبره، وأن انتقاله من حياتنا الدنيا والذي يمكن أن يسمى مماتًا فيه خير لنا كوجوده بيننا، مستشهدًا بقوله - صلى الله عليه وسلم- : « حياتي خير لكم تُحدثون ويَحْدُث لكم، ومماتي خير لكم، تُعرض علي أعمالكم فما رأيتُ من خير حمدت الله، وما رأيتُ من شر استغفرت الله لكم»، [رواه البزار والديلمي، وذكره الهيثمي وعقبه بقوله رجاله رجال الصحيح].
وأوضح « جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي « فيسبوك» أن صلاة المسلم وسلامه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تصله، ويرد على من سلم -عليه السلام- كما قال : « ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي؛ حتى أرد عليه السلام»، [رواه أحمد وأبو داود]، لافتًا: هذا الحديث يدل على اتصال روحه ببدنه الشريف أبدًا؛ لأنه لا يوجد زمان إلا وهناك من يسلم على رسول الله - عليه الصلاة والسلام-.
ونبه عضو هيئة كبار العلماء أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- نفع لنا في حياته الدنيا بين أظهرنا، كما قال -تعالى- : « وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ» [الأنفال : 33]، وما زال نفعه مستمرًا لأمته بالاستغفار لهم كما ورد في الحديث، وكما أرشدنا ربنا -سبحانه وتعالى- بالذهاب إلى قبره واستغفار الله عنده -صلى الله عليه وسلم- حتى يغفر لنا، قال -تعالى- : «وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا» [النساء :64].
وتابع المفتي السابق أن المسلمون فهموا أن تلك الآية باقية حتى بعد انتقال النبي - صلى الله عليه وسلم- من حياتنا الدنيا، مؤكدًا: الصلاة على سيدنا النبي خير في كل وقت، ولكنها تتأكد في مواطن منها: يوم الجمعة وليلتها، وعند الصباح، وعند المساء، وعند دخول المسجد، والخروج منه، وعند مقامه - صلى الله عليه وسلم-، وعند إجابة المؤذن، وعند الدعاء وبعده، وعند السعي بين الصفا والمروة، وعند اجتماع القوم وتفرقهم، وعند ذكر اسمه - صلى الله عليه وسلم- ، وعند الفراغ من التلبية، وعند استلام الحجر.
وواصل: وعند القيام من النوم، وعقب ختم القرآن، وعند الهم والشدائد، ولطلب المغفرة، وعند تبليغ العلم إلى الناس، وعند الوعظ، وإلقاء الدرس،وعند خطبة الرجل المرأة في النكاح، وفي كل موطن يذكر فيه الله -تعالى-، مختتمًا: الصلاة على سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- مفتاح السعادة، ومفتاح كل خير، والمسلم الذي يبتغي السعادة عليه أن يلهج بالصلاة عليه في أغلب أوقاته، فإنه نور ورحمة وهداية ورعاية، رزقنا الله والمسلمين كثيرة الصلاة على الحبيب.