الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كان قرآنًا يمشي على الأرض.. على جمعة يرد على تأويل خاطئ في وصف النبي

الدكتور على جمعة،عضو
الدكتور على جمعة،عضو هيئة كبار العلماء

قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن قول السيدة عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كان « قرآنًا يمشي على الأرض» هو مجاز باتفاق البلاغيين وعلماء اللغة.


وأضاف «جمعة»، خلال لقائه ببرنامج «من مصر» المذاع على فضائية «cbc»، أن هذا ليس مرتبطا بإثبات حقيقة هذا للنبي- صلى الله عليه وسلم- من عدمه، فعندما تقول: "رأيت أسدًا وتقصد الرجل الشجاع" فهل معنى هذا أنه مجاز بمعني الكذب، أم أنه مجاز بمعنى أنه لم يكن أسدًا على الهيئة الحقيقية".


وأوضح عضو هيئة كبار العلماء في رده على تأويل خاطئ يقول صاحبه: «بما أن النبي محمد قرآنا يمشي على الأرض، والقرآن من الله، إذًا هو إله»، أن المجاز في اللغة قبل الاصطلاحات يطلق على الكذب، فهل هذا يعني أن السيدة عائشة قد كذبت، أم أن هذه الألفاظ نضعها وراء بعضها البعض دون تعقل وتفهم معانيها، أم المراد أنه لم يكن مصحفًا بل بشر سويًا، فهذا صحيح.




وواصل المفتي السابق: "قال - تعالى-:  « قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ..» ( سورة فصلت: الآية 6)"، مؤكدًا: "لكنه - صلى الله عليه وسلم- كان مع ذلك قرانًا يمشى على الأرض على سبيل المجاز اللغوي، وصدقت السيدة عائشة - رضى الله عنها-، وأن قول من قال: "إن رسول الله قرآن يمشي على الأرض والقرآن من الله، لكان - عليه الصلاة والسلام- معاذ الله - هو الإله" أمر شغب لا يسعى إلا الضحك".


وأشار الدكتور على جمعة إلى أن الشغب كمن رسم على الحيطة حصان مثلًا، ومعروف أن كل حصان صاهل، فهل هذا صائل، وهو ليس في الحقيقة حصان، وإنما صوروته، لذا ألف ارسطوا الأرجانون العظيم لمواجهة السفسطائية، لأن من منهجهم التلاعب بالألفاظ مثل ما يحدث الآن.


ونوه إلى أن المصحف الذي بين أيدينا ليس هو الله، وكذلك لو كاتبنا لفظ الجلالة على لوحة فهذا يدل على جوده- تعالى- ولكن ليس هذا هو الله، كذا النبي يدل على وجوده- عز وجل- لكونه قرآنًا يمشي على الأرض، كما أن الله قديم، أما نبي الله والمصحف واللوحة كلهم حوادث تدل على وجود المولي - عز وجل-، فهذا التفسير لا يجوز، لأنه فيه تلاعب ومن المقدمات الفاسدة غير الدقيقة، مختتمًا: «وما كان ينبغي لنا أن نشغل بالنا بها، وإنما الواجب علينا أن نوضح للناس».