الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترضى أبوك يتصور كده!.. لماذا أثارت صور جنازة رجاء الجداوي غضب الجميع؟

الفنانة الراحلة رجاء
الفنانة الراحلة رجاء الجداوي

حالة من الجدل تتجدد مع كل جنازة لأحد المشاهير، رغم أن مشاعر الحزن هي السائدة إلا أن الآراء تنقسم حول أمر واحد وهو «التصوير»، البعض يرفض فكرة تصوير الجنازة والآخر يرى أنها الفرصة الوحيدة لوداع هذا الشخص دون حضور الجنازة.


وكان هذا الرفض والتأييد محل جدل خلال جنازة الفنانة الراحلة رجاء الجداوي، التي توفيت، أمس، عن عمر يناهز 82 عاما إثر إصابتها بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وبعد نشر الصور من جنازتها ثار عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي على تصويرها خلال مأواها الأخير.



احترس خطر الإصابة بالعدوى !
«احترس خطر الإصابة بالعدوى» كانت هذه الجملة هي الاكثر تأثيرا على جمهورها ومحبيها، الذين رأوا أنه لم تلق كتابتها، بسبب قسوة الكلمات التي جعلت كل محبيها ومنهم ابنتها وحفيدتها الوحيدة يحرمون من توديعها.

"ترضى أبوك أو أمك يتصور كده يوم جنازته ؟"، هذا السؤال كان الأكثر تداولا للتنديد بتصوير جنازة الفنانة الراحلة، ويقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي لـ «صدى البلد»، إن تصوير جنازة الفنانة الراحلة رجاء الجداوي، أو غيرها من المشاهير يعد توثيقا للحدث، وتكريما للفنان ولتاريخه ولجمهوره الذي له الحق في توديعه إلى مأواه الأخير.




ويرى فرويز أن في توثيق الجنازات بالصور عظة دائمة لكل من يشاهدها، وتذكير بالحقيقة الوحيدة في الحياة وهي «الموت»، أما فيما يتعلق بالآثار النفسية لتصويرها فيقول أنها تقتصر على فئة واحدة وهي مرضى كورونا، "فيه منهم بيخاف يعرف إن حد مات بنفس المرض ويصاب بالهلع". 


وشبه الخبير النفسي جملة «احترس خطر الإصابة بالعدوى» التي لصقت على جثمانها، بلافتة «احترس خطر الموت» المكتوبة على اللوحات الكهربائية، وهي جمل تحذيرية لمنع الاقتراب خاصة من قبل المقربين منها.



صورة ديانا الأخيرة 
وأعاد هذا الجدل إلى الأذهان، لحظة مصرع الأميرة ديانا في 31 أغسطس عام 1997،حين تهافتت الصحف والقنوات التليفزيونية لتصويرها وتصوير مكان الحادث، وبرز في ذلك الوقت قضية القواعد الاخلاقية والقانونية للعمل والتصوير الصحفي، وناقش مصورو الصحف فى اجتماع الجمعية الملكية للتصوير الحادث، واعتبروه فرصة جيدة إلإظهار ما يعتنقونه من أخلاقيات فى مجال التصوير، مثل الموضوعية والتغطية المتوازنة.


وتضمنت القضايا المثارة قضية احترام الخصوصية والحدود، ولا يجوز هتك ستر، سرقة الصور، والحفاظ على حقوق الذين لا يريدون أن يكونوا مجالا للتصوير، أما وفقا لما ذكر في كتاب أخلاقيات الصورة الصحفية لمؤلفه ياسر بكر.



تخليد الحدث
وتناول كتاب «الصحافة المصورة والاخبار في عالم اليوم» القضية نفسها، واعتبر لانجتون مؤلف الكتاب أن الصورة هي تخليد للحدث، وغياب الصورة عن حدث هو غياب لهذه التفاصيل للأجيال القادمة، ولخص دور الصحفيين في أنهم يقومون بمهمة الإخبار البصري، ويتحملون مسئولية توثيق المجتمع وحفظ تاريخه بالصور، والتي تشمل الأحداث بمختلف أنواعها السعيدة والحزينة، وهذا ما أكد عليه بعض المدافعين عن تصوير الجنازات عن اهميتها في توثيق هذه اللحظة فلولا التصوير لما شاهدنا الآن جنازات لكبار شخصيات القرن الماضي.




تحنيط الفراعنة السري
وأشار البعض إلى أنها فن تم اتباعه منذ عهد الفراعنة، ولكن أوضح د. محمد حمزة، المؤرخ وخبير الآثار أصول توثيق الجنازات في الحضارة المصرية القديمة، ويقول لـ«صدى البلد» أن الفراعنة كانوا يؤمنون بعقيدة البعث بعد الموت وتخليد الذكرى، وهذا ما دفعهم لإتباع التحنيط.


وتابع خبير الآثار أن التحنيط يرجع إلى الألف السادس قبل الميلاد، وكانت الجداريات والتحنيط وكل ما يخص الميت تتم في سرية تامة، لأنها خاصة به لحظة البعث، مشيرا إلى انه لولا علم الآثار لما توصلنا إلى هذه المومياوات او الأدوات الجنائزية.


وأوضح المؤرخ المصري أن مراسم الدفن واحدة منذ القدم وقديما كان يرافق موكب الجنازة احتفالات وموسيقى حتى المقبرة، وكذلك مراسم التحنيط كانت سرية جدا، ولم يتم تصوير أي من الجنازات او رسمها على مر الحضارات المصرية، وذلك لحرمة الميت، واكتفى المؤرخون بتوثيق الجنازات من خلال الكتابة والوصف، متى بدأت وأين، وفترة الجنازة والعزاء، وأبرز الحضور.