الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المرأة أكثر تضررا بآثار كورونا


ساهم فيروس كورونا في فضح جميع أوجه انعدام المساواة المتجذرة في المجتمعات.

حيث توقفت الكثير من الموظفات عن العمل في ظل الوباء، رغما عنهن، إذ تشغل نسبة كبيرة من النساء وظائف غير آمنة وغير رسمية ويعملن في القطاعات الأكثر تضررا من الوباء كالسياحة والضيافة والتسويق.


وبقيت فقط المرأة بكامل كفاءتها فى المجال الأخطر على حياتها وهو القطاع الصحى سواء كانت طبيبة او ممرضة او صيدلانية، بينما فى باقى المهن فقدت النساء وظائفهن أو تم منحهن إجازات إجبارية بمعدلات أعلى مقارنة بالرجال


. وإذا كانت تداعيات الفيروس قد طالت كل الفئات وكل الاعمار فقد تفاوتت اثاره الاقتصادية والاجتماعية بين العمالة الدائمة والعمالة غير المنتظمة وتفاوتت أيضا بين مهن أخرى فقد دمر قطاع السياحة تماما وأثر بنسبة 80% على قطاع الطيران وبنسبة 40% على قطاع النقل، ولكن فى دراسة أجرتها جامعة ألمانية أكدت أن المرأة أكثر تضررا من آثار كورونا مقارنة بالرجل وعلى مستوى سكان العالم وليس دولا بذاتها.


وكشفت الدراسة أن هذا الفيروس قد ساهم في فضح جميع أوجه انعدام المساواة المتجذرة في المجتمعات، فكان نصيب المرأة هو الأكبر فى نسب البطالة ووصل فى بعض المجتمعات الآسيوية إلى 40%.



انعدام المساواة

كانت العاملات الشابات اللائي يتقاضين أجورا زهيدة هن الأكثر تضررا من التبعات الاقتصادية لوباء كورونا.


وأسهم التفاوت في الأجور بين الجنسين في مضاعفة تأثير الوباء على النساء، فلم تفقد النساء وظائفهن فحسب، بل كن يتقاضين أيضا أجورا أقل مقارنة بالرجال. إذ تتقاضى النساء في الولايات المتحدة 85% مما يتقاضاه الرجال، وفي الهند 75 %، ويزداد الأمر سوءا بين النساء اللائي ينتمين للأقليات العرقية، إذ تتقاضى المرأة ذات البشرة السمراء في الولايات المتحدة أجرا أقل بنحو 21 % مما تتقاضاه المرأة ذات البشرة البيضاء.


وترتب على الجائحة أن بعض النساء لن يحققن الدخل الذي كن يحققنه قبل الأزمة، سواء كانت حصلت على إجازة بدون راتب، اختياريا أو إجباريا، وستتراجع مهاراتها وتنقطع علاقاتها التي بنتها لسنوات مع العملاء، وسيصبح من الصعب أن تعود إلى نفس المستوى الذي كانت عليه قبل الإجازة. وتشير الأبحاث إلى أن الموظف إذا أحيل للتقاعد أو أصبح عاطلا لأكثر من شهرين، سيتخلف عن ركب زملائه بخلاف أن النساء عندما يبلغن الأربعين من العمر يتعرضن للتمييز على أساس السن، وكل هذه العوامل تقوض الجهود التي تحققت على صعيد المساواة بين الجنسين.


وكانت التداعيات الاقتصادية للوباء أشد وطأة على الأمهات والآباء المطلقين أو الأرامل، الذين يقدر عددهم بنحو 20 مليون شخص في الولايات المتحدة فقط، وتمثل النساء ثلاثة أرباع هذا العدد تقريبا، وأصبح أكثرهم عرضة لفقد وظيفته.


تضاعف العنف

ومع تفشي الفيروس تكشفت العاهات الاجتماعية وتفاوتت من بلد لآخر فإذا كان من الطبيعي أن تزداد حالات العنف المنزلي بعد ما اضطر الناس للبقاء في منازلهم في وقت تنتابهم فيه المخاوف والهموم من فقدان الوظائف وقلة المال ومخاطر الإصابة. فليس من الطبيعى أن تتضاعف النسب بارتفاع كبير في عدد بلاغات العنف المنزلي، إذ زادت في فرنسا، على سبيل المثال بلاغات العنف المنزلي بمقدار الثلث في الأسبوع الأول من الحجر الصحي، في حين زادت في أستراليا بمقدار 75 في المائة، وتجاوزت 40% فى دول الشرق الأوسط، وتضاعفت في لبنان بنسبة 100% وتشكل النساء الغالبية العظمى من ضحايا العنف المنزلي. إذ تشير الإحصاءات إلى أن النساء في الولايات المتحدة أكثر عرضة للعنف المنزلي من شريك الحياة بمقدار الضعف، وأكثر عرضة للاغتصاب بمقدار 14 مرة.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط