الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منظمة الصحة العالمية تحت المجهر بسبب كورونا.. تشكل لجنة لمراجعة استجابتها للأزمة.. انسحاب ترامب ضربة قاضية في وجه أنشطتها.. ومديرها يبكي ويدعو إلى الوحدة ضد الوباء

المدير العام لمنظمة
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية

- مدير منظمة الصحة: 
هذا وقت مراجعة النفس
-انسحاب ترامب من المنظمة يضعها في مأزق مالي
-الولايات المتحدة مدانة للمنظمة بأكثر من 200 مليون دولار


أصبحت منظمة الصحة العالمية تحت المجهر، بعد أن أعلن مديرها العام تشكيل لجنة مستقلة لمراجعة تعاملها مع جائحة فيروس كورونا المستجد، في الوقت الذي تعرضت فيه لانتقادات واسعة من قبل الولايات المتحدة بشأن استجابتها لتفشي الوباء، وانسحاب ترامب رسميا منها.


وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس، إنها تعمل على تشكيل لجنة مستقلة لمراجعة تعاملها مع جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد-19 وكذلك استجابة الحكومات لها.


وأضاف أدهانوم في اجتماع عبر الإنترنت مع ممثلي الدول أعضاء المنظمة، البالغ عددها 194، أن هيلين كلارك رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة وإلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا السابقة، وافقتا على قيادة اللجنة واختيار أعضائها.


ولفت تيدروس: "هذا وقت مراجعة النفس"، مشيرا إلى أن أعضاء المنظمة كانوا قد دعوا في مايو بالإجماع إلى تقييم الاستجابة العالمية للجائحة.


يأتي ذلك بعد أن تعرضت منظمة الصحة لهجوم بشأن استجابتها لتفشي الفيروس من قبل ترامب الذي أكد مرارا وتكرارا بأنها انحازت بشكل كبير للصين. 


والثلاثاء الماضي، أخطر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الكونجرس والأمم المتحدة، بانسحاب بلاده رسميا من منظمة الصحة العالمية، على الرغم من أن هذا الأمر سيستغرق عاما على الأقل.


وأكد السيناتور الديمقراطي روبرت مينينديز على حسابه بموقع تويتر، إن الكونجرس تلقي بلاغا رسميا من الرئيس بهذا الصدد في خضم وباء كورونا.


وبهذا الانسحاب سيتم التشكيك في الجدوى المالية لمنظمة الصحة العالمية ومستقبل برامجها العديدة التي تعزز الرعاية الصحية ومعالجة الأمراض.


وكان ترامب أعلن لأول مرة في أبريل الماضي أنه سيوقف التمويل الأمريكي لمنظمة الصحة العالمية ما لم تقم "بتحسينات جوهرية" في غضون 30 يومًا.


وفي أواخر شهر مايو، أكد أن بلاده ستنهي علاقتها مع منظمة الصحة العالمية وتوجه أموالها إلى جمعيات خيرية عالمية للصحة العامة.


وأضاف أن العالم يعاني الآن نتيجة سوء تصرف الحكومة الصينية، مستطردا أنها دفعت بجائحة عالمية.


واتهم ترامب الصين بالضغط على منظمة الصحة العالمية "لتضليل العالم" بشأن فيروس كورونا، دون تقديم أدلة على ادعاءاته.


واعتبر أن الصين لديها سيطرة كاملة على منظمة الصحة العالمية.


ووفقًا لوكالة "رويترز"، كان للمنظمة فضل كبير في قيادة حملة مدتها 10 سنوات للقضاء على الجدري في السبعينيات، وقادت أيضًا الجهود العالمية لإنهاء مرض شلل الأطفال وهي معركة لا تزال في مراحلها النهائية. 


في السنوات القليلة الماضية، قادت منظمة الصحة العالمية حملات ضد الأوبئة الفيروسية "الإيبولا في الكونغو وزيكا في البرازيل". 


ومع تفشي فيروس كورونا المستجد، وفي حين أشاد الكثيرون بعملها، اتهمها ترامب بأنها تنحاز إلى الصين وتقدم معلومات مضللة حول الوباء، ما أدى إلى إعلانه وقف التمويل الأمريكي لها والذي أدانته العديد من دول العالم.


كما اتُهمت منظمة الصحة العالمية بالمبالغة في رد الفعل تجاه فيروس إنفلونزا الخنازير H1N1 في الفترة 2009-2010، وواجهت انتقادات لعدم ردها بالسرعة الكافية لتفشي فيروس إيبولا في غرب أفريقيا في عام 2014 والذي أودى بحياة أكثر من 11000 شخص.


ويعتبر تنفيذ ترامب لتهديد بالانسحاب من المنظمة ضربة جديدة تتلقاها المنظمة من إحدى أكثر الدول الداعمة لها ماليا، فتعد الولايات المتحدة هي أكبر مساهم منفرد لها، إذ قدمت أكثر من 400 مليون دولار في عام 2019، أي حوالي 15٪ من ميزانيتها الإجمالية.


فيما أكدت منظمة الصحة العالمية أن الولايات المتحدة مدينة للمنظمة في الوقت الحالي بأكثر من 200 مليون دولار من المساهمات المقدرة.


وأصبحت المنظمة أمام ضغوطا كبيرة وباتت محاصرة بعد قرار أمريكا، فأظهر مقطع فيديو، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس، وتمتلئ عيناه بالدموع والحزن، خلال اجتماع عبر الإنترنت مع ممثلي الدول أعضاء المنظمة، البالغ عددها 194.


ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، دعا جيبريسوس، اليوم الخميس، العالم إلى الوحدة لمكافحة الوباء المدمر للعالم في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه من منظمة الصحة العالمية.


وقال والدموع في عينيه، إن العدو الحقيقي ليس الفيروس نفسه، بل "الافتقار إلى القيادة والتضامن على المستوى العالمي والوطني".


وتعكس تصريحات جيبريسوس، بأن المنظمة أصبحت تقترب من أزمة حقيقية لن تمكنها من الالتزام بتعهداتها الأممية الملقاة على عاتقها من مساعدات وتنسيق لمكافحة الأوبئة.