الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتخابات مجلس الشيوخ في زمن الكورونا.. صباح البلد يستعرض مقال إلهام أبو الفتح.. فيديو

الهام ابو الفتح
الهام ابو الفتح

استعرض برنامج «صباح البلد»، الذي يرأس تحريره الكاتب الصحفي أحمد حمدي، والمُذاع على فضائية «صدى البلد»، اليوم، الأحد، مقال الكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، مدير تحرير جريدة "الأخبار" ورئيس شبكة قنوات "صدى البلد"، بعنوان «انتخابات مجلس الشيوخ في زمن الكورونا».

بدأ اليوم، الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ المصري "الشورى سابقا"، وقد يتساءل البعض ما الداعي لوجود مجلس شيوخ فى المرحلة الحالية طالما أن البرلمان يؤدى دوره على الوجه الأكمل؟ والإجابة من وجهة نظري أنها خطوة مهمة في رحلة الانطلاق نحو المستقبل التى يقودنا إليها الرئيس عبد الفتاح السيسى بخطوات واثقة وانتصار لعزم مصر الجديدة واستكمال مؤسساتها الدستورية، ولأن العودة إلى انتخاب مجلس الشيوخ بما يمثله من عراقة وتصالح مصر مع كل تاريخها النيابى، واستكمالاً للمؤسسات الديمقراطية بإحياء الغرفة التشريعية الثانية، ليصبح لدينا مجلس تحال إليه القوانين قبل إرسالها إلى مجلس النواب لدراستها وإبداء الرأي فيها، وهذا بدوره يخفف العبء عن كاهل مجلس النواب ويثرى العملية الديمقراطية .

ولأن الانتخابات تجري في زمن الكورونا فقد بدأت الاستعدادات فى 27 محكمة ابتدائية لاستقبال الراغبين في الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ حيث تم تحديد مسافة التباعد وكيفية استقبال اللجان للمُتقدمين ولم تنس «الوطنية للانتخابات» مُناشدة المرشحين الالتزام بارتداء الكمامات حرصًا على سلامة المرشحين واللجان.

أتمنى أن تقودنا الترتيبات التي وضعتها الحكومة، إلى تفعيل ما صوّت عليه الشعب فى التعديلات الدستورية خاصة ما يتعلق بتمثيل الشباب والمسيحيين والأشخاص ذوى الإعاقة والمصريين المقيمين فى الخارج، تمثيلًا ملائمًا في مجلس الشيوخ الجديد، كما هو فى مجلس النواب.

وللحق أقول إن تجربة الغرفة التشريعية الواحدة ممثلة في مجلس النواب كانت مهمة ثقيلة نظرًا لأن مجلس النواب أثقل بقوانين كثيرة جدًا خلال الفترة الماضية، فى المجالات الاقتصادية أو الاجتماعية أو المعاهدات، ولهذا أتمنى أن يتحلى المواطن المصرى بالوعى الكامل عند اختياره عضو مجلس الشيوخ بحيث يختار الأكثر خبرة وكفاءة وحكمة وأن يكون مُدركًا لحقيقة التحديات التى نواجهها وتفرز التجربة لنا مجموعة من «السيناتورز» من أعضاء المجلس الجديد من الكفاءات المختلفة والمتنوعة، يستطيعون دراسة القوانين بشكل مُتأنٍ وبحرفية أكبر فى العديد من التخصصات.

فمصر تاريخ عريق فى الحياة النيابية ومن أعرق الدول الديمقراطية ومجلس الشيوخ عريق فى مصر بعراقة الحياة التشريعية بدأ عام 1829 حين أنشأ محمد على مجلس «المشورة» وكان يتكون من مائة وستة وخمسين عضوًا، لاستشارته في مسائل التعليم والإدارة والأشغال العمومية، وتلقى الشكايات التي كانت تقدم إليه لتقديم الحلول المناسبة لها. 

أما مجلس الشورى الحديث فقد أنشئ فى عهد الرئيس السادات باسم مجلس الشورى عام 1979 وظل يمارس دوره باعتباره الغرفة العُليا للبرلمان المصري.. وبعد أحداث 25 يناير أكد على وجوده الإعلان الدستوري الصادر عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة فى مارس 2011، لكن الإخوان شوّهوا التجربة لتمكينهم من الحكم وليكون بديلاً لمجلس الشعب الذى وُلد مشكوكاً فى شرعيته فى 2012، حتى تم إلغاؤه بمفهومه الإخوانى بعد ثورة 30 يونيو 2013 ثم أعيد مرة أخرى باسم مجلس الشيوخ فى التعديلات الدستورية التى أقرها الشعب فى أبريل 2019، وهنا تأتى أهمية المشاركة في الحياة السياسية سواء مرشحين أو ناخبين لنثبت جدارتنا بحياة ديمقراطية تليق بعراقة مصر وتاريخها الحافل فى المنطقة.

ورغم أنه لم تخرج أى بيانات رسمية من حزب مستقبل وطن والشعب الجمهوري والأحزاب الوطنية الأخرى حتى الآن، إلا أننى أتمنى أن تضم القائمة عددًا من المُتحمسين للحياة الديمقراطية والذين لعبوا دورًا وطنيًا مُشرّفًا ولديهم الاستعداد والجدارة من رجال الأعمال والمُثقفين والصحفيين والعمال والفلاحين، وقد أسعدني الخبر الذي نشر عن ترشح الكاتب الصحفي محمود بكري، رئيس مجلس إدارة صحيفة الأسبوع، الصحفي الجريء عن منطقة جنوب القاهرة، ضمن القائمة الحزبية الموحدة لمستقبل وطن.. وأيًا كان الناجح، أتمنى أن تكون هذه الانتخابات فريدة فى ظل الظروف والإجراءات الاحترازية التى تتخذها الدولة وقاية للمرشحين والناخبين واللجان من وباء كورونا المُستجد.