الحياة هى الحضور الواعى وفهم الأولويات والقدرة على التفرقة بين الأهم فالمهم.
فلا يجب أن تضيع سنوات العمر هباءً بعدم الإلمام بالقضايا المحيطة وإدراك مدى أهميتهابتبسيطها لحد الاستهزاء والسخرية بها، فالسخرية هى مجموعة من المشاعر الممزوجة بالغضب أو الاشمئزاز.. والتفكه على أمر ما لمجرد الضحك أو الغرض منه النقد اللاذع والتركيز على العيوب و النقائص... فأساليب السخرية كثيرة، منها التفكه بتقليد الأصوات أو الذم والكاريكاتير نوع من أنواع السخرية.
والسخرية هى الاستهانة والتحقير ويمكن أنتكون وسيلة للتهاون أو التهوينفهى اتجاه اجتماعى منتشر فى كافة المجتمعات، إلا أن الإسلام اتخذ موقفًا واضحًا حيث حرم الإسلام السخرية وذلك لخطورتها لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرًا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) صدق الله العظيم.
ففى الفترة الأخيرة الكثير منا أدرك خطورة السخرية على الكثير من القضايا التى تسعى العديد من الدول فى التركيز عليها والعمل على نشر الوعى بين أفراد الشعوب فأصبحت السخرية أحد وسائل الهدم،فى حين أن الدولة تبذل كامل طاقتها وتسخر أجهزتها على نشر التوعية الرشيدة وتدارك تفاقم الأمور بين أبناء الشعب، فوسائل التواصل الاجتماعى تلعب دورا كبيرا حيث تعمل على نشر الوعى أو إهدار مجهود الدولة بالتسفيه فتتجه الأمور إلى مناحى أخرى، فعلى سبيل المثال ما نعيشه اليوم من وباء عالمى، فقد اتخذت العديد من وسائل التواصل الاجتماعى وباء كورونا وسيلة للتندر والتفكه مما أدى إلى الاستخفاف بالوباء مما أثر على سرعة انتشار المرض فى الكثير من البلدان.
فإذا كانت السخرية من المفرزات الاجتماعيةكوسيلة للتخفيف من الضغوط لسنوات عديدة فأحيانا ليس كل المخرجات الاجتماعية مقبولة
فهى سلاح ذو حدين منها السلبى والإيجابيلأنه من مخاطرها عدم قدرة المواطن التعامل مع الحدث حالة تزايده بشكل فعلى وظهور جيل متهاون وسلبى، فعلى المواطن الإنصات الكامل وعدم الانسياق وراء بعض المواقع.. وضرورة وضع الأمور فى نصابها الصحيح بعدم التهويل أو التهوين
فهى حيلة العاجزين وبضاعة المفسدين.. فالسخرية فى غير محلها مذمومةوهى باب من أبواب الشر،فلا نستبعد أن هناك فئة من الناس ناقص الفطرة أعمى البصيرة ميت القلب يحب الظلام ويكره الحق فهذا حال المنافقين حيث يستخدمون السخرية كسلاح للهدم فهى داء ابتلى الله به الكثير من الناس.
فنجدهم تارة من ساخرين من أحكام الدين وأخلاقه بدعوى أنها تقيد الحريات،وتارة ساخرين من اختلاف لون البشرة، أو ساخرين من بعض الحرف أو العادات وخلافه، فمن الفطنة ألا يتجه الناس إلى السخرية والإهتمام بواجباتهم التى حضهم الدين عليها وعدم تتبع الغير، فكلما كان العبد تقيا زادت سماحته فلن تصدر السخرية إلا من ضعاف الإيمان أو من لديهم نقائص، ولن نستبعد فى بعض الأحيان أن تكون هناك أهداف سياسية وراء هدم العديد من القضايا بتشتيت انتباه الأفراد وإلهاء الدول وانشغالها بأحداثها الداخلية، رحم الله عبدا حفظ لسانه من الهمز واللمز وانشغل بما يخصه.
لذلك الإعلام له دور خطير فى مواجهة الأمر إذلا بد من نشر الوعى والتعامل مع الكثير من القضايا بمنتهى الشفافية وتوفير المعلومات الدقيقة حتى لا تكون هناك أزمة ثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة،والعمل فى المؤسسات التربوية بخلق أجيال لديهم الوعى، إن الحصول على المبتغى لا بد أن يلازمه مثابرة مع عدم غياب الدور الأسرى فى تنشئة قويمة؛ لإنتاج أفراد جادين يتمتعون بالوعى الأخلاقى مؤمنين بدورهم كأفراد فاعلين يعتمد عليهم المجتمع.