الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

متى يبدأ صيام ذي الحجة؟.. تعرف على موعد العشر الأوائل

متي يبدأ صيام ذي
متي يبدأ صيام ذي الحجة؟.. تعرف على موعد العشر الأوائل

متي يبدأ صيام ذي الحجة أو متي يبدأ صيام عشر ذي الحجة سؤال واحد وإن اختلف اللفظين محل اهتمام لكثير من الناس على مواقع البحث خاصة هذه الأيام، فالمتبقى على صيام الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة أقل من أسبوع، وجدير بالذكر هنا أن صيام ذي الحجة متعلق بالتسع الأوائل فقط من الشهر لغير الحاج وليس العشر الأوائل كما عرف عند معظم الناس ودرجوا عليه طبقًا للموروث، فيكون المسمى الصحيح لصيام ذي الحجة أو متى يبدأ صيام ذي الحجة هو صيام التسع الأوائل من ذي الحجة وليس العشر الأوائل، وذلك لأن اليوم العاشر من ذي الحجة يوافق عيد الأضحى، وهو محرم صيامه بإتفاق العلماء، ومن الأحاديث الدالة على ذلك ما رواه  أبى سعيد الخضري - رضى الله عنه-: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- نَهَى عَنْ صِيَامِ يَوْمَيْنِ، يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ - عيد الأضحى-». 

متي يبدأ صيام ذي الحجة:

يبدأ صيام التسع الأوائل من شهر ذي الحجة هذا العام يوم الأربعاء  22 - 7 - 2020 ، وينهي يوم الخميس 30 - 7 - 2020 ( وهو يوم الوقوف بعرفة) ليكون عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة 31 - 7 - 2020 ( طبقًا للحسابات الفلكية) مع ضرورة التنويه أنه سيتم تأكيد هذا اليوم أو نفيه بعد استطلاع دار الإفتاء هلال شهر ذي الحجة في يوم 29 من ذي القعدة، والموافق 20 يوليو الميلادي، فمن خلالها سيتم التبين ما إذا موعد وقفة عرفة أو عيد الاضحى 2020 في مصر فلكيًا ستؤكده الرؤية أم تنفيه. 

فضل صيام ذي الحجة: 

الأيام العشر من ذي الجحة تُعَد من أعظم الأزمنة والأوقات؛ فقد فضلها الله، وأَفردها عن غيرها من الأوقات، وميزها عن أوقات أخرى بالعديد من الفضائل والميزات؛ سعيًا إلى زيادة الأجور والحَسنات؛ إذ تجتمع فيها أمهات العبادات؛ من صلاة، وصيام، وحج، وغيرها، ولا يكون ذلك في غير العشر من أيام السنة، وقد بين العلماء أن أيام العشر من ذي الحجة أفضل من الأيام العشر الأخيرة من شهر رمضان، أما ليالي العشر الأخيرة من شهر رمضان فهي أفضل من ليالي العشر من ذي الحِجة. 

ويعد الصيام  بوجه عام إحدى العبادات الفضيلة، وهو ركن من أركان الإسلام الخمسة، ومن فضائل الصيام أن الله -تعالى- جعل الصيام له، واختصه لنفسه، قال -عليه الصلاة والسلام-: (قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به)، وهو أحد أعظم الأعمال، وأفضلها عند الله -تعالى-؛ لِما ورد عن أبي أمامة الباهلي، قال: «قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مُرني بأمرٍ ينفعُني اللَّهُ بِهِ، قالَ: عليْكَ بالصِّيامِ ، فإنَّهُ لا مثلَ لَه»، ويتقي المسلم عذاب الآخرة بالصيام، كما يتقي به شهوات الدُّنيا، قال -صلى الله عليه وسلم-: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ». 

إضافة إلى أن الصيام هو أحد سُبل تحقيق الصبر في النفس، وفيه تحصيل لمغفرة الله -تعالى-، وهو سبب لتكفير الذنوب، قال -عليه الصلاة والسلام-: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ في أهْلِهِ ومالِهِ، ونَفْسِهِ ووَلَدِهِ، وجارِهِ؛ يُكَفِّرُها الصِّيامُ والصَّلاةُ والصَّدَقَةُ، والأمْرُ بالمَعروفِ والنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ». 

والصيام من الأعمال التي تشفع لصاحبها يوم القيامة، قال -عليه الصلاة والسلام-: «الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعَانِ للعبدِ ، يقولُ الصِّيامُ : ربِّ إنِّي مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ والشَّرَابَ بِالنَّهارِ ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ ، ويقولُ القُرْآن : ربِّ مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِالليلِ ؛ فَشَفِّعْنِي فيهِ ، فيشَفَّعَانِ». 

وهو سبب لدخول الجنة، ومن فضائله في الدنيا أن للصائم دعوة مستجابة، ورائحة فمه أطيب عند الله -تعالى- من رائحة المسك، وهو مُطهر للقلب، وهو من الكفارات الشرعية، ككفارة حلف اليمين، قال -تعالى-: «فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ». 


فوائد صيام ذي الحجة: 

تُعَد العشر الأوائل من ذي الحجة من الأيام المباركة في الشرع، وقد حث النبي -صلى الله عليه وسلم- على استغلالها بالأعمال الصالحة وبجهاد النفس، ووصف العمل فيها بأنه أفضل من الجهاد في سبيل الله -تعالى-؛ فقال: «ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ»، ولم يُقيد النبي -صلى الله عليه وسلم- الأعمال الصالحة في هذه الأيام بعمل مُعين، وجعل الأمر مُطلقًا.

والعمل الصالح أنواعه كثيرة، ويشمل ذلك ذِكر الله -تعالى-، والصيام، وصلة الرحم، وتلاوة القرآن، والحج؛ مما يعني اجتماع أجل العبادات في الإسلام وأفضلها في هذه الأيام، ولفظ الأيام الوارد في الحديث المذكور يدل على أن العمل الصالح يستغرق اليوم كله، واليوم في الشرع يبدأ منذ طلوع الفجر وحتى غروب الشمس، وأفضل عمل يستغلّ به المسلم نهار هذه الأيّام هو الصيام، كما أنّ أفضل ما يُستغَل فيه الليل صلاة القيام.

وقد حافظ النبي -صلى الله عليه وسلم- على صيام التسع من ذي الحجة؛ ودليل ذلك ما ورد في السنّة النبوية من حديث حفصة -رضي الله عنها-، قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ». 

وعلى الرغم من عدم ثبوت صحة بعض الأحاديث الواردة في فضل صيام هذه التسع على وجه الخصوص، إلا أنه لا يمنع من صومها، ويُشار إلى أن صيام اليوم التاسع من ذي الحجة؛ وهو يوم عرفة مشروع لغير الحاج؛ فقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ).

ويوم عرفة من أيام الله العظيمة، وحَري بالمسلم أن يستغل فيه نَفَحات الرحمة، كما يُستحَب أن يصومه المسلم غير الحاج؛ ابتغاء تكفير ذنوبه.



حكم صيام العشر الأوائل من ذي الحجة:

ذهب الفقهاء إلى استحباب صيام الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة باستثناء يوم عيد الأضحى المبارك؛ أي يوم النحر؛ وهو اليوم العاشر من ذي الحجة؛ إذ يحرم على المسلم أن يصوم يوم العيد باتفاق الفقهاء، الذين استدلوا على ذلك بعموم أدلة استحباب الصوم وفَضله، وكون الصوم من الأعمال التي حث عليها النبي -صلى الله عليه وسلّ-.

فضائل الأيام العشر من ذي الحجة: 

فُضِلت الأيّام العشر من ذي الحجة على غيرها من أيام السنة من عدة وجوهٍ، وبيان هذه الوجوه فيما يأتي:

1.أقسم الله -عز وجل- بها في القرآن الكريم، والله -تعالى- لا يُقسم إلا بشيء عظيم؛ قال الله -تعالى-: (وَالْفَجْرِوَلَيَالٍ عَشْرٍ)، والمقصود بالليالي العَشر؛ العشر من ذي الحجة على الصحيح مما ورد عن المُفسرين والعلماء.

2. تشمل الأيام العشر من ذي الحجة أفضل الأيام، مثل: يوم عرفة؛ وهو يوم الحَج الأكبر الذي تُغفَر فيه الذنوب والخطايا، وتُعتَق فيه الرِّقاب من النار، ومنها أيضًا يوم النحر؛ لقَول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ أعظمَ الأيَّامِ عندَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالَى يومُ النَّحرِ ثمَّ يومُ القُرِّ).

3. تُؤدى فيها فريضة الحج التي تُعَد من أعظم الفرائض.

4. شهِد لها رسول الله -عليه الصلاة واسلام- بأنها أعظم أيام الدُّنيا؛ إذ قال: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).

5. تجتمع فيها أمهات العبادت فيها؛ كما أخرج الإمام البخاريّ عن عبدالله بن عباس -رضي الله عنهما-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).

6. تُعد الأيام العشر من ذي الحجة الأيام المعلومات الواردة في قَوْل الله -تعالى-: (وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّـهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ).


فَضل العمل في الأيام العشر من ذي الحجة:

وردت العديد من الأحاديث النبوية التي تُبين فَضْل العمل في العَشر الأولى من ذي الحجة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّ-، ومنها: قَوْله:

(ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ)؛ إذ دل الحديث على أن العَشر من ذي الحِجة أفضل أيام السنة، وأن العمل الصالح فيها أحبّ إلى الله من العمل في غيرها من أيّام السنة، وقوله -صلى الله عليه وسلم- في حديثٍ آخر: (ما من عملٍ أزكى عند اللهِ ولا أعظمَ أجرًا من خيرٍ يعملُه في عَشرِ الأَضحى)، وقوله أيضًا: (ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ).

عبادات مستحَبة في الأيام العَشر من ذي الحجة:

يجدر بالمسلم استغلال الأيام العَشر من ذي الحِجة بالعديد من العبادات، والأعمال الصالحة، منها:

1. أداء شعائر الحج والعُمرة، وذلك أفضل ما يُؤدى من العبادات في ذي الحِجة؛ إذ ثبت في الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي-عليه الصلاة والسلام- قال: (العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ).

2. الصيام، ويُخَص منه صيام يوم عرفة، وقد ورد في فَضل صيامه قَول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ).

3. التكبير، والتحميد، والتهليل، والذِكر؛ فهي الأيام المعلومات التي ورد الحض فيها على ذلك.

4. التوبة، والاستغفار، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي. 


5. التقرُب إلى الله بالصلاة، والدعاء، والأمر بالمعروف، والنهي عن المُنكَر. 

6. الأُضحية؛ اقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام-؛ إذ ثبت أن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا).

7. الحرص على أداء صلاة العيد.

8. أداء مختلف الأعمال الصالحة؛ من الصدقات، وقراءة القرآن، وإكرام الضيف، وصِلَة الرحِم، وحِفظ اللسان، وبِر الوالدين، والدعاء لهما، والحرص على صلاة السُّنَن الرواتب، وإدخال السرور على قلوب الآخرين، وغير ذلك من صالح الأعمال.