الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصمت ليس علامة رضا


 عندما اعتقد أن سكوت مصر عن جرائمه فى المنطقة رضا وتسليم بالواقع الذى فرضه على الأرض فى سوريا واستباح ارضها عندما كانت مصر تدين وترفض وتجرى حراكا دبلوماسيا وتعرى الممارسات الاحتلالية وعندما صال وجال فى العراق فضحت مصر الإعتداءات العسكرية على بلد عربى ومارست الدبلوماسية دورها فى اروقة الأمم المتحدة لتكشف وتفضح، وعندما احتدمت الأذمة بين قطر ودول الخليج حرك قواته وتوجه إلى الدوحة ونصب قاعدة عسكرية دفاعا عن قطر على مرمى البصر من القواعد الأمريكية التى باركت له تحركه الإحتلالى وفى الحالات الثلاث لم يكن تدخل مصر العسكرى موائما او مقبولا ولا معنى لتحريك قوات مصرية إلى اقصى الشرق لوقف جنون المهووس بمجد اجداده الهالكيين. والموتور منذ ان افشلت مصر وثورتها فى 30 يونيو مخطط الخلافة الذى قاده الى الحلم وتصور انه سيعود بعقارب الساعة الى الوراء حيث الباب العالى الذى إعتلاه اجداده باسم الدين.


سكوت مصر العسكرى عن حماقاته السابقة جعلته يتصور انه رضا وقبول بالواقع والأمر لا يتعدى الإدانه والفضح الدبلوماسى، فجاءت حملته على ليبيا كمركز استراتيجى على البحر المتوسط وقاعدة تركية تمكنه من غاز المتوسط وثروات ليبيا كان رهانه على سكوت مصر عن فكرته الإحتلالية ولم يتصور للحظة ان تكون ليبيا هى المحطة الأخيرة والصخرة التى ستتحطم عليها اوهام الخلافة والى غير رجعة والمعارضة الناعمة من بريطانيا وايطاليا بل والولايات المتحدة والتى تشبه المؤامرة لم تكن تتصور ان مصر ستتحرك وتواجه والذئب الشارد. وعندما دنت ساعة الصفر وتسارعت الأحداث بدا تعدد الجبهات سواء فى الجنوب عند حفيد أبرهه الحبشى او فى الشرق عند شياطين سيناء الذين تحركهم أجهزة المخابرات العالمية ويكبرون على دماءنا.


والأمر فى ليبيا على حافة البركان نعم الحرب ليست نزهة واعباءها الإقتصادية باهظة الكلفة وفاتورة الدماء لا تقدر بثمن ولكن العواقب النفسية على ملايين من المصريين من التبجح العثمانى اشد وطأة وأكثر قسوة والكرامة الوطنية فوق الخبز والحياة ذاتها. صمتنا عن جرائمه وأطماعه فى الشرق فجاء الى الغرب من ديارنا متحرشا مراهنا على صمت استعذبه كثيرا متحالفا من تحت المائدة مع شياطين الأرض متبجحا بحماقة متجاهلا قوة عسكرية لها ترتيب عالمى يسبقه ورصيد خبراتى من معارك عسكرية كتبت علينا ولم نفرضها فلم نكن غزاه او محتلين ولكن كنا دوما مدافعين عن الحق والسلام، وان صمتت مصر لن يقف حفيد سليم الأول عند ليبيا وسيأتى لنا من كل اتجاه كما عقد مع أثيوبيا معاهدة دفاع مشترك عام 2012 وقد حان وقت ردع الذئب عن الهجوم ولن يبقى له غير العواء بعد ان تورط فى مستنقع ليبيا الذى لن يخرج منه غير مهزوما وغير مأسوفا عليه فرمال ليبيا كفيلة بأبتلاعه وابتلاع تاريخ اجداده الهالكين.


وحتى ان استطاع اقناع اوربا وامريكا بتدخل سريع لإحتواء الأذمة دبلوماسيا تفاديا لتصادم اربك كل حساباته وان وقع فهو يعلم انه خاسرا لامحالة، فأن اى حل سياسى سيترتب عليه خروج مليشياته المسلحة ومنظوماته الدفاعية والهجومية تجر اذيال خيبة الأمل ويكون الفشل طوقا فى عنقه امام شعبه وحزبه وحساباته الداخلية التى لا تعنينا ولكن ستكون ليبيا هى المحطة الأخيرة لهوس المحتليين وأطماع الغزاة التى تخالف التاريخ والجغرافيا وطبائع الأمور ورحم الله الرئيس السادات الذى كان يردد "ان عقارب الساعة لن تعود إلى الوراء" وما كان ممكنا بالأمس هو المستحيل بعينه اليوم وغدا. ولنا مع سد النكبة وأحفاد أبرهه الحبشى حسابات أخرى نحن أهلا لها.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط