الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

دليل أردوغان لصناعة الأزمات.. سياسة خارجية صدامية مع الجوار والقوى العظمى.. الاستثمار في الحروب والنزاعات الإقليمية.. والمغامرات العسكرية تضعه على طريق الاشتباك مع روسيا

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

  • أردوغان يستغل التردد الأمريكي والأوروبي لتوسيع مطامعه الاستعمارية 
  • قطر الداعم الوحيد لنظام أردوغان وتضخ الأموال في الاقتصاد التركي المتعثر 
  • بوتين لا يتردد في تفعيل الخيار العسكري عند تجاوز الخطوط الحمراء للأمن الروسي 
  • الشعب التركي أمام خيار بين دولة حديثة مزدهرة أو دولة أصولية غارقة في الحروب


لا يكاد يمر أسبوع دون أن تترك تركيا بصمتها الناشرة للفوضى والمزعزعة للاستقرار، تارة في شرق المتوسط، وأخرى في شمال أفريقيا، وثالثة في القوقاز.


ومع أن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليس العامل الوحيد المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط والبحر المتوسط، فقد أصبح من الواضح تمامًا أن أردوغان يتبع مسارًا سيؤدي لا محالة إلى حروب إقليمية، ولا يتورع عن التلاعب بحلف شمال الأطلسي (الناتو) من خلال اتخاذ خيارات لا رجعة فيها تدفع الأمور إلى حافة هاوية خطيرة، وفق ما رأى موقع "أحوال" التركي.


وتشكل الاشتباكات الأخيرة على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان دليلًا آخر على أن نظام أردوغان ليس لديه ما يقدمه سوى المزيد من الفوضى تحت عنوان "حماية مصالح تركيا".




وأضاف الموقع أنه طالما كان أردوغان قادرًا على بيع فكرة أن ما يفعله يحقق مصلحة تركيا لجمهور مؤيديه في الداخل التركي، فسيحافظ على قدرته على استخدام موارد البلاد في مغامرات أكثر انتهازية في الخارج.


ويخوض نظام أردوغان سلسلة من المواجهات التي لا يمكن الانتصار فيها ضد أعداء صنع عداوتهم بنفسه، في منطقة جغرافية واسعة النطاق، تمتد من ليبيا إلى سوريا، ويصطدم بقوى إقليمية ودولية لا قبل له بمقارعتها فرادى أو مجتمعين، في مقدمتهم مصر والسعودية والإمارات واليونان وفرنسا وروسيا، فضلًا عن أطراف وفاعلين أصغر، في حين تظل قطر هي الداعم الثابت الوحيد لأردوغان، والتي تواصل ضخ الأموال في الاقتصاد التركي المتعثر بطرق متعددة.


وتابع الموقع أنه بفضل تغاضي الإدارة الأمريكية المحير عن استفزازاته الإقليمية والدولية، وغياب الإجماع والحسم لدى الاتحاد الأوروبي، استطاع نظام أردوغان استغلال هذه التناقضات للبقاء في ظروف كان يمكن أن تدمره مائة مرة في ظروف تاريخية أخرى.


وعلى الرغم من كل المناورات الدبلوماسية لتجنب المواجهة المباشرة، تجد روسيا نفسها تواجه تركيا بشكل متزايد في كل مسرح يقع إلى الجنوب من حدودها، فمن المستحيل أن تسمح موسكو بخسارة حليفتها سوريا لصالح تركيا، أو بانتصار أذربيجان الحليفة لأنقرة على أرمينيا في صراعهما الحدودي على إقليم ناجورنو قره باغ.


وتؤكد وقائع التاريخ الحديث أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمكن أن يتصرف بشكل حاسم، وحتى أن يلجأ للخيارات العسكرية، عندما يتم تجاوز بعض الخطوط الحمراء الجيوستراتيجية المتعلقة بالأمن القومي الروسي، والقوقاز ليس أقل قيمة بالنسبة لموسكو من شبه جزيرة القرم وأوكرانيا، فهو منطقة حيوية بالنسبة لأولويات السياسة الخارجية الروسية على المدى الطويل.


أما عن الولايات المتحدة، فإن موقف إدارتها الحالية غير متوازن ومتناقض فيما يتعلق بحضورها ومصالحها التاريخية طويلة الأمد في منطقة البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، ويرى موقع "أحوال" أن الاستجابة الأمريكية الضعيفة والمترددة إزاء التطورات في سوريا وليبيا تتيح مجالًا لنظام استبدادي مثل نظام أردوغان لبث الاضطرابات وزعزعة استقرار منطقة ملتهبة بطبيعتها على المدى الطويل.


وبشكل عام أدى نهج الإدارة الأمريكية في التعامل مع الأمور المعقدة والشاملة للسياسة الخارجية لاتخاذ الولايات المتحدة خطوة إلى الوراء في واحدة من أكثر المناطق حيوية من الناحية الاستراتيجية في العالم، وهذا لا يعني أن الولايات المتحدة فقدت قدرتها على العودة بشكل حاسم للانخراط في صراعات المنطقة، ولكن استمرار النهج المتردد الحالي لن يؤدي إلا إلى اجتراء تركيا على المزيد من المغامرات الإقليمية المتهورة.


وخلص الموقع إلى أن هناك حاجة ملحة لتدخل أمريكي حاسم، لا لوضع حد لطموح أردوغان الاستعماري فحسب، وإنما للحيلولة دون دفع تركيا المنطقة إلى أتون حروب إقليمية ممتدة بلا حسم، ومن أجل مستقبل الناتو والاستقرار الإقليمي، يجب أن يتأكد أردوغان من أنه لن يُسمح له بعد الآن بنشر الفوضى والدمار والإفلات من العقاب.


وختم الموقع بالقول إن الشعب التركي عليه أن يعي موقف بلاده جيدًا، وأن يستعيد زمام أمره وقدرته على تقرير مصيره والاختيار بين تركيا حديثة مزدهرة ترنو على المستقبل أو تركيا أصولية متشددة متعثرة اقتصاديًا ومتورطة في حروب إقليمية بلا نهاية.