الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد المنزلاوي يكتب: استكمال الحياة النيابية رسالة ومعنى

صدى البلد

فى ظروف أقل ما توصف به بأنها الأصعب والأخطر فى تاريخ مصر والمنطقة العربية وبينما غرقت دول محيطة بنا فى ظلمات الخلافات المذهبية وتناحرت المصالح على حساب الوطن تقدم مصر القدوة والنموذج الحي على كيف تدار الأزمات وكيف تتغلب مصالح الوطن وأمنه وسلامته على المصالح الضيقة.


مهما كانت التحديات ومهما بلغت قسوة الظروف وحتي خذلان البعض فى أوقات المحن وبرغم تربص ممن كنا نظنهم أبناء الوطن تمضي مصر بخطوات مدروسة وسريعة فى استكمال البناء والتنمية وبإعلان انتخابات مجلس الشيوخ أغسطس المقبل تكون مصر قد استعادت تشكيل المجالس الرقابية والنيابية كحق أصيل يضمن مشاركة كل أطياف المجتمع فى إبداء الرأي والمشورة وإعداد القوانين المقترحة ليكون المجلس له دور فعال في استكمال عملية الإصلاح الجريئة والتى بدأها الرئيس عبد الفتاح السيسي ولا يزال دافعا لاستمرارها مهما كانت التحديات.


مصر بالفعل دخلت مرحلة جديدة باستكمال هذا البناء القوي فبعد أيام قليلة من ثورة 30 يونيو كانت الرسالة واضحة بأن الفترة المقبلة بداية لتأسيس مصر القوية، مصر الحديثة وأن الجميع مدعوون الى المشاركة فى هذا البناء الذى بدأ ليستمر ويستقر فى وجدان المخلصين والمؤمنين من أبناء مصر.


فبعدما استرد الشعب حقه وقال كلمته بدأنا فى عملية البناء بالمشروعات القومية ومشروعات الطرق والبنية التحتية والمدن الجديدة  كالعاصمة الادارية والعلمين الجديدة وغيرها وفى المقابل بدأت عملية رفع قدرات الجيش المصري بخطوات كبيرة رأيناها جميعا وعرفنا اليوم كيف كانت هذه الخطوة مهمة وبالتوازي بدأنا فى اقامة مشروعات مجتمعية غير مسبوقة  سواء بحملات مكافحة مرض فيروس سي ومبادرة حياة كريمة وتكافل وكرامه بخلاف الإصلاح والتطوير فى المنظومة الصحية والتعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والزراعة وترسيم الحدود وغيرها من المشروعات والإنجازات التى لولا وجودها لما استطعنا تجاوز أزمة كورونا التى تعاملت معها الدولة بحكمة وحزم وقدم القطاع الخاص خلالها أروع الأمثلة فى المشاركة المجتمعية ومساعدة الحكومة والشعب فى التخفيف من حدة الأزمة.


وبالإعلان عن إجراء انتخابات مجلس الشيوخ وبعدها بأشهر انتخابات مجلس النواب إنما هي رسالة لها معانٍ ستظل تاريخا تذكره الأجيال القادمة  كيف استمرت مصر فى إعادة بناء نفسها وسط هذه التحديات الضخمة على حدودنا الغربية مع ليبيا الشقيقة  وأزمة سد النهضة في إثيوبيا ومحاربة الارهاب الاسود فى سيناء والوقوف بالمرصاد فى وجه الأطماع فى حدودنا البحرية بالبحر المتوسط وفى ظروف بالغة التعقيد يستمر البناء وفى نفس الوقت  تستكمل مصر بناء المؤسسات الديمقراطية وتقدم لدول المنطقة نموذج انقاذ من انتاج مصري خالص لا يقبل التشكيك ولا تحبطه الظروف والازمات.


تحمل ابناء الوطن فاتورة الاجراءات الإصلاحية إيمانا بأن القادم افضل واليوم نقف على ارض صلبة لنستكمل بناء حياة سياسية غنية بالتعددية وكذلك فتح باب المشاركة امام كافة الأحزاب والقوي والتيارات السياسية لتوسيع قاعدة المشاركة باعادة غرفة برلمانية اخري تفتح آفاقا اوسع لممارسة الحقوق السياسية من جميع الأعمار والفئات.


واستطيع القول إن التحديات كانت صعبة ولا تزال إلا أن إرادة المصريين وقوة تحملهم وإيمانهم بالمستقبل الدافع الاساسي فى تجاوز هذه التحديات وتحويلها إلى فرص.

-