EN 
- وزير الثقافة بجنوب السودان لـ "صدى البلد":
- نسقنا الكثير من النشاطات الكبيرة مع وزارات مصرية خاصة الشباب والثقافة
- سعيدة من المصريين وتاريخهم الذي نقرأه في الكتب
- الشباب أساس التنمية في المجتمع والدولة
أكدت وزيرة ثقافة جنوب السودان، عمق العلاقات المصرية الجنوبية، خاصة في الأنشطة الثقافية المختلفة، موضحة أن مصر لديها فكرة عن ثقافة جنوب السودان، بدليل التعايش الكبير بين الشعب المصري والجالية الجنوبية بالقاهرة.
وأوضحت، في حوارها مع موقع "صدى البلد"، أن فيروس كورونا المستجد كان له تأثيراته الكبيرة على الأنشطة الثقافية التي تتطلب تجمعات بين الثقافات المختلفة في الجنوب التي تتميز بها 64 قبيلة جنوبية تتفق في عادات وموروثات وتختلف في أخرى.
وإلى نص الحوار..
ما دور وزارة الثقافة في جنوب السودان؟
في البداية أريد أشكر كل المصريين المتواجدين في جوبا، وكل المصريين طيبون بمناسبة عيد الأضحى والمبارك، والعيد المقبل يكون أزاح الله عنا بلاء فيروس كورونا، لتأثيراته السلبية الكبيرة على كل العالم.
بالنسبة للوزارة، هي وزارة مؤسسة منذ عام 2006 على أساس ثقافة وشباب ورياضة، والاتفاق في عام 2018، انقسمت إلى وزارة الثقافة والموروثات ووزارة للشباب والرياضة، باعتبار أن قطاع الثقافة من القطاعات الكبيرة التي لديها الكثير من الاهتمامات، بداية من الهوية والثقافات العامة والخاصة.
وفي جنوب السودان هناك 64 قبيلة تتشابه في بعض العادات وتختلف في أخرى، ومنذ انقسام الوزارة عملنا على وضع استراتيجية عامة للثقافة العامة في البلد، لأنه منذ تأسيس الوزارة منذ عام 2006 إلى عام 2020 حتى تولي الوزراة، كانت مهتمة بالشباب أكثر.
لكن الآن الوزارة تهتم بالهوية والثقافات المختلفة والموروثات المختلفة في جنوب السودان لدعم المجتمع الجنوبي وتوعية العالم بثقافاتنا وموروثاتنا.
ونحن الآن نعمل في زمن نواجه فيه أخطر مرض في العالم، ما يمنعنا من الأنشطة الثقافية التي تعتمد بصورة أساسية على تجمعات لثقافات وهويات مختلفة داخل المجتمع، لمعرفة أوجه الاتفاق بين جميع القبائل التي تبلغ 64 قبيلة وأيضا الاختلافات عن الثقافات الأخرى والأفريقية، وأيضا ثقافاتنا مع السودان الذي انفصلنا عنه، ونعمل الآن على وضع استراتيجية عامة يمكن تنفيذها خلال الفترة المقبلة.
ما وضع العلاقات الثقافية مع بين مصر وجنوب السودان؟
منذ أن توليت الوزارة نسقنا الكثير من النشاطات الكبيرة مع وزارات مصرية خاصة الشباب والثقافة، وهناك علاقات حالية بين البلدين، والمشاركة في المهرجانات، ويمكن أن نقول إن مصر لديها فكرة عن ثقافة جنوب السودان، وتوجد علاقات متواصلة بين البلدين.
وهناك جالية كبيرة في مصر وعدم فهم ثقافتهم يُصعب من عملية التعامل بين الشعبين، لكن الشعب المصري يفهم ثقافة الجنوبيين، خاصة أن الثقافة هي وسيلة أساسية للتعارف بين الشعوب.
وأنا سعيدة من المصريين وتاريخهم الذي نقرأه في الكتب، حتى في الأديان، والتكنولوجيا لم تغير ثقافة وتاريخ المصريين، والتاريخ يعيد نفسه، ولكي يعيد نفسه لابد أن يكون هناك شيء تاريخي.
بعد السلام وعودة المقيمين بالخارج.. كيف يمكن الحفاظ على هوية المواطن الجنوبيين ولا يتأثر بالثقافات الأخرى؟
بالتأكيد أن أي مقيم خارج جنوب السودان أو ولد في هذه الدولة لا بد أن يتأثر من ثقافة هذه الدول، ومن الصعب التحكم في هذه الثقافات بعد تحقيق السلام في جنوب السودان.
ويمكن أيضا هذه الثقافات الوافدة تفيد المجتمع الجنوبي في تغيير الثقافات السيئة والقضاء عليها، وإيجاد ثقافات إيجابية تفيد المجتمع.
وبالتالي من الصعب التحكم في هذه الثقافات والسيطرة عليها، لأن كل ثقافة هي نتيجة عن البيئة التي نشأ فيها الشخص والتعاملات مع المجتمع المحيط به، وهو تركيبة معقدة تصعب القوانين التحكم فيها لكنها فقط تنظم مثل هذه العمليات.
هل توجد متاحف في جنوب السودان لحفظ موروثاتها؟
لا توجد متاحف في جنوب السودان، وهناك خطة لبناء هذا المتحف، ولدينا بعض الموروثات تم وضعها في متحف أسوان لحفظها، ولدينا أخرى في الخرطوم ولندن، والمفترض أن يكون لدينا متحف لكن الحرب كانت حاجزا أمام هذه الخطوة.
وتاريخ جنوب السودان طويل ولديه الكثير لحفظه، والمادة موجودة لذلك، لكن المشكلة عدم وجود متحف حتى الآن وندرس تنفيذ ذلك حتى الآن.
ونتمنى تغير الوضع الحالي خلال الفترة المقبلة وأيضا إيجاد بعض الجهات للمساعدة، خاصة في ظل توقف أعمال الحكومة خاصة التنمية باستنثاء بعض الأمور التي تتعلق بالطرق.
هل هناك تعاون مستقبلي مع مصر في الأنشطة الثقافية؟
التعاون موجود بالفعل، لكن نعمل على استمرارية هذه الأنشطة الثقافية خلال الفترة المقبلة في ظل محاولات استقرار جنوب السودان ودفعه نحو السلام.
ما الرسالة التي تم توجيهها إلى الشباب؟
رسالتي هي أن الشباب أساس التنمية في المجتمع والدولة من خلال أفكارهم ومشاريعهم الخاصة وخططهم الاستثمارية، بدلا من الهجرة إلى الخارج، لكن الحقيقة هناك نسبة أمية كبيرة لعدم استيعاب جميع الأعداد الموجودة من الشباب، لكن نطالب الشباب بالتفكير في تنمية القطاع الخاص، وأن يكون لديهم رأس المال من خلال الحكومة، وذلك يحتاج إلى أفكارهم.
فكرة التنمية تكمن في العمل الخاص والفردي ووجود أفكار خارج الصندوق من الشباب لدعم الدولة والحكومة في التنمية، خاصة أن هناك العديد من الفرص مثل الزراعة وغيرها، وعدم انتظار الحكومة.
والأهم من ذلك نبذ الخلافات والتركيز على الانتماء للوطن والبعد عن النزاعات والصراعات.
