الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلى زيدان تكتب: سد النهضة.. وحق الشعوب فى الحياة

صدى البلد


مما لا شك فيه أننا نتابع جميعا عملية سير المفاوضات بين دول مصر وأثيوبيا والسودان بشأن اتفاق ملئ سد النهضة  والتى انتهت بإعلان اثيوبيا عن عملية البدء فى الملء  للسد بدون موافقة دولتى المصب مصر والسودان فى إشارة واضحة لفشل المفاوضات والتى كانت برعاية دولة جنوب افريقيا ورئيسها سيريل رامافوزا والتى تشغل هذا العام مقعد رئيس الإتحاد الإفريقى خلفا لمصر التى شغلته العام الماضي .

 ومن الملاحظ  أنه طوال فترة المفاوضات الثلاثية بين مصر وأثيوبيا والسودان والتى استمرت طوال 9 سنوات ماضية  اتسم الموقف الأثيوبى بالتلاعب والمراوغة والإستفزاز الشديد للجانب المصرى  ومؤخرا يطالبون باتباع  اتفاق استرشادى وليس ملزما ,, 

ومن الجدير بالذكر أنه  تستعد الآن إثيوبيا لبناء 3 سدود اجبارية على النيل الأزرق بسبب حمل الطمي الهائل في مياه النيل الازرق والبالغة ١٣٦.٥ مليون طن طمي سنويا كفيلة بردم سد النهضة  خلال خمسين عاما وتقلل توليد الكهرباء دوريا، ولذلك كان لابد من انشاء سدود قبله لتعمل كمصائد للطمي تكون لها بحيرة تخزين وتوليد كهرباء وهي سدود تم تسميتها بالفعل وهي مندايا وكارادوبي ومابل،، فى إعتداء  واضح على الحق المصرى فى مياه النيل وتهديد حياة شعب يزيد عن ال100 مليون مواطن .

ونستعرض بعض الحقائق والمقارنات التى ربما تكون غير معروفة  للبعض ..
1- فى أثيوبيا يبلغ نصيب الفرد من المياه ثلاثة أضعاف نصيب الفرد من المياه في مصر. 
2- بينما تبلغ الأراضي الزراعية المزروعة  فعليا  في أثيوبيا عشرة أضعاف الاراضي الزراعية المزروعة  في مصر تصدر اثيوبيا الأغذية العضوية بينما تستورد مصر ٦٥٪ من غذائها وتتراجع بها زراعات مثل  الأرز والقطن والذرة والقمح والفول والعدس وقصب وبنجر السكربسبب نقص المياه.
3- يبلغ عدد روؤس الماشية في إثيوبيا ١٣ ضعفا عددها في مصر .
4- عدد احواض الانهار في إثيوبيا تسعة احواض بكل حوض عشرات الأنهار مقابل نهرا وحيدا بلا روافد او فروع في مصر،،، حيث أن  بحيرة تانا في اثيوبيا التي ينبع منها النيل الازرق بها مياه تستأثر بها اثيوبيا وحدها تزيد عن حصة مصر من المياه،،، اثيوبيا بها خزان سد تيكيزى على نهر عطبرة النيل  يضم ١٠ مليار متر مكعب تستفيد منها اثيوبيا . 
5- عدد السدود المقامة على الانهار والبحيرات في اثيوبيا ١٢ سدا زائد سدها الأخير اي ١٣ سدا مقابل سدا وحيدا في دولة صحراوية جافة في مصر .

6-  تعيش اثيوبيا على اكثر من ٦٠٪ من مساحتها وتعيش مصر على اقل من 8٪  من مساحتها،،، بينما يسقط عليها  ٩٣٦ مليار متر مكعب من الامطار سنويا وتستفيد مصر من ١.٣ مليارا فقط من الامطار التي تسقط فوق اراضي الدلتا،،، تعاني مصر من شح مائي ونقص في مواردها المائية يبلغ ٤٢ مليار متر مكعب سنويا بينما اثيوبيا تمتلك  نافورة وافرة من المياه . 

7- تعيد مصر استخدام مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي بينما تنعم اثيوبيا بالمياه العذبة النظيفة التي تصدر منها اللحوم والحبوب والأغذية العضوية،،، مصر تتعامل مع مايصل الي اراضيها من مياه النيل عبر التدفق الحر للنهر ولم تستولي على مياه احد ولم تحرم احد من حصته المائية ونحن الدولة الوحيدة في دول نهر النيل التي تعاني من عجزا مائيا كبيرا رهيبا نتج عنه قلة في الاراضي الزراعية مع زيادة مطردة فى عدد السكان ،،، فمن يحتاج الي المياه أكثر ومن الذي يستولى على مياه لايحتاجها ؟! 

ولذلك فلابد من اتخاذ المفاوضات منحنى دوليا جديدا ,, حيث أن المفاوضات برعاية جنوب أفريقيا قد اتخذت طابعا احاديا للاسف من جانب الدولة الراعية  لأثيوبيا وذلك لمخاطبة  ضمير العالم كله فى قضية تهدد حياة شعبا بأكمله ومعلوم فيها جيدا من أصحاب الحق الأصيل  ومن المعتدى ؟؟