الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الناتو يواجه خطر التحطم على صخرة الصراع الليبي .. تحركات تركيا تهدد تماسك الحلف.. مجلة أمريكية: على واشنطن التدخل ويجب ألا يفلت أردوغان من العقاب

حلف الناتو
حلف الناتو

  • ناشونال إنترست: تدخل أردوغان في ليبيا نابع من عدائه لمصر
  • تدخل الناتو في ليبيا عام 2011 أغرقها في الفوضى وعليه تدارك الموقف
  • فرنسا: لا يمكن التظاهر بأنه ليست هناك مشكلة في الناتو بسبب تركيا
  • مسئولون أتراك يلمحون إلى إمكانية انسحاب أنقرة من الناتو

في يونيو الماضي، وقعت مواجهة خطيرة كشفت عن مدى الاختلال في تماسك حلف شمال الأطلسي (الناتو)، عندما تناوشت سفن حربية فرنسية وتركية، إثر محاولة فرقاطة فرنسية تفتيش سفينة اشتبهت بأنها تنقل أسلحة إلى ليبيا، بالمخالفة لحظر توريد الأسلحة المفروض من جانب الأمم المتحدة على الأخيرة.


وبحسب مجلة "ذا ناشونال إنترست" الأمريكية، ألقت هذه الواقعة بين دولتين عضوين بحلف الناتو الضوء على مدى تأثير الصراع حول مستقبل ليبيا على الحلف البالغ عمره 71 عامًا.



وأكدت المجلة أن تركيا هي العقبة الأكبر في طريق تأسيس موقف موحد لحلف الناتو في ليبيا، ورئيسها رجب طيب أردوغان يدعم حكومة الوفاق وميليشياتها من منطلق سياسته الخارجية الصدامية وعدوانيته تجاه مصر، وعلاوة على ذلك فتحركات أنقرة، مثل تزويد ميليشيات الوفاق بطائرات مسيرة ونقل مرتزقة إرهابيين من سوريا إلى ليبيا، تفاقم تعقيد الموقف في الأخيرة وتبعده عن الحل.


وأضافت المجلة أنه لا سبيل لمنع هذا الشقاق الفرنسي التركي من الاتساع إلى درجة تهدد بتصدع الحلف سوى تدخل الولايات المتحدة لوضع حد لأطماع تركيا التوسعية في ليبيا.


ورصدت المجلة المفارقة المتمثلة في عزوف حلف الناتو عن التدخل كجسد واحد لوقف الصراع في ليبيا، بعدما أدى تدخله عام 2011 إلى فوضى عارمة في البلاد أعقبت سقوط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي ومقتل الأخير، أما الآن فإن ليبيا هي التي تهدد بإشاعة الفوضى في أروقة حلف الناتو وتفككه.


وأوضحت المجلة أن التدخل التركي لدعم حكومة الوفاق في طرابلس وميليشياتها بتمويل قطري، لا يحظى بقبول حلف الناتو، لكن مثلما تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا عام 2011 بناء على طلب من واشنطن، فمن غير المحتمل أن يتم وقف حرب المنافسات بين أعضائه دون مساعدة واشنطن.
 

وقالت المجلة إن غياب الولايات المتحدة في ليبيا يعني أن أعضاء الناتو لا يفتقرون إلى الوحدة فحسب بل يتشاحنون فيما بينهم أيضًا. ومع أن حادث الفرقاطات الفرنسية والتركية قد مر دون قتال، وجهت فرنسا تعليقات شديدة اللهجة على تحركات تركيا، وقالت "لا يمكن التظاهر بأنه ليست هناك مشكلة في الناتو بسبب تركيا".


وإن كان للولايات المتحدة أن تتدخل لتوحيد موقف الناتو في ليبيا فسيقتضي الأمر منها وضع حد للتدخلات التركية، وبدلًا من إتاحة الفرصة لأردوغان للإفلات من العقاب مجددًا بعد تدخله عسكريا في سوريا والعراق، يتوجب على واشنطن وبقية أعضاء الناتو إجباره على احترام قيم الحلف قبل أن تسوء الأوضاع في ليبيا أكثر مما هي بالفعل.


وتابعت المجلة أنه بالإضافة إلى الدعوة إلى سياسة موحدة لحلف شمال الأطلسي، يجب على واشنطن أيضًا استخدام نفوذها لرعاية تسوية سلمية في ليبيا.


وحذرت المجلة من أنه ما لم تتم تسوية الأزمة في ليبيا ووقف التدخلات التركية، فلا يمكن تصور الضرر الذي سيلحق بحلف الناتو، وكما تشكل ليبيا فرصة خطيرة لتمزيق وحدة الحلف فإنها تشكل أيضًا فرصة لإنعاشه وتعزيز تماسكه.


وكان دبلوماسي تركي قد ألمح في وقت سابق من هذا الشهر إلى احتمال انسحاب تركيا من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إثر خلافات نشبت بين أنقرة وعدد من دول الحلف، في مقدمتها فرنسا، حول عدد من المسائل بينها التدخل في ليبيا ومخالفة قواعد الحلف بشراء صواريخ روسية.


وبحسب موقع "واشنطن فري بيكون" الأمريكي، تساءل السفير التركي لدى فرنسا إسماعيل حقي موسى عما سيصيب قدرات حلف الناتو في غياب تركيا، زاعمًا أنه "لن يكون هناك حلف ناتو بدون تركيا".


وأوضح الموقع أن الخلاف بين تركيا والحلف بدأ بانحراف لأنقرة عن مبادئ الناتو بشرائها منظومة صواريخ إس 400 من روسيا، الخصم الرئيسي للحلف، فضلًا عن شن السلطات التركية حملة شرسة ضد المعارضة في الداخل، ما سبب انزعاجًا لدول الغرب الديمقراطية الأعضاء بالحلف.


ويرى خبراء أن سلوك تركيا له آثار خطيرة على التحالف عبر الأطلسي، وقال سفير الاتحاد الأوروبي السابق لدى تركيا مارك بيريني إن "المشكلة الرئيسية بالنسبة لأوروبا هي روسيا. إن ازدواجية تركيا، بوضعها قدما واحدة في كل معسكر، هو ما يثير القلق".


وأضاف بيريني أن كثيرين يعتقدون أن "تركيا تبتعد عن القيم التي قالت ذات مرة إنها تشاركها مع الاتحاد الأوروبي والتحالف عبر الأطلسي".


ولم يكن السفير التركي لدى فرنسا وحده هو من ألمح إلى إمكانية انسحاب بلاده من حلف الناتو، ففي أواخر العام الماضي نبه نائب رئيس وفد تركيا إلى الجمعية البرلمانية للناتو والعضو بحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم أحمد براءت كونكار إلى أنه "يجب اعتبار مصالح الأمن القومي التركية واحدة من القضايا الأساسية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي".


وحذر كونكار من أنه "إذا لم يكن ذلك مضمونًا ومتحققًا من خلال تحرك ملموس بالنسبة لتركيا فقد تحدث تصدعات جديدة داخل حلف الناتو".


وشكك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في التزام تركيا بقواعد حلف الناتو، وكان قبل ذلك في أواخر العام الماضي، أكد استحالة استمرار عضوية تركيا في الحلف بسبب إصرارها على المضي في إبرام صفقة الصواريخ مع روسيا.