الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لوموند: أردوغان يواصل خطته الاستعمارية أمام أعين الغرب

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

تحولت التحفة المعمارية في إسطنبول آيا صوفيا، إلى مسجد بفعل قرار الرئيس رجب طيب أردوغان، أما تدخلاته في سوريا وليبيا والمناورات والأعمال الاستفزازية تجاه اليونان لا تتوقف، يضاعف بكل حرية غزواته وأعماله التوسعية في ظل رد فعل غربي "خجول" للغاية حتى الآن، فإلى أي مدى سيذهب أردوغان؟

لطالما كان أردوغان أستاذا في فن الاستفزاز، حسبما تقول صحيفة "لوموند" الفرنسية في افتتاحيتها، يشجعه في ذلك ردود فعل الغرب المتراخية، وحنينه على عظمة أجداده العثمانيين. لذلك تجده يدفع بشكل منهجي نحو التصعيد، لكن في كل مرة يتجاوز إلى حد ما ما هو مقبول بالنسبة للاتحاد الأوروبي وحلفائه في حلف الشمال الأطلسي "الناتو".

اقرأ أيضا:

وفي مناوراته، لا يتردد أردوغان في استخدام كافة أساليب الترهيب، من أكثر الأفعال رمزية إلى تلك الاعتداءات المتعمدة، وفقا للصحيفة، حيث يتعلق الأمر باختبار الخصوم وكذلك الشركاء، الذين يكافحون في ظل تلك السياسات المتشددة، ويسعى النظام لتحسين شعبيته في بلد غارق في أزماته الاقتصادية.


تسلط "لو موند" الضوء في افتتاحيتها الضوء على إقامة أول صلاة جمعة في آيا صوفيا بعد تحويله إلى مسجد، قائلة إن اختيار التوقيت ليس بالمصادفة، لكنه يتوافق مع الذكرى الـ97 لتوقيع معاهدة لوزان والتي رسمت حدود تركيا الحالية، بينما يحلم أردوغان بإعادة رسمها.

وأوضحت أن هذا العمل يشكل تحديا للعالم الغربي، بل أن الرئيس التركي يتحدث عن "غزو جديد"، وهو ما يظهر في خطابات وسائل الإعلام الموالية للنظام التركي.

وتشير الصحيفة إلى أن ما ينطبق على آيا صوفيا، يمتد أيضا إلى أهداف تركيا التوسعية في جميع أنحاء العالم، من البحر المتوسط إلى ليبيا وسوريا، ثم في شمال العراق حيث يشن الجيش التركي هجوما كبيرا ضد حزب العمال الكردستاني.

أما المتاجرة الدينية فلا يتوقف عنها الرئيس التركي، حيث نشر في 11 يوليو الجاري مقطع فيديو على تويتر ادعى خلاله أن إحياء آيا صوفيا له قيمة كبيرة ويمهد الطريق أمام تحرير المسجد الأقصى.

لكن ذلك لم يؤدي إلا إلى تفاقم العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وخاصة اليونان، إضافة إلى مسألة قبرص ومسار الجرف القاري، بينما لم تتردد سفينة تركية في إجراء استكشافات بحرية، بدعم من السفن العسكرية ، في المنطقة البحرية الخالصة لليونان، مما زاد من التوترات في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وأضافت الصحيفة أن فرنسا تحاول بشكل متواضع مقاومة التوسع التركي، لكنها لا تزال معزولة داخل الناتو الذي يتردد في تخفيف طموحات أنقرة. ولذلك، يتكيف أردوغان فقط مع عدم وجود استراتيجية لشركائه التقليديين. حيث خلق فك الارتباط الأمريكي وعدم الوجود الدبلوماسي لأوروبا فراغًا لم يتردد الرئيس التركي في اختراقه.

ووسط أنظار الغرب، استقر جيش أردوغان بشكل دائم في ليبيا، بقوة طائراته المسيرة وآلاف المرتزقة السوريين الذين أرسلهم لمحاور الصراع، وبتأييد أمريكي روسي، تمكن أردوغان من إنشاء منطقة تركية في شمال سوريا، بل أصبحت العملة التركية هي المتداولة هناك.. فإلى أي مدى سيذهب أردوغان؟