الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.ضحى بركات تكتب: وداعا الدكتور مشالي.. رمز العطاء

صدى البلد

الحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه .. فقد استيقظت مصر عامة ومحافظة الغربية خاصة على خبر حزين ألا وهو وفاة د. مشالى ."طبيب الغلابة" كما لقبه مرضاه . ما أجمل لقب خرج من قلب مريض أحس بطبيب لايريد إلا أن يراه معافى ولو بدون مقابل ...ما أجمل رجلا أفنى عمره فى خدمة أناس تكاتف عليهم الفقر والمرض فأبى إلا أن يقف معهم حائط صد حتى ينقذهم منه بما أوتى من قوة فى العلم وقوة فى الصبر وطيبة فى القلب تجعله  قادرا على العطاء بلا حدود..


لم يسع الرجل طوال حياته وراء الشهرة أو المال ..لم يلهث خلف كاميرات الإعلام ليتباهى بما يفعل ... ولكن أراد الله أن تأتى إليه الكاميرات ويستضاف فى أشهر البرامج ويكرم فى مختلف المحافل ويصبح حديث الوطن كله..دون رغبة منه أو جهد . والله إنها علامة خير ورضا من الله  ودليل تقبل ومحبة إن شاء الله . ولا نزكى على الله أحدا .... إنها حكمة يعلمها الله وحده أن  يحدث  ذلك  كله للرجل فيصبح رمزا للعطاء  قبل انتهاء أجله بشهور قليلة .. هذا لتعلم أجيال من الشباب عامة  والأطباء خاصة  أن السعادة ليست مالا بل السعادة هى الرضا بالحال ..هكذا كان حال طبيب الغلابة بابتسامته الراقية وزهده العالى ..


حال يعلمنا أن النجاح ليس الشهرة والأضواء النجاح هو حب الناس، يعلمنا أن الفوز ليس ميداليات تعلق على الحوائط ولكنه نظرة امتنان من عين مريض كتب له على يديك أيها الطبيب الشفاء حتى إن كان لا يملك ثمن الكشف والدواء ....نعم قام الكثير بتكريم الرجل وإن كان التكريم أقل مما يستحقه رجل أعطى وأعطى حتى أقصى العطاء..رجل عاش حياة ملؤها الوفاء والجهد والعمل لخدمة الفقراء... هنيئا د. مشالى  اليوم حان وقت التكريم الأعظم فشتان بين تكريم الخالق وتكريم المخلوق ..


سعداء من أجلك لثباتك على طريق الخير حتى انتهى العمر ...ولكنا على فراقك محزونون ..نكرر فى مرارة "مات طبيب الغلابة "...ولكن لابد من تأمل فى المقولة ....هل حقا مات طبيب الغلابة .. أم أن دكتور مشالى سوف يسير على خطاه كثيرون ...يالها من مقولة  تطوى فى طياتها  ألم الفقراء وحاجتهم لأمثال هذا الطبيب فى وقت تبارى فيه الأطباء على رفع قيمة الكشف وتسارعوا خلف برامج التليفزيون رغبة فى الشهرة وحملوا المريض تكاليف الظهور ..


مات الرجل بعد أن بلغ الثمانين من عمره وهو ثابت فى طريق العطاء على مبدأ الإنسانية لأكثر من خمسين عاما لم يمل ولم يراءِ.. لم تغرِه الهبات ولم تفتنه الدنيا ..لقد كان حكيما بمعنى كلمة حكيم لأنه عاش فى الدنيا يغرس ليوم اللقاء فكان غرسه نورا تهتدى به أجيال وأجيال فقدت القدوة ونسيت الرحمة وغرها بالله الغرور ..


وداعا د. مشالى اليوم نطالب بتسمية أكبر شوارع مدينة طنطا عاصمة محافظتك محافظة الغربية  باسمك وسوف تتوالى الدعوات على نهجك فتكون جمعية خيرية طبية ..تعالج المرضى الذين تركتهم يبحثون عن مثيل لك .. اطمئن د. مشالى سوف يكمل الشباب طريقك ولن ينقطع أمثالك من الدنيا أبدا.. .وربما عرف الله الناس قصتك لهذه الحكمة ..ويؤيد هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.".الخير فىّ وفى أمتى إلى يوم القيامة "..اللهم إنا نشهد لعبدك د. مشالى بكل الخير هذا ماعلمناه عنه وأنت به أعلم.. اللهم إنا نسألك له الرحمة والعفو والفضل والفردوس الأعلى وأن تعيننا على الوفاء له حتى تجمعنا معه فى الجنة بفضلك يا أرحم الراحمين.