الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ختان الإناث


حكايتي عن بهية المصرية الفتاة التي مازالت تختن حتي الآن ويتم ممارسة العنف ضدها في لحظة من أقسي لحظات حياتها .. لحظة تهدم كيانها وتهز شخصيتها وهي مازالت طفلة .. فتبدأ حياتها وهي مكسورة خاضعة ذليلة تتذكر صورة من صور القهر تلازمها في مشوار عمرها وتوصمها ببصمة لا تنساها. 


وختان الاناث عادة قديمة تترسخ جذورها في قضية المساواة بين الجنسين، وميزان القوى بين الرجال والنساء، حيث يكون الدافع أحيانا هو الحد من الفرص المتاحة أمام الفتاة والمرأة وحقهن في التمتع بمقدراتهن من الصحة والتعليم والدخل.

 
والكارثة أن هذه العادة تمارس ضد الفتيات من قبل ذويهن بحجة أن الختان حماية للفتاة وستر وعفة لها فنجد معظم الأهالي وخاصة في النجوع والقري لديهم اقتناع ان ختان الفتاة يساعدها علي الالتزام أخلاقيا وأنه يقلل من انحرافها رغم ان العفة والالتزام مكانهما العقل وليس الجسد .


ورغم أن الختان مجرم في الدستور المصري وقانون الطفل ورغم أنه تعدٍ وخرق  لكل الاتفاقيات والمواثيق الدولية والأإليمية التي صدقت عليها مصر الا أنه مازال يمارس ضد الفتيات حتي الآن..

 
فالعادات والتقاليد السيئة والتي لا تستند الي مرجعية دينية تؤثر كثيرا في قرارات الأهالي ضد فتياتهم فيقرروا اصدار قرار الختان ضدهن رغم كل محاولات التوعية من خلال الخطاب الديني الذي يجرم الختان ويحذر من أضراره علي الفتيات وخاصة أن رسولنا الكريم لم يختن بناته وكذلك الدين المسيحي يجرمه أيضا ورغم آراء الأطباء التي تؤكد علي مشاكل ممارسة الختان للفتيات حيث تتسبّب هذه الممارسة للفتاة في نزيف حاد ومشاكل عند التبوّل وتتسبّب في ما بعد في ظهور أكياس وعدوى والإصابة بالعقم وبمضاعفات عند الولادة وفي وفاة المواليد .


وما أريد ان اقوله أنه رغم مرور ثلاثة أعوام علي صدور قانون لتغليظ عقوبة ختان الإناث ورغم العديد من الدعوات لمناهضة الختان الا أنه مازال يمارس ضد الفتيات من قبل ذويهن.


أعتقد أننا نحتاج تغيير تفاصيل الرسائل للأهالي لإقناعهم بمشاكل الختان ونحتاج طرقا أخري لتوصيل هذه الرسائل وليكن استخدام الفن المسرحي في المدارس أو الرسم أو المسابقات بشكل أكبر لنبذ هذه العادة وتوضيح الايذاء الجسدي والنفسي الذي تتعرض له الفتاة التي تختتن . 


فنحن لانحتاج الي المزيد من القوانين ولكننا نحتاج الي تغيير الرسائل وطرق توصيلها حتي نستطيع القضاء علي هذه العادة المهينة لكرامة الفتيات .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط