الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الفيل في الغرفة.. نيويورك تايمز: أردوغان عبء ثقيل على أمريكا ودول الناتو

الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

مع استمرار الانتهاكات التركية في ليبيا وفي شرق البحر المتوسط، وصفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية انتهاكات أنقرة بأنها تشبه "الفيل في الغرفة" بالنسبة لحلف شمال الأطلنطي "الناتو". 

وأشارت الصحيفة إلى حادثة تحرش سفن حربية تركية بالفرقاطة الفرنسية "لو كوربيه" في 10 يونيو الماضي، والتي كادت تفضي إلى مواجهة حيث حاولت باريس وقف إدخال شحنة أسلحة إلى ليبيا. 

وأوضحت أن الموالمواجهة البحرية بين فرنسا وتركيا في البحر المتوسط لم تكن مواجهة بين أعداء، بل بين عضوين في الناتو، أقسما على حماية بعضهما البعض. 

ووقعت مواجهة معادية مماثلة بين تركيا وعضو آخر في الناتو قبل أسبوعين فقط، عندما طارت الطائرات الحربية التركية بالقرب من جزيرة رودس اليونانية بعد أن حذرت السفن الحربية اليونانية من نية تركيا للتنقيب عن الغاز الطبيعي تحت سطح البحر هناك.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم إن تركيا، التي تحولت إلى دولة استبدادية ولديها طموحات توسيعية، تشبه "الفيل في الغرفة" بالنسبة لحلف الناتو. 

ورفضت تركيا أي انتقاد لسلوكها ووصفته بأنه غير مبرر، لكن بعض سفراء الناتو يعتقدون أن تركيا تمثل الآن تحديا كبيرا لقيم المجموعة الديمقراطية ودفاعها الجماعي.

وتابعت "نيويورك تايمز" أن تركيا الأكثر عدوانية وقومية وتطرفا، دخلت في عدة خلافات مع الحلفاء الغربيين حول ليبيا وسوريا والعراق وروسيا ومصادر الطاقة في شرق البحر المتوسط. 

وأوضحت أن ميل تركيا نحو الحكم الديكتاتوري بعد 17 عاما مع تولي الرئيس رجب طيب أردوغان زمام الأمور أدى أيضا توتر العلاقات مع أعضاء حلف الناتو الآخرين. 

ونقلت الصحيفة عن قال فيليب جوردون، مستشار السياسة الخارجية ومساعد وزير الخارجية السابق الذي تعامل مع تركيا خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما: "من الصعب وصف تركيا بأنها حليف للولايات المتحدة". 

وعلى الرغم من ذلك، فإن تركيا تحصل على نوع من "المرور الحر"، كما يقول المحللون، وقد تم تمهيد طريقها بسبب عدم وجود قيادة أمريكية متسقة، وازدراء الرئيس دونالد ترامب للناتو وإعجابه الواضح بأردوغان.

وأشار جوردون إلى أنه "لا يمكنك القول إذا ما كانت هناك سياسة أمريكية إزاء تركيا حتى أنه لا يمكنك فهم موقف ترامب"، موضحا أن ذلك يمثل معضلة كبرى لسياسة الولايات المتحدة حيث يبدو أنه لا توافق على المستوى الاستراتيجي بالنسبة لكل قضية. 

وقالت إن "هذه الانقسامات الاستراتيجية تزداد،  وهي تشمل دعم تركيا لمختلف الجماعات المسلحة في سوريا،  شرائها عام 2019 لنظام روسي متطور مضاد للطائرات "إس – 400  بسبب اعتراضات شرسة من قبل الولايات المتحدة وأعضاء الناتو الآخرين، انتهاكها لحظر الأسلحة في ليبيا، انتهاكاتها في شرق البحر الأبيض المتوسط،  وأخيرا استخدامه المتزايد للمعلومات المغلوطة التي ترعاها الدولة.

وتابعت الصحيفة أن الخضوع العام لمسئولي حلف الناتو بالنسبة لتركيا لم يساعد، كما يقول المحللون، وأن ينس ستولتنبرج الأمين العام للحلف، والذي تتمثل وظيفته في الحفاظ على التحالف الذي يضم 30 دولة، لكنه متسامح بشكل مبالغ فيه تجاه سوء سلوك كل من تركيا والولايات المتحدة.