الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ارتبط بالفرح والبهجة.. حكاية صوم العذراء لدى الأقباط

أيقونة للسيدة العذراء
أيقونة للسيدة العذراء مريم بكنيستها في الزيتون

ارتبط صوم السيدة العذراء مريم في أذهان الأقباط بالعديد من مظاهر الفرح والعادات الاجتماعية التى يحرص الجميع عليها، والصوم أرتبط بأحد أعيادها وهو عيد تذكار صعود جسدها إلى السماء في 16 مسرى وهو أحد الشهور القبطية.

وتعد أول إشارة عن صوم السيدة العذراء مريم في الكنيسة القبطية بحسب الموقع الرسمي لدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، يظهر عند القديس أنبا ساويرس ابن المقع أسقف الأشمونين في كتابه "مصباح العقل"، حيث يقول: والصيام الذى يصومه أهل المشرق ونسميه صيام البتول مريم، وهو في خمسة عشر مسرى. وبرغم أنها إشارة مبهمة إلا أنه يتضح لنا منها أنه صوم معروف فى الشرق المسيحي، ولكن يبدو أن الأنبا ساويرس يتحدث هنا عن صوم يوم واحد في 15 مسرى يعقبه عيد العذراء في 16 مسرى.

أقرأ أيضا ..

إيبراشية منفلوط تقرر فتح أديرتها أمام الزائرين 

ما عدا الجمعة.. دير القديس برسوم العريان بالمعصرة يفتح أبوابه أمام الزائرين

وفي القرن الثانى عشر يأتي ذكر صوم العذراء في مصر صراحة لأول مرة ولمدة ثلاثة أسابيع، ولكنه صوم كان قاصرًا على العذارى في البداية، وهو ما نقرأه في كتاب الشيخ المؤتمن أبو المكارم سعد الله بن جرجس بن مسعود (1209م) فيقول: "صوم العذارى بمصر من أول مسرى إلى الحادى والعشرين منه. ويتلوه فصحهم في الثانى والعشرين منه، وخلال النصف الثانى من 1250 بدأ هذا الصوم يزداد شيوعًا بين الناس، ولكنة كان بالأكثر قاصرًا على المتنسكين والراهبات.


ويذكر ابن العسال (1260م) في كتابة "المجموع الصفوى" عن هذا الصوم فيقول: صوم السيدة العذراء، وأكثر ما يصومه المتنسكون والراهبات، وأوله أول مسرى وعيد السيدة فصحه (أى فطره)، فى بادية القرن الرابع عشر نجد أن هذا الصوم قد صار شائعًا بين الناس كلهم، لأن ابن كبر (1324م)، وفي الباب الثامن عشر من كتابه "مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة" ينقل ما سبق ذكره عن ابن العسال، ولكنه حذف عبارة "وأكثر ما يصومه المتنسكون والراهبات".


وقيل أن الرسل هم الذين رتبوه بعد نياحة السيدة العذراء، حيث من المعروف أن القديس توما الرسول كان يخدم فى الهند وقت نياحة السيدة العذراء فى أورشليم، فعند رجوعه إلى فلسطين رأى الملائكة تحمل جسد العذراء مريم إلى السماء فلما عاد إلى الرسل وأخبرهم بما رآه أشتهوا أن يروا نفس المنظر المقدس فصاموا هذا الصوم حتى أظهر الله لهم فى نهايته جسد أمه البتول لذلك فالكنيسة تصوم هذا الصوم لكى تتمثل بالسيدة العذراء و تخليدًا لذكراها.  


وتنقسم أصوام الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى قسمين، أصوام من الدرجة الأولى وهى الأربعاء والجمعة والصوم الكبير وصوم يونان وبرمون الميلاد والغطاس، ولا يسمح فيها بأكل اى منتجات جيوانية او الأسماك، ولكل منها طقوس خاصة في الصلوات، بينما تتضمن أصوام الدرجة الثانية، صوم الميلاد وصوم الرسل وصوم السيدة العذراء، ويسمح فيه بأكل الأسماك.


والصوم الكبير مدته 55 يوما، وموعده متغير عيد القيامة، وصومى الأربعاء والجمعة، فيما عدا أيام الخمسين وعيدى الميلاد والغطاس، وصوم يونان وتصومه الكنيسة لمدة 3 أيام، وهو يسيق الصوم الكبير بأسبوعين، وبرمون الميلاد والغطاس ومدته تتراوح من يوم إلى ثلاثة أيام ويسبق عيد الميلاد والغطاس مباشرة.


اما أصوام الدرجة الثانية ويسمح فيها بتناول الأسماك، فهى صوم الميلاد ومدته 43 يوما، وموعده من 16 هاتوم إلى 29 كيهك وفقا للتقويم القبطي، وصوم الرسل ومدته متغيرة ويبدأ في اليوم التالي لعيد العنصرة حتى 5 أبيب، وصوم السيدة العذراء من 1 إلى 16 مسرى من كل عام.