الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أفضل الصدقات الجارية ولا تقتصر على الميت.. دار الإفتاء تحددها

أفضل الصدقات الجارية
أفضل الصدقات الجارية ولا تقتصر على الميت

قال الدكتور أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية، وأمين الفتوى بدار المصرية، إن الصدقة الجارية لا تقتصر على الميت فقط، فقد يصنعها الانسان لنفسه في حياته، وتستمر معه بعد مماته، وهي أمر من أمور الخير له الدوام والاستمرار والنفع.

واستشهد « ممدوح» بما روى عن أبي هريرة – رضى الله عنه- قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: « إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له»، صحيح مسلم.  

وأوضح مدير إدارة الأبحاث الشرعية أن الناس غالبًا ما تنصرف إلى أفكار تقليدية كترك مصحف في المسجد، مبينًا: « لكن هناك أفكار أفضل، منها: المساعدة في إدخال المياه إلى قرى لا مياه فيها».

وأضاف أمين الفتوى أنه منها أيضًا مساعدة الجمعيات الخيرية في إجراء العمليات الجراحية للمرضى كزرع القوقعة للأصم، والمساهمة في بناء مسجد أو مدرسة.


في ذات السياق، "ما هي أفضل الصدقات؟"، سؤال أجاب عنه الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عبر فيديو مسجل على القناة الرسمية للدار بموقع « يوتيوب». 

وقال « شلبي» إن أفضل الصدقات هي صدقة السر، وهي التي يخرجها الانسان دون التحدث عنها لأحد للمحتاج والفقير.

واستدل أمين الفتوى بقوله - تعالى-: «إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ»، ( سورة البقرة: الآية 271). 


وفي سياق متصل، أوضح مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف، أنه ينبغي على كل مسلم الحرص على صدقة كل يوم، فقد يستهين البعض بالصدقة وقد يجهله البعض الآخر، رغم أنه ورد الحث عليها في كثير من نصوص الكتاب العزيز والسُنة النبوية الشريفة.

واستشهد «المجمع» فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك،  بما روى عن سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: يَعْمَلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ، قَالُوا: فَإِنْ لَمْ يَجِدْ؟ قَالَ: فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ وَلْيُمْسِكْ عَنْ الشَّرِّ فَإِنَّهَا لَهُ صَدَقَةٌ»، رواه البخارى.

وتابع: قال الإمام ابن حجر العسلاقى فى كتابه فتح البارى لشرح صحيح البخارى، أن قول النبى‏:‏ «عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ صَدَقَةٌ» أي على سبيل الاستحباب المتأكد أو على ما هو أعم من ذلك، والعبارة صالحة للإيجاب والاستحباب كقوله عليه الصلاة والسلام ‏"‏على المسلم ست خصال‏"‏.

وأشار إلى أن  ابن حجر ذكر فى شرحه للحديث، أن قوله –صلى الله عليه وسلم-‏:‏ «يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ؟» كأنهم فهموا من لفظ الصدقة العطية فسألوا عمن ليس عنده شيء، فبين لهم الرسول أن المراد بالصدقة ما هو أعم من ذلك ولو بإغاثة الملهوف والأمر بالمعروف.

وأضاف الإمام أن قول النبى: « يَعْمَلُ بِيَدِهِ فَيَنْفَعُ نَفْسَهُ وَيَتَصَدَّقُ» أى يعمل عملًا يتكسب منه رزقًا حلالًا ليكفى به نفسه ويتصدق به على المحتاجين، وقوله: «يُعِينُ ذَا الْحَاجَةِ الْمَلْهُوفَ» أى يسعى فى قضاء حاجة من يستغيث به، والملهوف هو المستغيث وهو أعم من أن يكون مظلوما أو عاجزا‏.‏

وألمح إلى قوله‏ -صلى الله عليه وسلم-:‏ «فَلْيَعْمَلْ بِالْمَعْرُوفِ وَلْيُمْسِكْ عَنْ الشَّرِّ» أى فليأمر بالخير وينهى عن المنكر‏، وظاهر سياق الحديث أن الأمر بالمعروف والإمساك عن الشر رتبة واحدة، وليس كذلك بل الإمساك هو الرتبة الأخيرة‏، وقد وقع هنا لفظ ‏"‏فإنها‏"‏ بضمير المؤنث، على اعتبار الخصلة من الخير وهو الإمساك، فإنه أي الإمساك له أي للممسك‏، ومعنى "الشر" هنا ما منعه الشرع.

وتابع: «وقال الزين بن المنير‏:‏ إنما يحصل ذلك للممسك عن الشر إذا نوى بالإمساك القربة، بخلاف محض الترك، والإمساك أعم من أن يكون عن غيره فكأنه تصدق عليه بالسلامة منه، فإن كان شره لا يتعدى نفسه فقد تصدق على نفسه بأن منعها من الإثم».

وبين ابن حجر أنه يفهم من هذا الحديث، أن أعمال الخير تنزل منزلة الصدقات في الأجر ولا سيما في حق من لا يقدر عليها‏،‏ ويفهم منه أن الصدقة في حق القادر عليها أفضل من الأعمال القاصرة، وفيه فضل التكسب لما فيه من الإعانة، وتقديم النفس على الغير‏.‏