الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تطورات جديدة في قضية انفجار بيروت.. القضاء يبدأ التحقيق مع وزراء سابقين وحاليين.. وتقرير يكشف: مقاول أمريكي علم بوجود نترات الأمونيوم في المرفأ منذ سنوات

صدى البلد

القضاء اللبناني يبدأ الجمعة في تحقيقات موسعة تطول مسئولين سابقين وحاليين
نيويورك تايمز: مقاول أمريكي علم بوجود نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت منذ سنوات
مسئول بارز بالخارجية الأمريكية ينفى أن تكون واشنطن قد أُبلغت رسميًا عن المواد المتفجرة

أعلن القضاء اللبناني، مساء أمس الأربعاء، أنه سوف يستمع بداية من يوم الجمعة المقبل إلى عدد من الوزراء السابقين والحاليين، الذين وقع مرفأ بيروت في نطاق مسئولياتهم، لاستجوابهم حول تخزين كميات هائلة من نيترات الأمونيوم في العنبر رقم 12. 

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر قضائي قوله: "المحامي العام لدى محكمة التمييز، القاضي غسان خوري، سيبدأ الجمعة التحقيق مع وزير الأشغال السابق غازي العريضي، على أن يستدعي الأسبوع المقبل وزراء الأشغال السابقين غازي زعيتر ويوسف فنيانوس، وميشال نجار في حكومة تصريف الأعمال، بالإضافة إلى عدد من وزراء المال والعدل السابقين".

وأوضح المصدر أنّ "استجواب الوزراء يأتي في سياق تحديد المسئوليات، وحصرها بالأشخاص الذين أهملوا أو تجاهلوا خطر إبقاء المواد المتفجرة في المرفأ، من إداريين وأمنيين وعسكريين وقضاة وسياسيين".

واستجوب القاضي خوري، الأربعاء، 10 ضبّاط من الجيش اللبناني وأمن الدولة والجمارك العاملين في المرفأ، بالإضافة إلى عدد من الإداريين في جهاز الجمارك، وقرر تركهم رهن التحقيق.

ولا يزال قرابة 20 شخصًا، بينهم المدير العام  الحالي للجمارك بدري ضاهر والسابق شفيق مرعي، بالإضافة إلى مدير مرفأ بيروت حسن قريطم، موقوفين.

وأثار الانفجار غضبًا عارمًا داخل الشارع اللبناني، خاصة بعدما أكدت تقارير ومصادر عدة أن السلطات من أجهزة أمنية ومسؤولين سابقين وحاليين كانوا على علم بمخاطر تخزين هذه المادة في المرفأ.

وفي نفس السياق، ذكر تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أمس، إن مقاول أمريكي أكد أنه اكتشف الخطر المحتمل للمواد المتفجرة التي كانت مخزّنة في مرفأ بيروت.

وقال المقاول إنه أبلغ عنها قبل أربع سنوات على الأقل، لكن المسئولين الأمركيين نفوا فكرة أنهم كانوا على دراية بها قبل وقوع الانفجار الضخم الذي هز العاصمة.

وحذر المقاول الذي يعمل مع الجيش الأمريكي قبل أربع سنوات على الأقل من وجود مخبأ كبير للمواد الكيميائية القابلة للانفجار التي تم تخزينها في ميناء بيروت في ظروف غير آمنة، وفقًا لبرقية دبلوماسية أمريكية.

وقال إنه تم رصد وجود المواد الكيماوية والإبلاغ عنها من خبير أمن الموانئ الأمريكية في أثناء تفتيش لضمان سلامة الميناء.

ويقول المسؤولون الأمريكيون الحاليون والسابقون الذين عملوا في الشرق الأوسط إنه كان من المتوقع أن يقدم المقاول تقريرًا بالنتائج إلى السفارة الأمريكية أو وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون.

وأكد مسئولون لبنانيون إن المواد الكيماوية -2750 طنًا من نترات الأمونيوم- انفجرت يوم الثلاثاء الماضي، وهزت معظم أنحاء لبنان، وألحقت أضرارًا بالمباني في منطقة واسعة من وسط بيروت، مما أسفر عن مقتل أكثر من 170 شخصًا وتشريد مئات الآلاف.

وقال المسئول إن المقاول "قام بزيارة غير رسمية للموقع بالميناء منذ نحو أربع سنوات، ولم يكن في ذلك الوقت موظفًا في حكومة الولايات المتحدة أو وزارة الخارجية".

وأضاف المسؤول إن الوزارة ليس لديها سجل بإبلاغ المقاول بالنتائج التي توصل إليها حتى الأسبوع الماضي، بعد الانفجار المميت.

وعندما أبلغت صحيفة "نيويورك تايمز" عن محتويات البرقية، أعرب البعض عن دهشتهم وغضبهم من أن الولايات المتحدة لم تشارك المعلومات التي كانت بحوزتها عن المواد المتفجرة.

وقال دبلوماسي غربي، شريطة عدم الكشف عن هويته: "إذا تأكد ذلك، فسيكون الأمر صادمًا للغاية"

والولايات المتحدة واحدة من القوى الغربية القليلة التي تقيم سفارتها وقنصليتها ودبلوماسييها خارج بيروت. ويقع المجمع الدبلوماسي الأمريكي الخاضع لحراسة مشددة في بلدة عوكر الجبلية على بُعد نحو ثمانية أميال من العاصمة.

وصدرت البرقية الدبلوماسية، التي تميزت بأنها غير سرّية لكنها حساسة، عن سفارة الولايات المتحدة في لبنان يوم الجمعة.

وتسرد البرقية أولًا مسئولين لبنانيين كانوا على دراية بنترات الأمونيوم، وهو مركّب يُستخدم عادةً في صناعة الأسمدة والقنابل، والذي وصل إلى بيروت في عام 2013 وتم تفريغه في حظيرة الموانئ في العام التالي.

وتشير البرقية بعد ذلك إلى أن مستشارًا أمنيًا أمريكيًا عيّنه الجيش الأمريكي اكتشف المواد الكيميائية في أثناء فحص السلامة.

وقالت البرقية إن المستشار "أبلغ أنه أجرى عملية تفتيش على مرافق الميناء بشأن الإجراءات الأمنية، وأبلغ خلالها المسئولين اللبنانيين عن التخزين غير الآمن لنترات الأمونيوم".

وتعد نترات الأمونيوم مادة شديدة الانفجار تُستخدم في صناعة الأسمدة كما أنها تحظى بأهمية كبيرة من قبل المتشددين في صناعة القنابل. وتسببت القنابل المصنوعة من نترات الأمونيوم في بعض أسوأ الخسائر التي تكبّدتها القوات الأميركية في العراق وأفغانستان. ويمكن لـ100 رطل من نترات الأمونيوم اختراق قافلة عسكرية، مما يتسبب في خسائر كبيرة.

كما أعربت البرقية عن شكّها في التفسير الأوّلي للحكومة اللبنانية حول سبب اشتعال نترات الأمونيوم: أن حريقًا اندلع في حظيرة مجاورة مليئة بالألعاب النارية ثم انتشر، مما تسبب في انفجار نترات الأمونيوم الذي دمّر معظم بيروت.

وتذكر البرقية أن سبب "الحريق الأولي لا يزال غير واضح - كما هو الحال فيما إذا كانت هناك ألعاب نارية أو ذخيرة أو أي شيء آخر مخزّن بجوار نترات الأمونيوم".

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، إن الحكومة الأمريكية لا تزال غير متأكدة مما تسبب في الحادث، وأنه ربما كانت "شحنة أسلحة تابعة لحزب الله اللبناني هي التي انفجرت".