الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالتفاصيل والأسماء.. معلومات استخباراتية تكشف نقل الحرس الثوري الإيراني كميات ضخمة من نترات الأمونيوم إلى لبنان.. حزب الله استخدم المادة القاتلة في عملياته.. وشبهات مثيرة حول انفجار مرفأ بيروت

انفجار مرفأ بيروت
انفجار مرفأ بيروت

  • الحرس الثوري نقل 3 شحنات بمئات الأطنان من نترات الأمونيوم إلى لبنان
  • مسئولا الإمدادات اللوجستية في الحرس الثوري وحزب الله توليا نقل نترات الأمونيوم من إيران للبنان
  • حزب الله خزن نترات الأمونيوم في دول أوروبية واستخدمها في 4 عمليات
  • تساؤلات حول بقاء كميات ضخمة من نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت لسنوات


فور انقشاع دخان انفجار مرفأ بيروت، حامت الشكوك حول تخزين حزب الله مادة نترات الأمونيوم شديدة الانفجار في مستودعات المرفأ، وحصلت صحيفة "دي فيلت" الألمانية على معلومات استخباراتية تكشف أن حزب الله تلقى كميات ضخمة من نترات الأمونيوم في وقت قريب من تاريخ الانفجار.


وذكرت الصحيفة أن هناك شواهد عدة تفيد بأن حزب الله سبق له استخدام مادة نترات الأمونيوم في أغراض عسكرية، وبالرغم من نفي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله علاقة الحزب بشحنة نترات الأمونيوم التي سببت انفجار مرفأ بيروت، تكشف تقارير من أجهزة مخابرات غربية أن الحزب حصل على كميات كبيرة من المادة شديدة الانفجار.


ونتج انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس الجاري عن نشوب النيران في مخزون يبلغ 2750 طنًا من نترات الأمونيوم كان مخزنًا في مرفأ بيروت منذ أوخر 2013 أو أوائل 2014.




وتشير معلومات أجهزة مخابرات غربية إلى أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني تولى نقل وتسليم كميات كبيرة من نترات الأمونيوم مصدرة من إيران إلى لبنان في توقيتات قريبة من هذا التاريخ، ففي 16 يوليو 2013 نُقل 270 طنًا من نترات الأمونيوم من إيران إلى لبنان، وفي 23 أكتوبر من نفس العام نُقل 270 طنًا آخرين من إيران إلى لبنان.


وفي 4 أبريل 2014 جرى نقل كمية أخرى غير معلومة على وجه الدقة من نترات الأمونيوم من إيران إلى لبنان، وإن كان يُعتقد أنها تتراوح بين 90 و130 طنًا، وفي المجمل يتراوح حجم الشحنات الثلاث مجتمعة بين 630 و670 طنًا.


وأضافت الصحيفة أن شحنة أكتوبر 2013 نُقلت من إيران إلى لبنان معبأة في حاويات سوائب مرنة على متن طائرة تابعة لإحدى شركات الطيران الإيرانية الخاصة التي تعمل بمثابة واجهة للحرس الثوري الإيراني، أما الشحنتان الأخريان فنُقلتا إما بحرًا أو برًا عبر الحدود السورية اللبنانية.


وتسنى لصحيفة "دي فيلت" الاطلاع على فواتير تسليم شحنات نترات الأمونيوم تلك، ولكن لم يتسن التأكد من مدى موثوقيتها، وإن كانت تبدو معقولة بمقارنتها بطرق مشابهة لنقل أسلحة ومواد أخرى من الحرس الثوري إلى حزب الله.


بالإضافة إلى ذلك، أوردت تقارير أجهزة مخابرات غربية أسماء أشخاص شاركوا في نقل وتسليم شحنات نترات الأمونيوم من إيران إلى لبنان، فمن الجانب الإيراني تولى أمر النقل والتسليم قسم الإمدادات اللوجستية التابع للحرس الثوري برئاسة سيد مجتبى موسوي طبار، ونائبه بهنام شهرياري الذي يرأس شركة كيش للملاحة، وهو خاضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2011 لدوره في دعم حزب الله.


أما المسئول عن تسلم الشحنات في حزب الله بلبنان، فهو محمد قصير البالغ من العمر 57 عامًا، وهو حلقة وصل رئيسية بين إيران وحزب الله وسوريا، ويخضع لعقوبات أمريكية منذ عام 2018، وقد ظهر في صور نشرتها وكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية في لقاء جمع بين الرئيس السوري بشار الأسد ونظيره الإيراني حسن روحاني وقائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، الذي اغتيل في غارة جوية أمريكية بالعراق مطلع العام الحالي.


وظل قصير مسئولًا عن الإمدادات اللوجستية لحزب الله منذ 20 عامًا، وهو من تولى دفع أثمان شحنات نترات الأمونيوم لإيران، ويُقال إنه شقيق أحمد قصير الذي نفذ عملية انتحارية في نوفمبر 1982، قاد خلالها شاحنة محملة بالمتفجرات واقتحم بها مقرًا تابعًا للجيش الإسرائيلي في مدينة صور اللبنانية، ما أسفر عن مقتل 75 شخصًا على الأقل، وكان محمد قصير هو من تولى بنفسه شراء ونقل شحنة المتفجرات التي نُفذ بها الهجوم.


ووفقًا لتقارير صادرة عن مكتب مدير المخابرات الوطنية الأمريكية، استخدم حزب الله نترات الأمونيوم في 4 عمليات تفجير على الأقل، وتشير معلومات استخباراتية إلى أن الحزب خزن شحنات من نترات الأمونيوم في مستودعات بألمانيا وبريطانيا والكويت وقبرص ودول أخرى.


وليس من المؤكد بعد ما إذا كانت شحنات نترات الأمونيوم المنقولة من إيران إلى لبنان مرتبطة بتفجير مرفأ بيروت أم لا، فالرواية الرسمية اللبنانية تقول إن الشحنة التي انفجرت صودرت من السفينة روسوس كانت ترفع علم مولدوفا في أواخر 2013، بعد احتجازها في مرفأ بيروت بسبب عيوب تهدد سلامتها عند الإبحار، وكانت بالأصل تنقل الشحنة من جورجيا إلى موزمبيق عندما توقفت للترانزيت في مرفأ بيروت حيث احتُجزت، ولكن لا يُعرف حتى الآن لماذا تُركت شحنة نترات الأمونيوم الهائلة تلك كل هذا الوقت مخزنة في المرفأ ولم يتم نقلها إلى مكان آخر أو إعدامها.


ولا تربط تقارير الاستخبارات الغربية بين حزب الله وشحنة نترات الأمونيوم من السفينة روسوس، ولكنها تشير بوضوح إلى أن الحزب تسلم شحنات ضخمة أخرى من نترات الأمونيوم في وقت قريب من تاريخ وصول شحنة السفينة إلى مرفأ بيروت وربما كان يحتفظ ببعضها في المرفأ.


ولا يُعرف أيضًا لماذا تولى الحرس الثوري نقل نترات الأمونيوم بشكل سري إلى حزب الله بينما تتُاح للشراء بسهولة، وإن رجح خبير أمني أن ضخامة حجم الشحنات المسلمة من إيران على لبنان اقتضى التكتم على نقلها لأن شراءها بشكل علني كان كفيلًا بلفت الأنظار.