قال محمد شبانة، الأمين العام لنقابة الصحفيين، إن نقابة الصحفيين مرت بفترة عصيبة ربما لم تمر بها على مدار تاريخها، مضيفا أنه "يمكن للنقابة أن تتصدى للأزمات وتتفاعل مع المواقف كما اعتدنا ولا نزال، ولكن أن تواجه وباءً قاتلا مثل الذى نتعرض إليه منذ مارس الماضى فقد كان ذلك يحتاج إلى مواجهة حكيمة ومحكمة لا هوادة فيها للحفاظ على حياة كل الزملاء والزميلات والموظفين ومرتادى النقابة".
وأوضح محمد شبانة أن النقابة اتخذت منذ وقت مبكر إجراءات دقيقة ومدروسة لمواجهة الوباء اللعين، وربما كنا من أوائل المؤسسات بالدولة التى اتخذت هذه الإجراءات المحكمة، مشيرا إلى أن الإجراءات التى بدأت بالأسبوع الأول من مارس وحتى الآن ربما تكون فى بعض الأحيان إجراءات مشددة وتسببت فى قلق البعض أو غضبهم إلا أنه كان لابد من الحسم فيها حفاظا على الأرواح، خصوصا أننا فى معركة بين الحياة والموت.
وتابع: "إن مؤسسة النقابة نجحت طوال هذه الشهور الصعبة جدا والعصيبة جدا فى الحفاظ على مرتادى النقابة ولم تظهر - بحمد الله وتوفيقه - حالة إصابة واحدة بالمبنى، ولعلنا من المؤسسات القليلة وربما المؤسسة الصحفية الوحيدة التى نجحت وكسبت هذه المعركة".
واستطرد: "أعلم أن بعض الزملاء قد اعتادوا على التواجد بالنقابة، ليس فقط لإنهاء مصالحهم النقابية أو الخدمية وإنما التواجد بين جدران بيتهم نقابة الصحفيين كيفما شاءوا ووقتما أرادوا، ولحضراتكم جميعا الحق فى الرغبة والإحساس بأن الأمور تعود لما كانت عليه والأمل فى أن الحياة قد تسير نحو طبيعتها، إلا انه حتى الآن لا تزال الأمور فيما يخص هذا الوباء اللعين غير مستقرة، والإهمال أو التسيب قد يتسبب فى مصيبة ربما يكون من توابعها غلق المبنى بأكمله إن ظهرت به حالات كورونا لظروف خاصة بالمبنى نفسه وطريقة إنشائه والتهوية وغير ذلك".
وأشار إلى أن استمرار المبنى فى تقديم خدماته وفتح الخدمات جميعها وبنفس الأوقات السابقة وهى من العاشرة صباحا وحتى الثالثة والنصف كان هو الأهم والأساس بهذه المرحلة مع اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية المشددة من توفر أدوات التعقيم كبوابة التعقيم، وهى الأحدث والأفضل والآمنة والأهم بالجمهورية كلها وفق ما أكدته وزارة الصحة وجميع المؤسسات السيادية التى استعانت بها، مرورا بتوافر الكحول بكل مكان والكمامات لمن يرغب بالدخول ونسى قناع الوجه، كما أن المبنى بأكمله يتم تعقيمه يوميا مرتين بأحدث الطرق بالبخار والمطهرات.
وقال: "نحن في هذه المرحلة لم يكن أمامنا إلا الاكتفاء بتقديم الخدمات بالنقابة مع الالتزام بالتباعد الاجتماعى ومنع التجمعات بالخدمات كالبريد والعلاج والشهر العقارى والسجل المدنى وغير ذلك، مع غلق المطعم بالدور الثامن، لأننا لسنا جهة تبحث عن الربح حتى نغامر ونفتح المطاعم والكافيتريات الخارجيةكما أقرت الدولة، فإن أصيب أحد بها تعالجه الدولة، أما عندنا وإن أصيب صحفى أو انتقلت العدوى فتلك مصيبة لن أسامح نفسى ولن يسامح المجلس نفسه أبدا، إضافة إلى توابع ذلك والتى ربما تصل لغلق المبنى، كما أن حياة أى زميل أهم عندنا وأبقى من أى شىء آخر".
ولفت إلى أنه في ظل هذا المجهود الضخم ومع حالة الاستنفار المستمرة بالنقابة لمواجهة الوباء اللعين، تثار بعض الحكايات والتفسيرات غير الصحيحة، وطالنى من بعض الزملاء أحيانا وطال المجلس أحيانا أخرى كلمات وفضّلنا الصمت لأن انشغالنا بهموم المرحلة استحوذ على كل الوقت والمجهود.
وحول موعد عودة كامل الخدمات بالنقابة، أكد الأمين العام أنه تتم حاليا وبالتنسيق مع النقيب دراسة التوقيت المناسب لإعادة الأمور تدريجيا داخل النقابة وفق مشاورات مع المتخصصين من وزارة الصحة والذين يشددون فى كل لقاء أو اتصال بهم على أنه إذا لم نستطع السيطرة على التباعد الاجتماعى مع التزام مرتادى النقابة جميعهم بذلك فربما تحدث توابع غير محمودة.
وقال إنه تم استغلال الظرف الحالى ورغم مرارته فى إعادة صيانة مبنى النقابة من الداخل وتلك من الأمور الإيجابية وستكون هناك مفاجآت فى شكل المبنى من الداخل بعد عودة الحياة لطبيعتها وسيتم الإعلان عنها قريبا.
وختم شبانة بيانه قائلا: "ما قام به أعضاء مجلس النقابة برئاسة النقيب ضياء رشوان طوال الأشهر الأخيرة، وأتحدث هنا كأحد المسئولين بمطبخ النقابة هو إنجاز ضخم مع مواجهة هذا الوباء اللعين، وما تحملته النقابة ومجلسها من مجهود غير مسبوق ومن مصروفات ضخمة وغير مسبوقة وعلى الرغم من كل هذا الانشغال، إلا أنه لم تتوقف أبدا الخدمات أو الأفكار أو المشروعات المستقبلية وتلك حكاية أخرى سيتم إعلانها بالقريب العاجل بعد العرض على الزملاء أعضاء المجلس وستكون هناك الكثير من المفاجآت المفرحة للزملاء والزميلات بالنقابة سواء العاملين أو المعاشات".