الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

معركة البرلمان بين الجد والهزل


الجميع له حق دستوري أصيل فى إعلان ترشحه في انتخابات مجلس النواب القادمة وممارسة حقوقه السياسية كاملة طالما ينطبق عليه الاشتراطات القانونية والدستورية، ولكن ما لا أستوعبه أن يعلن نصف الشعب المصرى ترشحه في انتخابات النواب القادمة دفعة واحدة حتى ولو من باب الهزل.


فعالم السياسة مفتوح للجميع ولكن يجب أن يكون مفتوحا بالطريقة الشرعية الآمنة التى تضمن الفائدة للفرد والمجتمع، والتى لا تؤثر على شكل ومضمون الحياة السياسية فى مصر، فلا نريد للحياة السياسية أن تصبح مجالا "للضحك والهزار والعتاب غير المباشر والتلقيح"، وعالم السياسة مليء بالإيجابيات كما هو مليء بالسلبيات ككل العوالم الأخرى، وبالتالى فترك الفرصة للمهتمين الحقيقيين أول طريق الوعي الجمعي لدى المجتمع.


أستعرض هذا المشهد المليء بالسلبية بعد أن تحولت السوشيال ميديا، خاصة فيس بوك، إلى منصة لإعلان البعض ممن ليس لهم علاقة بالسياسة من قريب أو بعيد الترشح في انتخابات النواب القادمة، ومع أنى أمتلك يقينا أن 95% من تلك الأسماء التى أعلنت ترشحها الآن لن يكون لها أى وجود فى سباق الانتخابات البرلمانية القادمة، إلا أنني أود تسليط الضوء على هذه الظاهرة التي قد تعيق الأداء السياسي المنضبط فى كل الدوائر على مستوى الجمهورية.


وما أود التأكيد عليه أيضا أننى لست ضد أشخاص بعينهم فى قراراتهم ولا ضد أحد من الأساس ـ فالحق مكفول للجميع ـ ولكننى ضد الأفكار غير الجادة، فكيف أنضبط سياسيا مع شخص فى الأساس غير منضبط بشكل فعال وعام، فكل شخص يمتلك آليات ومقومات ليست بالضرورة أن تجعله أفضل سياسى ولكن قد يكون أفضل طبيب أو أفضل مهندس أو أفضل رجل أعمال أو أفضل أستاذ جامعى أو أفضل أى شىء فى مجالات كثيرة ومختلفة، وبالتالي فالنجاح الحقيقي في الحياة يحتاج إلى تقدير كل واحد فينا قيمة ذاته.


وأصناف الذين أعلنوا الترشح في انتخابات النواب القادمة كثيرة، ولا يسع هذا المقال ذكر تفصيلاتهم، فمنهم الذي يسعى لإنجاز مهام البشر المتواجدين فى مجتمعهم بإخلاص وضمير يقظ حالم بتحقيق الأمنيات للجميع، ومنهم الذى يريد طرح اسمه على العامة أملا فى الحصول على شهرة أو مكسب معنوى، ومنهم من يسعى بإخلاص واجتهاد لخدمة المجتمع ولكنه يعي جيدا أن إمكانياته لن تحقق ما يتمناه فى عالم السياسة، ومنهم من يريد الحصول على وجاهة اجتماعية على حساب من حوله، بل إن هذا الصنف يسعى للوصول من خلال محاولات الصعود على أكتاف البسطاء، ومنهم من يمتلك رغبة مجنونة وسادية لقتل بعض الأشخاص سياسيا.


وأتيقن جيدا أن بعض المرشحين لن يحصلوا باستعراضهم القوة على نجاح ولكنهم يحصلون بعدها على ندم، فالتاريخ يكتب الحقيقى ويحذف الزائف، لأن الأشخاص الحقيقية يعلنوا بقاءهم فى تاريخ الوطن وصفحاته الممتدة عبر العصور والأزمنة، الزائفون لن ينالوا إلا النسيان.



إننى أسعى في هذا المقال أن أبث لنفسي وللجميع ماهية المضمون الأخلاقي الذي يجب أن يتبع فى عالم السياسة، فمقالى لم ولن يكن هجوما على أحد، بل مدخلا جادا لمعرفة الخير وتحقيق الفضيلة فى عالم إنساني من الدرجة الأولى يتسم بقوانين وأخلاق ودساتير منظمة للعرف والتقاليد والأفعال والتصرفات لتحقيق السلام المجتمعى والسعادة للجميع.

 


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط