الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطفل بين أب وأم أونلاين


لم يكن الأبوان في أيامنا ونحن في سن صغيرة لا تتعدى سنواتها أصابع اليد الواحدة، يعرفون شيئا عن مفرقة الجماعات (السوشيال ميديا) أو حتى الموبايل المليء بالخاصيات التي تجذب صاحبه طيلة الوقت غير مكترث بما يدور حوله، أو أدنى اهتمام بمسؤولياته المحمولة على عاتقه.

ومن هذا المنطلق كانت تربية الأبناء فيها شيء من التفرغ والتركيز، فيها الحب والدفء والألفة والاجتماع، فيها الاهتمام والإنصات والتحدث مع الأطفال في أدق التفاصيل، فكان الطفل ينشأ نشأة سليمة راقية، لا ينقصه شيء من أساسيات الأبوة، ولا من مهام الأمومة، يعرف أين ومتى يجد أبويه، يعرف عندما تواجهه أي صعاب أن أباه سيكون معه في لمح البصر، لن ينتظر حتى يشاهد فيديو على فيسبوك، أو حتى ينهى محادثة كتابية مع صديق أو صديقة له ثم يتفرغ لمشكلة ابنه ولكن في عجالة حتى يعود لما كان يفعل.

كانت الأم إذا سمعت صوتا غريبا يصدر عن طفلها تلهث وراءه لتطمئن عليه تاركة كل شيء في الحياة، ولم لا؟ فهو فلذة كبدها ونور عينيها، كانت الأمهات لا تعرف ذلك الاختراع اللعين الذي أسأنا استخدامه حتى أهملنا كل شيء في حياتنا وجعلناه شغلنا الشاغل.

أما الآن وفي عصر التكنولوجيا التي دوما ما نسيء استخدامها فتجد الأمهات يتركن أبناءهن يبكون لفترات طويلة غير عابئات بهم؛ لمجرد انشغالهن بذلك الجهاز الصغير الذي جلب الدنيا كلها بين يديهن.

تجد الأب لا يهتم بأبنائه، لا يلعب معهم، لا يستمع إليهم، وكل شيء بالنسبة له هو عمله وذلك الفيسبوك الذي أخذه من كل شيء في الدنيا وربما أخذه من عمله أيضا فأصبح مقصرا في عمله أيضا غير منتج وغير مفيد في بيته ولا مجتمعه الذي يعيش فيه.

ومن هنا يأتي الإهمال العاطفي الذي يؤثر على الطفل وقد ينتج عن الإهمال العاطفي عدم إحساس الطفل بالأمان ، سوء الإحساس بالذات وفقدان الثقة بالنفس ، الإدمان ، الانتحار، عندما يكبرون يهملون أطفالهم . 

وكشفت دراسة أمريكية حديثة أن الأشخاص الذين يعانون من الإهمال العاطفي في طفولتهم هم أكثر عرضة بثلاث أضعاف بسكتات دماغية لاحقا. ومن أنواع الإهمال الأخرى الإهمال التعليمي والذي قد يتمثل بعدم تسجيل الطفل في المدرسة في السن القانونية، عدم متابعة التحصيل الدراسي وحضور الاجتماعات الدورية لأولياء الأمور، ومن نتائجه يصبح الطفل منطويا أو مخربا وتدني التحصيل الدراسي.

اهتموا بأطفالكم، لا تجعلوا العوالم الخفية للسوشيال ميديا تأخذكم من دوركم الأساسي معهم، واتقوا الله فيهم ليكونوا بعد ذلك شبابا صالحين لمجتمعهم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط