تقترب انتخابات الرئاسة الأمريكية، يوما بعد يوم، وسط مؤشرات عن تفوق مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، الذي شغل منصب نائب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، على الرئيس الحالي دونالد ترامب، الذي يحاول استخدام انتصاراته التي حققها في فترته الرئاسية الحالية، لجذب الناخب الأمريكي.
دونالد ترامب، الذي كان فوزه مفاجأة كبرى للأوساط الدولية والمحلية، وما ترتب عليه من تظاهرات ضد هذا الفوز، وخاصة بسبب آرائه ومواقفه ضد المرأة والأقليات واللاجئين.
لا يترك ترامب أي مناسبة، إلا يتحدث عن انتصاراته التي حققها، على حد وصفه، خلال فترته الرئاسية، من مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، والقائد الإيراني قاسم سليماني، إلى جانب اتفاق السلام الاماراتي الإسرائيلي، والعقوبات على إيران وغيرها.
ونرصد في هذا التقرير أبرز الانتصارات التي يتفاخر بها ترامب في حملته الانتخابية:
*مقتل سليماني
يعد مقتل قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، بالقرب من مطار بغداد، هو الانتصار الأكبر لإدارة ترامب خلال فترة رئاسته الحالية، لما يمثله هذا الشخص من خطر كبير على نظام ترامب، ومصالحهي في المنطقة.
يمثل سليماني، العقل المدبر لنظام الملالي الإيراني، وهو الأخطر بين القادة الإيرانيين، والأهم، حيث صنفه البعض بالأهم من المرشد العام نفسه، بسبب مسئوليته عن سياسات إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من البلدان في المنطقة، إلى جانب دوره العسكري البارز في العديد من المعارك.
سليماني، الذي ظل لسنوات مجرد اسما لا يعلم أحد عنه شئ، اغتيل في غارة أمريكية على سيارة كانت تقله من مطار بغداد، عقب وصوله إلى الأراضي العراقية بغداد، إلى جانب عدد من قادة الحشد الشعبي العراقي.
*زعيم داعش
يعد مقتل زعيم تنظيم داعش السابق أبو بكر البغدادي، من أهم الأحداث التي يتفاخر بها ترامب خلال فترة رئاسته الحالية، لما يمثله من القضاء على الشخصية الرئيسية للتنظيم الإرهابي.
قضت قوة أمريكية في غارة على الأراضي السورية على زعيم تنظيم داعش وعدد من معاونيه، وسط ترحيب واحتفال دولي بهذا الحدث الهام للغاية، بسبب ما يمثله هذا الشخص من خطر كبير على المجتمع الدولي.
*العقوبات الإيرانية
يتفاخر ترامب أيضا بقراره الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وما ترتبه عليه من فرض عقوبات إقتصادية كبيرة على الجانب الإيراني، ورجاله في المنطقة.
خرج رجال ترامب، وعلى رأسهم وزير خارجيته مايك بومبيو مطالبين باستمرار فرض العقوبات على إيران، ومنع توريد الأسلحة إلى النظام الإيراني، لمع جرائمه في المنطقة، وهو ما يتفاخر به ترامب.
*اتفاق السلام
أصبح اتفاق السلام الذي تم توقيعه بين الامارات وإسرائيل مؤخرا، مصدر تفاخر لترامب، بقدرته على صنع الفارق في الشرق الاوسط، وهو ما يؤهله للحصول على جائزة نوبل للسلام للمرة الثانية.
اتفاق السلام الإسرائيلي الإماراتي، لم يتم توقيعه بعد، على الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي اقتراب توقيعه، إلا أنه لا يزال في طي المفاوضات حتى الأن.
وأعلنت الإدارة الأمريكية استعداد عدد من الدول الخليجية والعربية لتوقيع اتفاقيات جديدة مع إسرائيل، ما وصفوه بالانتصار الكبير للإدارة الأمريكية.
*القدس والسفارة
يحاول ترامب جذب أصوات اليهود في الولايات المتحدة عبر التركيز على قضية نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إلى جانب اعتبار القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني.
كان لهذا الإعلان صدى كبيرًا في الأوساط العربية والمنطقة، بسبب ما تعنيه هذه الخطوة من ازدياد للكراهية، والاستيلاء على مناطق عربية وضمها إلى إسرائيل.
ويتضح من كل ما سبق أن أهم إنجاز لترامب على مدى السنوات الماضية، هو مقتل زعيم فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وما ترتب عليه من القضاء على العقل المدبر لإيران في المنطقة، ما يعني تعطيل بعض الخطط الإيرانية في الشرق الأوسط، وتغيير أطراف اللعبة.