الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صحة حديث "مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَه"

مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ
مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَه

قال الأزهر الشريف، إن رواية «مَنْ عَيَّرَ أَخَاهُ بِذَنْبٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَعْمَلَهُ» ليست حديثًا صحيحًا ثابتا عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.


وعرض الأزهر عبر صفحته على «فيسبوك»، آراء العلماء الذين قالوا بعدم صحة هذا الحديث، حيث قال الحافظ زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم العراقي الشافعي: «إن هذا الحديث موضوع»، كما ذكر الفقيه الشافعي تقي الدين السبكي: «أن هذا الحديث باطل»، وأكد الإمام ابن حجر العسقلاني: «أن هذا الحديث منكر».


ستر عيوب الناس
الستر من نعم الله تعالى التي امتن بها على الإنسان، وبه تميز عن الحيوان، وبه يشرف قدره، وتعلو منزلته.. ما أجملَ الستر! وما أعظم بركتَه! وأبهى حُلَّته! الستر خُلُق الأنبياء، وسيما الصَّالحين، يورث المحبة، ويُثمر حسن الظَّن، ويُطفئ نارَ الفساد.. هو جوهر نفيس، وعُملةٌ ثمينة، وسلوكٌ راقٍ.. الستر طاعةٌ وقُربان ودِين وإحسان، به تَحفَظُ الأُمَّة ترابُطَها وبُنيانها، وبه تقومُ الأخلاق، ويبقى لها كيانها.




وصف الرَّحمن نفسه بالستير، فهو سبحانه ستِّير يستُر كثيرًا، ويحبُّ أهل السَّتر؛ ففي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلَّم: «إنَّ الله حَيِيٌّ سِتِّير، يُحب الحياء والستر» وأقرَّ الإسلامُ بهذا الخلق الكريم، وحضَّ وكافأ عليه؛ فقال صلى الله عليه وسلم: «ومَن سَتَرَ مُسلمًا في الدُّنيا، ستره الله في الدُّنيا والآخرة».


ونَهى الإسلامُ عن التجسس على الآخرين؛ فقال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا» يقول أهل التفسير: التجسسُ: البحثُ عن عيبِ المسلمين وعورتهم، أمَّا خَيْر الخلق وأَعْرفُ الخلق بما يُرضي الله تعالى فقد كان عظيمَ الحياء، عفيفَ اللِّسان، بعيدًا عن كشف العورات، حريصًا على كَتْم المعائب والزلاَّت، كان إذا رأى شيئًا يُنكره ويكرهُه، عرَّض بأصحابه وألمح، كم من مرَّة قال للناس: «ما بال أقوام يقولون كذا وكذا»، «ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا».


وأدَّب المصطفى صلى الله عليه وسلم أمَّته، فأحسن تأديبها يومَ أنْ خطب بالناس، فقال بنبرةٍ حادَّةٍ وصوتٍ عالٍ: «يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الْإِيمَانُ قَلْبَهُ، لَا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِهِمْ، يَتَّبِعْ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتَّبِعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ فِي بَيْتِهِ».