الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأحمق والشرير


 

الأحمق هو الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والشرير هو وزير دفاعه المستقيل جيمس ماتيس والواقعة كشف فصولها ترامب فى مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأمريكية والموضوع هو اغتيال الرئيس السورى بشار الأسد.


رغبة الولايات المتحدة فى الصراع السورى هو إطالة أمد العمليات العسكرية واستمرار نزيف الدم بما يضمن لها القضاء على الآلة العسكرية للجيش السورى وانهاكه فى حرب أهلية بما يضمن سلامة الشمال الإسرائيلى ويؤمن جبهة الجولان لعشرات السنيين وهذا هدف إستراتيجى لإسرائيل ومن ثم بنفس الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية، وتطفوا على السطح احيانا رغبات أمريكية قد يكون مبعثها الدور الروسى فى سوريا والذى دفع موسكو لإستخدام حق النقض "الفيتو" فى مجلس الأمن الدولى 14 مره منذ تفجر الأحداث عام 2011 وكان اخرها فى ديسمبر 2019 .وجميعها ضد تدخلات من واشنطن بإجراءات تنال من سيادة الحكومة السورية وتزكى الصراع او تقدم الدعم لأيا من الأطراف المتنازعة على أرض سوريا.


مما دفع الرئيس ترامب يفكر بطريقته الدموية ويطلب عمل خطة محكمة لتصفية الرئيس بشار الأسد، ويعود الطلب الى عام 2017 عندما وقع هجوم بالأسلحة الكيماوية واتهمت القوات الحكومية السورية بتنفيذه ونشر الصحفي الأمريكي بوب وودوورد تقريرا تحدث فيه عن عزم ترامب اغتيال الأسد. لحظتها خرج ترامب ينفى ويكذب ويتهم الصحافة بالكذب والتلفيق ويؤكد انه ارقى من ان يفكر بهذه الطريقة لحل المشكلات وان الطريقة الدموية التى تفكر بها الصحافة وتحرض الرأى العام بها لا يمكن ان يفكر بها رئيس عاقل يملك الكثير من الأدوات للتصرف فى المشكلات التى يواجهها. والى هذا الحد وانتهى كلام ترامب القديم الذى ظهر فيه بمظهر الحاكم النبيل وشيطن الصحافة والمحللين السياسيين وأظهرهم امام الرأى العام كذابيين وملفقيين.


اما الجديد مع الرئيس ترامب ما جاء عبر مقابلة صحفية على قناة فوكس نيوز قبل ايام عندما اعترف بطريقة تفكيره ونسى "شأن كل كذاب" انه انكر من قبل وتنصل مما نشرته الصحافة وقال انه أمر وزير دفاعه جيمس ماتيس بإغتيال الرئيس السورى بشار الأسد ولكن رفض ماتيس وعارض بشدة الفكرة، ويبدو ان وزير الفاع الأمريكى رأى ان عملية الإغتيال تتعارض مع الأمن الإسرائيلى الذى يريد ان يبقى على توتر الجبهة السورية ويستنزف الجيش السورى وقد يعقبها تسوية سورية وربما يحتدم الصراع اكثر بما يتعارض مع مصلحة واشنطن.  لكن مؤكد ان اسبابه بالرفض لا هى حبا فى الرئيس بشار ولا مراعاة لمصلحة الشعب السورى.


وكانت مقابلة فوكس نيوز قبل ايام هى الكاشفة لكذب ترامب حتى تلقفتها وسائل امريكية عديدة بالنقد والتحليل ومنها موقع سى ان ان الذى اورد تقريرا مفصلا عن المقابلة تحت عنوان "ناقض نفسه.. ترامب: فكرت باغتيال بشار الأسد لكن وزير الدفاع رفض" واكتملت أكاذيب ترامب بإدعاؤه أنه من طرد ماتيس من منصبه في حين أن وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس هو من استقال من منصبه عام 2018.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط