الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بريطانيا تحت حصار قيود جديدة لاحتواء الموجة الثانية من كورونا.. جونسون يعلن إجراءات مشددة بعد الوصول لمرحلة خطيرة.. يستبعد الإغلاق الكامل وفتح الملاعب.. ومخاوف من زيادة الإصابات وسقوط الاقتصاد

بوريس جونسون
بوريس جونسون

  • بريطانيا تفرض قيودا لمدة 6 أشهر لمكافحة كورونا
  • زعيم حزب العمال يحذر من سقوط الاقتصاد بسبب الإغلاق
  • جونسون يعرب عن مخاوفه من زيادة الإصابات رغم الإجراءات الجديدة


أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، فرض إجراءات جديدة لمنع انتشار فيروس كورونا "كوفيد-19"، وذلك بعد عودة ارتفاع عدد الإصابات في المملكة المتحدة في الفترة الأخيرة.


ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أثار جونسون، اليوم، احتمالية قيام الجيش بدوريات في شوارع إنجلترا للتأكد من إتباع المواطنين الإجراءات الجديدة المفروضة لاحتواء فيروس كورونا.


وقال جونسون إن الشرطة سيكون لديها الآن "خيار الاعتماد على الجيش إن اقتضى الأمر"، خاصة مع إعلانه زيادة الغرامات، إلى 200 جنيه إسترليني في حالة كسر المواطنين للإجراءات ومخالفة "قاعدة الستة".


وأشار إلى أنه اعتبارًا من الخميس المقبل، سيتم إغلاق الحانات والمطاعم، من الساعة العاشرة مساء باستثناء تقديم الوجبات السريعة وتسليمها، فضلا عن التشديد على ارتداء الكمامات بالداخل.


كما أعلن جونسون عن نهاية حملة "العودة إلى العمل"، إذ طالب الموظفين الذين يمكنهم العمل من المنزل القيام بالأمر فورًا، في موقف مهين له بسبب تراجعه عن تصريحاته الخاصة بعودة الناس إلى العمل من المكاتب بأعداد ضخمة في جميع أنحاء بريطانيا، حسب "ديلي ميل".


وأكد أن المملكة المتحدة تمر بـ"نقطة تحول خطيرة"، متوقعا أن تظل القيود الجديدة سارية لمدة ستة أشهر.


وسجلت بريطانيا خلال الأيام الأخيرة ارتفاعا حادا في أعداد الإصابات، وتعتبر أكثر الدول الأوروبية تضررا من تفشي الوباء، فبلغت حتى الآن أكثر من 400 ألف إصابة، ونحو 42 ألف وفاة.


وحذر رئيس الوزراء البريطاني من أنه قد يكون هناك المزيد من الإجراءات، إذا فشلت الخطوات، التي تم اتخاذها اليوم في خفض أعداد المصابين.


وقال في كلمة أمام البرلمان: "يجب أن أؤكد أنه إذا فشلت جميع إجراءاتنا في خفض عدد الإصابات، فإننا نحتفظ بحق فرض قيود أكثر".


كما أعلن عن وقف مؤقت لخطط العودة الجزئية إلى الملاعب اعتبارًا من الأول من أكتوبر، بينما تم تخفيض عدد الأشخاص المسموح لهم بحضور حفلات الزفاف إلى 15 شخصًا وفي العزاء إلى 30، اعتبارًا من يوم الاثنين.


وعلى الرغم من الإجراءات الجديدة المفروضة، هناك مخاوف متزايدة من أن الحكومة قد تتحرك قريبًا لفرض قيود أكثر صرامة على المواطنين، والتي تذهب إلى أبعد من "قاعدة الستة" أي حظر اختلاط الأسر داخل المنازل.


وحذر بعض الخبراء بالفعل من عدم فائدة حظر التجول بما يكفي، فقال كبير المستشارين العلميين باتريك فالانس أمس إن المملكة المتحدة قد تصل إلى 50 ألف إصابة يوميًا بحلول منتصف أكتوبر و200 حالة وفاة يومية بحلول نوفمبر ما لم تغير بريطانيا طريقتها.


فيما أكد عضو المجموعة الاستشارية العلمية كالوم سيمبل أن "هناك العديد من قطاعات المجتمع التي ستحتاج إلى زيادة قيودها للأسف".


وحسب صحيفة "صن" البريطانية، رأى عالم الأوبئة في جامعة إكستر، بهارات بانخانيا، إن حظر التجوال الذي سيبدأ من العاشرة مساء في بريطانيا ليس له أي جدوى في مواجهة الفيروس.


وقال بانخانيا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي. بي. سي" ردًا على سؤال حول ما إذا كان هذا الإجراء الذي تنوي الحكومة البريطانية اتخاذه يمكن أن يقلل من خطر انتشار عدوى كورونا: "لا على الإطلاق. بحقك ! الفيروس لا يفهم التوقيت ولهذا فإذا كنت تنوي الإغلاق في العاشرة مساء ماذا عن التاسعة والثامنة مساء؟".


وأضاف: "نحن نعلم السلوكيات البشرية. ونعرف سلوكيات الحانات في بلدنا. في الساعة الثامنة ونصف والتاسعة سيقوم الناس بشراء مشاريب وكحوليات إضافية. للأسف هذا يسمح لهم بإسقاط حارسك أرضًا".


وكان شبح الإغلاق يلوح في بريطانيا بعد ذلك الارتفاع في عدد إصابات كورونا، فزُعم بين عشية وضحاها أن جونسون قد دعم الإغلاق التام  قبل أن يقنعه المستشار ريشي سوناك باتخاذ مسار أقل خطورة بعد تحذيره من وقوع مذبحة اقتصادية.


كما استخدم زعيم حزب العمال كير ستارمر لغة التحذير خلال أول خطاب له بالحزب، فقال إن الإغلاق الوطني الثاني سيكون "علامة على فشل الحكومة" وسيؤدي إلى إلحاق خسائر فادحة بالصحة العامة والاقتصاد.


وأوضح أن عدم كفاءة الحكومة يعوق بريطانيا وأن نقص تمويل هيئة الخدمات الصحية وتخلي المحافظين عن الرعاية الاجتماعية يعني أن المملكة المتحدة لم تكن مستعدة لمواجهة الوباء.


لكن جونسون خرج اليوم، مؤكدا أن الإجراءات الجديدة لا تتضمن العودة للإغلاق الذي تم فرضه في مارس الماضي، لافتا إلى أن الجامعات والمدارس والمكاتب ستبقى مفتوحة.


وكان وزير شئون مجلس الوزراء البريطاني مايكل جوف، قال اليوم الثلاثاء قبل خطاب جونسون، إن الفترة المقبلة ستشهد "تحولا في التركيز"، مضيفا أنه "إذا كان من الممكن للمواطنين أن يعملوا من المنزل، فيجب عليهم القيام بذلك".


وخلال تصريحاته الصحفية، لم يتمكن جوف من تحديد المدة التي من المتوقع أن تستمر فيها الإجراءات الجديدة المتعلقة بفيروس كورونا.


وقال جوف: "ما نأمله هو أن نتمكن من اتخاذ الخطوات المناسبة الآن، مما يعني أنه إذا نجحنا في التغلب على الفيروس، فسنكون قادرين في المستقبل على التقليل تدريجيًا من تلك الإجراءات".


لكنه أكد أن جونسون ولا أحد في بريطانيا يريد إغلاقا جديدا لكن الخطط قد تتغير.