الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ترامب يأبى أن يغادر


إذا كانت استطلاعات الرأى رجحت تقدم جو بايدن المرشح الديمقراطي على منافسه دونالد ترامب الرئيس الحالى فإن الكثير من المراقبين داخل الولايات المتحدة وخارجها لا يؤمنون بنتائج استطلاعات الرأى لأن الأمور قابلة للتغير بل والتحول خصوصا فى الساعات الأخيرة التى تسبق عملية الإدلاء بالأصوات وترامب لا يقبل بغير الفوز. 


وتؤمن إدارته بأن الرأي العام الأمريكي سيلتف حتما حول رئيسه في حال تعرض بلاده أو مصالحها فى الخارج، إلى أي عدوان من دولة أجنبية، وسيدعم أي حرب تأتي في إطار الدفاع عن النفس. ورجح مراقبون وضالعون فى لعبة الانتخابات بأن التصعيد الأمريكى ضد إيران هو نذر حرب حقيقية سيفجرها ترامب لكسب تعاطف ناخبيه. وقد مهد بالانسحاب من اتفاق القوى العظمى الموقع مع إيران قبل عامين وحاليا يسعى لفرض عقوبات جديدة على طهران بسبب نشاطها النووى. 


لكن بريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي شاركت في التوقيع على الاتفاق في عام 2015، تقول إن الولايات المتحدة لا تملك السلطة لتنفيذ مثل هذه الخطوة وهى فرض عقوبات جديدة ولكن مع الولايات المتحدة لا مجال للقانون الدولى ومع ترامب بخاصة مؤكدا أن الأوضاع تختلف. ويرجح الكثيرين أن هناك خطة معدة وجاهزة، قد يجري تنفيذها في أي لحظة، لاحتجاز أو قصف سفن إيرانية في مياه الخليج استدراجا لرد إيراني قد يكون المبرر أو الذريعة لرد أمريكي أكبر تحت عنوان الدفاع عن النفس.  لأن ترامب لن يقبل بغير الفوز بولاية أمريكية ثانية، وسيفعل كل شيء من أجل تحقيق هذا الهدف حتى لو أدى الأمر إلى حرب ضد إيران تحرق المنطقة بأثرها. 


التفاوض مع إيران

حديث يدور على صفحات الجرائد عن قنوات اتصال سرية مفتوحة ما بين واشنطن وطهران ثم يعترف ترامب بأنه سمح للسيناتور الجمهوري راند بول بالتفاوض مع إيران، وأبدى استعداده لتكليف وسطاء آخرين بالاتصال بالمسؤولين الإيرانيين… بل أعلن قبل أيام أنه سيدخل فى مفاوضات مباشرة مع طهران بعد أسبوعين من فوزه بالانتخابات، وربما تكون هذه المقدمات هى أوراق حقيقية يعدها ليقدمها إلى الرأى العام الأمريكى بأنه رجل سلام سعى للتفاوض ولكن طهران هى التى صعدت الأمور ليبرر ضربة عسكرية جرى رسم خطوطها لتنطلق بالتزامن مع الانتخابات أو قبلها بأيام ولكن لا يعلم غير الله إلى أين ستصل هذه الحماقة بالمنطقة وسكانها.


إيران لا تجرؤ على التهور بالقيام بعمل عسكري مباشر، لكنها سترد عبر مليشياتها  وأذرعها في المنطقة. وستصدر الفوضى للمنطقة كلها فرغم علم طهران بالدوافع الحقيقية لتحرشات واشنطن لكن لديها من الصلف والغرور ما يدفعها لاستخدام لغة التهديد والوعيد وكأنها قادرة على مواجهة الدول العظمى. بل وتواصل الحروب والتدخل العسكري في شؤون الدول الأخرى، وإثارة البلبلة والقلاقل والفتن وتهديد دول الجوار، ولكن أمام إيران فرصة لتفويت الفرصة على ترامب وإدارته وعدم الانجرار إلى مستنقع الحرب وانتظار فوز بايدن الذى كان نائبا لأوباما وقت توقيع اتفاق 5+1 واللعب دبلوماسيا على الرفض الأوروبي. ولكنى أشك أن يكون القادة الإيرانيون بهذا التروى والانضباط وسيحققون لنتنياهو الطلب الأخير من إدارة ترامب وهو إطلاق شرارة الحرب مع طهران.

 

وإذا كان واضحا كيف ستبدأ فمن يعلم كيف ستدور؟ وماذا ستحرق؟ وإلى أين ستذهب؟ وكيف ومتى تنتهى؟!.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط