الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مذيعو «الجزيرة» تحت الطلب


"سياسة لا تحترم القواعد المهنية، فالموظف لا يعامل حسب مؤهلاته وخبرته ولكن حسب مزاجية بعض المسؤولين".. هكذا قالت واحدة من المذيعات المستقيلات في مفاجأة الاستقالة الجماعية من قناة الجزيرة عام 2010 ، بالطبع كانت لحظة كاشفة لحقائق كثيرة حول مصداقية ومهنية تلك المؤسسة الإعلامية التي طالما نالت إعجاب الكثيرين في بداية انطلاقها.


قبل تلك الاستقالة المدوية بعدة سنوات كانت بدأت تغييرات في سياسة الجزيرة التحريرية على يد وضاح خنفر! حيث بدأ مع قدومه الاعتراضات على سياسة الجزيرة تتزايد من بعض العاملين بالشبكة، وقتها التقيت أحد المديرون وقال لي أصبحت هناك أجندات سياسية جديدة وسيطر المنتمون للتيار الإسلامي المتشدد على القناة، ووصل الأمر وقتها إلى عدم إذاعة بعض التقارير التي لا تخدم تلك الأجندات السياسية الجديدة! وأصبح الجميع مطالبين بخدمة تلك الاجندات وتنفيذ الأوامر لجميع المكاتب الخارجية والتي تصدر من الدوحة دون أي اعتراض.


في اعتقادي منذ ذلك التاريخ وبدأت تلك المحطة التي هي في الأساس صاحبة سياسة "تحريضية" تتراجع مصداقيتها حتى بدى واضحا أنها موجهة للهجوم على من يختلف مع الجزيرة "الدولة" وسياستها! ووصل الحال إلى من استمر في العمل بها بعد أن كانوا مذيعين يحظون بشعبية في الشارع إلى انهم أصبحوا موظفين لخدمة تلك الأجندات السياسية عبر " تويتر" وباقي وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتم استخدامهم بشكل صريح وفج، فتجدهم  يغردون في تناغم واضح وتشعر أن بعضهم لا يعرف ما يغرد به سوى أنه أمر ينفذه للمايسترو الذي يقودهم ! لتوجيه نقد عن دولة ما أو قيادة سياسية! وكأنه أصبح جزءا رئيسيا من عملهم وأيضا تقييمهم مهنيا!


واللافت أن بعض هؤلاء المذيعين فقدوا السيطرة على أعصابهم مثل المتباكي دائما جمال ريان ربما من كثرة ضغوط العمل عليه فأصبح يكتب تغريدات فيها لهجة تحريض مباشر ! وكأن هناك ثأرا بينه وبين دول عربية بعينها! وفي المقابل هناك من يكتفي بإعادة التغريدات التي يتم الاتفاق على بثها ولكن الجميع يجب أن يشارك في العزف اليومي على نفس النغمة التي تحددها سياسة الجزيرة لهم!


بالطبع ما حدث في عامي 2011 _ 2012 من فوضى وكان للجزيرة دور رئيسي فيها لا يزالون يحلمون بتكرارها من حين لآخر، تقارير تقوم على تحريض الجماهير وتصريحات مجتزأة ونشر فيديوهات لا يكلون ولا يملون في حربهم الإعلامية ضد دول بعينها مصر ، الإمارات، السعودية، يفتحون أبواقهم المأجورة بلهجة تصعيدية مشحونة ضد من يريدون، هي بلا شك ذراع إعلامي للنظام في قطر يستخدمها في إدارة سياسته الخارجية التى رسمها "سيئ الذكر " حمد بن جاسم وزير الخارجية الأسبق والذي لايزال يلعب دورا خفيا في توجيه السياسة الخارجية! وكان له دور كبير في إثارة الفتن في المنطقة العربية.


بدون شك كثيرا ما استخدمت الجزيرة كورقة "مساومة " للنظام القطري في سياسته الخارجية لذلك هي سلاح "اعلامي" في يده لا يمكن التنازل عنه، وإغلاقها كان أحد الشروط التي حددتها الدول العربية المقاطعة لقطر لعودة العلاقات مرة أخرى.


بل ووصل الأمر ان الجزيرة منذ سنوات وبسبب سيطرة حكومة قطر على خط القناة التحريري مباشرة أصبحت برامج الجزيرة جزءا من "محادثات الدوحة الثنائية" أثناء بحث ملفات الخلافات بينها وبين عواصم عربية !
مثلا يوم 20 الماضي أقاموا الدنيا وتشعر ان هناك غرفة عمليات حربية تم إعدادها داخل الجزيرة لإدارة الحرب الإعلامية ضد مصر ! 


لقاءات وتقارير وفيديوهات ملفقة وبث أخبار طوال اليوم من نوعية دعوات للتظاهر ! وتواصل الاحتجاجات في الشوارع ! رغم أن الأمور تسير بشكل اعتيادي! ولكن أساس سياستهم التحريرية التضخيم والتهويل، حالة تأهب وبث فيديوهات للدمية التي يحاولون تصويرها انه شخص معارض !! أقصد المقاول والممثل محمد علي.. أقول لهم لو هذا الرجل كان نجح في تجربته الفنية وأصبح نجما سينمائيا كان ظل هنا وانشغل بالتصوير ولكنه فشل! رغم انه أنفق 30 مليون جنيه على فيلم هو بطله وأقام عرضا خاصا في دار الأوبرا أمام الجماهير ليدخل في مشهد استعراضي بسيارته إلى السجادة الحمراء وفي انتظاره عدد كبير من البودي جاردات وعشرات المصورين استأجرهم ليكمل الشو!! وسط دهشة واستنكار من المتواجدين في مهرجان القاهرة وقتها ! هو شخص لديه هوس الشهرة، تربح عشرات الملايين وأنفقها من أجل ان يصبح ممثلا مشهورا ولكنه فشل! لا أعرف متى هبط عليه النضال السياسي! هل مثل هذا هو نموذج المعارض السياسي الذي تتبناه سياسة الجزيرة! 


بالطبع لا يجدون من يراهنون عليه الآن، معظم الوجوه المتواجدة في فنادق الدوحة احترقت مصداقيتها وبعضهم يرتعش خوفا من التخلي عنه، لا أعرف هل يعتقدون أن الجمهور بهذه السذاجة! الناس يشاهدون الفيديوهات للتسلية والضحك، هو أظهر موهبة في الأداء الكوميدي جيدة لو التفت إليها المخرجون والمنتجون لكان أصبح من أبطال مسلسلات رمضان! وكانت الجزيرة للأسف فقدت قائدا معارضا كبيرا ! يدعو الجماهير للثورة !
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط