الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وحش بالبيت الأبيض.. مسئولون أمريكيون سابقون يكشفون أسوأ جوانب شخصية ترامب.. أناني يحتقر أنصاره ويطالب الآخرين بالولاء.. وأصوات بارزة تحذر من خطورة إعادة انتخابه

الرئيس الأمريكي دونالد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ترامب يكشف في أحاديثه الخاصة اشمئزازه من مصافحة الآخرين
وزير الدفاع الأمريكي السابق: ترامب يبث الشقاق بين الأمريكيين
الرئيس الأمريكي يقرب المعاونين أو يبعدهم على أساس الولاء المطلق لشخصه
مدير المخابرات الوطنية السابق: بوتين يملك أدلة ضد ترامب ويضمن تبعيته بها

إن كان هناك ما يميز عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض فهو الصخب الزائد وسرعة تدفق الأخبار وتحرك الأحداث على نحو يصعب ملاحقته.


لكن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية توقفت أمام حدث اعتبرته ذا دلالة لافتة، عندما أعلنت أوليفيا تروي، ممثلة نائب الرئيس مايك بنس لدى قوة المهام المكلفة بمكافحة فيروس كورونا، تأييدها للمرشح الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن.

وبررت تروي، وهي عضو قديم ومتحمس بالحزب الجمهوري، قرارها بأن ترامب أظهر "لا مبالاة صارخة بالحياة الإنسانية"، واتهمته بالفشل في إدارة أزمة فيروس، قائلة " إنه في الحقيقة لا يهتم بأي شخص آخر غير نفسه"، وذكرت في وقت سابق أنه قال "ربما يكون فيروس كورونا ذاك أمرًا جيدًا" لأنه يعني أنه لن يضطر إلى مصافحة "هؤلاء الأشخاص المقززين" وكان يقصد أنصاره.

وأضافت الصحيفة أن تروي تنضم بذلك إلى طابور طويل من مساعدي ترامب السابقين والمنقلبين ضده، بينهم مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، ووزير الدفاع السابق جيم ماتيس، وكبير موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي، والمدير السابق للمخابرات الوطنية دان كوتس، ومحامي ترامب السابق مايكل كوهين، وبعض هؤلاء دعا علنًا إلى عدم التصويت لصالح ترامب في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل.

وبحسب إذاعة "بي بي سي" البريطانية، فبالرغم من كثرة وتنوع الآراء التي قيلت عن ترامب تأييدًا أو هجومًا، فهناك أمر معين يتكرر ذكره دائمًا في الكتب التي أُلفت عن الرئيس الأمريكي، ويكاد يكون موضع إجماع بين كل من عرفوا ترامب عن قرب، وهو اهتمامه الشديد بولاء القريبين منه الخالص له.

وفي كتابه "ولاء أكبر"، يكشف مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي أن ترامب قال له نصًا "أحتاج إلى ولاءك وأتوقع أن أحصل عليه"، وعندما رفض كومي منح ولائه المطلق لترامب؛ لم يلبث أن أُقيل من منصبه.

وأضافت "بي بي سي" أن الولاء هو العملة الذهبية في عالم ترامب، والتي تحدد من سيبقى قريبًا من الرئيس ومن سينتهي به المطاف معزولًا من منصبه أو مستبعدًا من الدائرة المحيطة بترامب.

وفي كتابه "الغرفة التي شهدت الأحداث"، يقول مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون، إن ترامب كان يتحدث ذات مرة عن زعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو، فقال "أريده أن يقول إنه سيكون شديد الولاء للولايات المتحدة وليس لأي طرف آخر".

ويقول بولتون في كتابه إن ترامب طلب المساعدة من الرئيس الصيني شي جين بينج للفوز بإعادة انتخابه، من خلال حث الصين على شراء المنتجات الزراعية من المزارعين في الولايات الرئيسية. ويضيف بولتون أن ترامب "لا يستطيع التمييز بين مصالحه الشخصية ومصالح البلاد".

لكن الولاء بالنسبة لترامب يجب أن يمضي دائمًا في اتجاه واحد: من الآخرين إليه. 

وفي كتابه "فريق الأفاعي"، يقول كليف سيمز المستشار الإعلامي السابق لترامب " لقد تركت علاقتي الشخصية بالرئيس تعميني عن الحقيقة الوحيدة التي لا تتجزأ والتي تنطبق على أي شخص لا يشاركه اسم العائلة: كنا جميعًا قابلين للاستغناء عنا".

وفي موضع آخر يقول سيمز "كل شيء كان شخصيًا بالنسبة لترامب، كل شيء. في الشئون الدولية، كان يعتقد أن علاقته الشخصية مع القادة الأجانب أكثر أهمية من المصالح المشتركة أو الجغرافيا السياسية."

ونبهت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أنه لا ينبغي لنا أن نغفل كيف أن هذه الإدانات غير المسبوقة تأتي من أولئك الذين عملوا بشكل وثيق مع ترامب، ومع أن انتقاد أحد أو بعض مساعدي رئيس أمريكي ما ليس حدثًا كبيرًا أو غير مسبوق في السياسة الأمريكية، فإن أحدًا من مساعدي الرؤساء السابقين لم يصل إلى وصف رئيسه بغير اللائق لتولي المنصب، أو إلى الدعوة لعدم انتخابه كما يحدث مع ترامب بشكل متكرر.

ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الأمريكي السابق جيم ماتيس قوله إن "دونالد ترامب هو أول رئيس في حياتي لا يحاول توحيد الشعب الأمريكي ولا يتظاهر بالمحاولة، وبدلا من ذلك يحاول التفرقة بيننا. إننا نشهد نتائج ثلاث سنوات من هذا الجهد المتعمد. إننا نشهد نتائج ثلاث سنوات بدون قيادة ناضجة".

وبسؤاله حول تعليق ماتيس، قال كبير موظفي البيت الأبيض السابق جون كيلي "أتفق معه"، ومضى إلى أبعد من ذلك مضيفًا "ترامب نرجسي لا يفهم المؤسسة العسكرية ولا يعبأ بشيء سوى مكاسبه السياسية، وهو غير مؤهل لتولي منصب الرئاسة".

وقال مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون "أرى أنه من الواضح جدًا أن دونالد ترامب ليس مؤهلًا ليكون رئيسًا. إنه ليس على مستوى المنصب.

وأعرب كبير موظفي وزارة الأمن الداخلي السابق مايلز تايلور عن قناعته بأن "الرئيس لم يكن مهيأ بشكل جيد ولن يصبح مهيأ للقيام بعمله بشكل فعال، والأسوأ من ذلك أنه كان يلحق الضرر بأمننا بشكل خطر". 

بل إن بعض مساعدي ترامب السابقين يذهب على اتهامه بالخيانة، فيقول المسئول السابق بمجلس الأمن القومي ألكسندر فيندمان إن ترامب "أحمق مفيد وعميل بدون قصد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وفي كتابه "الغضب" ينقل الصحفي الأمريكي الشهير بوب وودورد عن مدير المخابرات الوطنية السابق دان كوتس قوله "لا بد أن لدى بوتين دليل ما ضد ترامب" لأن هذا هو التفسير الوحيد لسلوك ترامب حيال روسيا، المتهمة بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.