الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكريات من طفولة أم كلثوم.. سوء تفاهم تسبب في كرهها للتعليم ولعبة غيرت موقفها| نوستالجيا

أم كلثوم
أم كلثوم

في كتاب بعنوان "أم كلثوم التي لا يعرفها أحد"، سلط الكاتب والصحفي المصري محمود عوض الضوء على ذكريات مراحل مختلفة في حياة كوكب الشرق أم كلثوم بداية من طفولتها مرورًا بدخولها عالم الغناء في سن مبكرة ومسيرتها الفنية الحافلة ونجاحاتها والتحديات التي واجهتها.

وفي الفصل الأول من الكتاب، تحت عنوان "سنوات السير على الأقدام"، والذي يستند فيه الكاتب على مذكرات كوكب الشرق تناول الكاتب مقتطفات من مرحلة طفولتها ودراستها في كتاب قريتها "طماي الزهايرة" في مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية.

ويروي المؤلف على لسان أم كلثوم أن والدها الشيخ إبراهيم البلتاجي كان في طفولتها إمام مسجد في القرية وكان راتبه آنذاك لا يكفي للإنفاق على أسرته، ولذلك فقد كان يقرأ القرآن في الموالد، لكن إجمالي دخله من عمله الأساسي والإضافي "لم يكن يتجاوز عشرين قرشًا"؛ واستطردت موضحة: "كان هذا المبلغ هو الذي يغطي كل شهر نفقات أسرة مكونة من أمي وأبي وأخي خالد وأنا.. ولا أعرف كيف كنا نعيش بهذا المبلغ البسيط، فإن صورة معيشتنا المتواضعة لا تعيش في ذاكرتي".


أم كلثوم وحلم الدراسة في كتاب قريتها:

أشارت أم كلثوم كذلك في مذكراتها إلى أنه من ضمن ذكريات الطفولة العالقة في ذهنها ملاحظتها لشقيقها الذي كان يحمل كتبًا وكراسات كل صباح ويذهب إلى الكتاب المواجه للبيت، وأضافت أنها ذهبت ذات يوم تبكي لوالدتها وتطلب منها إدخالها الكتاب، وظلت تلح على والدها بشأن ذلك الموضوع بعد أن ردت عليها والدتها بقولها إنها مازالت صغيرة في السن، وفي النهاية نفذ لها والدها رغبتها بعد أن تعب من إلحاحها، وأدخلها كتاب "سيدنا الشيخ عبد العزيز".

وعن تلك المرحلة قالت أم كلثوم إنها كانت تذهب كل صباح إلى الكتاب وتجلس في الفصل دون أن تتعلم أي شيء، لكنها رغم ذلك كانت سعيدة بدخولها الكتاب حتى وإن كانت في البداية "متفرجة"؛ وقد تحولت مع مرور الأيام من متفرجة إلى تلميذة بعد أن رأت زملاءها يكتبون ويقرأون، إلا أن سعادتها بهذه المرحلة الجديدة ما لبثت أن تبددت لدرجة أنها "كرهت التعليم وكرهت الشيخ عبد العزيز".

حلمها تحول إلى كابوس:

وروت القصة التي أدت إلى كرهها للدراسة بالكتاب قائلة إنه بعد أن أساءت إليها إحدى زميلاتها قررت الانتقام منها، لذا ذهبت قبل موعد بدء دخول التلاميذ للكتاب وفتحت الدرج الخاص بزميلتها وكسرت لوح الأردواز الذي تكتب عليه.

وتابعت: "فجأة دخل مفتش وزارة المعارف.. فقفزت من مقعدي وضربت له السلام.. وسأل المفتش عن الشيخ عبد العزيز فقلت له إنه لم يحضر بعد.. وحضر الشيخ بعد فترة ولما جاء قال له المفتش: ما شاء الله البنت الصغيرة تحضر في الميعاد وحضرتك تتأخر نصف ساعة"؛ وأضافت أن الشيخ ضاق بسبب اللوم الذي تلقاه وحملها المسئولية وراح "يضطهدها" حيث كان "في كل مناسبة يسأل السؤال ثم يتجه نحوي دائمًا ويقول ساخرًا: قومي جاوبي يا بنت يا فالحة"، وسط ضحك وسخرية زملائها.

وتسبب ذلك في كره أم كلثوم للذهاب إلى الكتاب "حتى لا تقع في قبضة الشيخ وأسئلته".

لكنها ذات يوم فوجئت بنبأ وفاة الشيخ عبد العزيز، ولم تصدق في البداية حتى أنها ذهبت إلى بيته ورأت دموع زوجته ووالدته وابنته؛ وظنت آنذاك أن "عصر الذهاب إلى الكتاب قد انتهى ولن يعود" بعد إغلاق كتاب الشيخ الراحل، لكن والدها نقلها وشقيقها إلى كتاب آخر يبعد عن قريتها حوالي 3 كيلو مترات، وهو كتاب عزبة "الحوال" بالسنبلاوين، وكانت تقطع كل يوم مسافة 6 كيلو مترات تقريبًا سيرًا على الأقدام ذهابًا وإيابًا برفقة شقيقها وأحد الأقارب وصبي من قرية مجاورة.


لعبة "كرسي السلطان" غيرت موقفها بشأن الدراسة في الكتاب:

بدأت أم كلثوم بعد ذلك تحب الدراسة في الكتاب من جديد لسببين أولهما أنها كانت تلعب برفقة شقيقها وأقرانهما معًا لعبة "كرسي السلطان" أثناء عودتهم من الكتاب يوميًا، بحيث كان كل ثلاثة يحملون الرابع من عمود تليفون إلى عمود تليفون، وقد أحبت تلك اللعبة، حتى أنها سردت في مذكراتها "بدأت أحب الكتاب من جديد لأنني كنت أحب لعبة كرسي السلطان".

وأشارت إلى أن مقاومتها للتعليم بدأت تتكسر في تلك الأوقات، خاصة وأن فقيه الكتاب الجديد وأولاده لم يكونوا "يضطهدونها" كحال الشيخ عبد العزيز، ولم تتعرض للسخرية هناك، ومن ثم بدأت تحب أساتذتها، وأكدت أن حبها لأساتذتها جعلها تحب التعليم والذهاب إلى الكتاب.