الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماما قصت لي شعري عشان روحتلها بـ 35 جنيه بس.. صدى البلد مع صغار المُتسولين بسوهاج.. شاهد

احدى المتسولات مع
احدى المتسولات مع مراسلة صدى البلد

وأنت تتجول بشوارع مدينة ناصر في محافظة سوهاج يمكن أن ترى فتاة ابتسامتها تُشبه ابتسامة طفلك الذي تركته بالبيت وذهبت إلى عملك، طفلة نظراتها تخطف قلبك ببراءتها.


تقتلك دموعها وهي تحاول لمس مشاعرك ومُخاطبة إحساسك كي تعطف عليها وتعطيها مما أعطاك الله من مال، تجلس على جانب الطريق وترتدي ملابس مُهترءة من كثرة الجلوس بها في شوارع المحافظة.


صغيرة على مواجهة الدنيا والدخول معها في تلك المعارك التي يتهرب من مواجهتها الكثير منا، ولكنها ولدت في أسرة لا يعرف أفرادها شيئًا عن الرحمة بهؤلاء الصغار، وكان همهم الأول هو المال دون أن يتعبوا في الإتيان به.


اقرأ أيضًا:

زحام وتدافع على السيارات بموقف طهطا - سوهاج.. والأهالي يُناشدون بسرعة التدخل


قالت الطفلة التي ما زالت في العقد الأول من عمرها، إنها تأتي من مدينة أخميم يوميًا إلى مدينة ناصر بمحافظة سوهاج، لتمارس مهنة الشحاذة وتستعطف المارة كي يضعوا أيديهم في جيوبهم ويعطونها من أموالهم، ما يجعلها تستطيع أن تعود إلى منزلها ليلًا ولا تنام بالشارع خوفًا من والدتها.


"ماما قالت لي مرجعش البيت لو مجمعتش 100 جنيه أو أكتر في اليوم ومفيش ناس كتير بتقدرني وبصعب عليها.. أنا نفسي أرتاح من اللي أنا فيه بس نار بيتنا أحسن من جنة الشارع"، بهذه الكلمات أخذت الطفلة ذات الـ 8 ربيعًا، تتحدث لـ"صدى البلد" عن ما تُعانيه في يومها.


كادت الصغيرة أن تنهمر في البكاء من كثرة ضغطها النفسي، فكيف لأم أن تفعل ذلك في ابنتها، أهكذا أصبحت الأمومة في عشرينات القرن الـ 21؟


تُفزع الطفلة من كلمات والدتها التي تُردد دائمًا في أذنيها، "لو جيتي بأقل من 100 جنيه هنيمك جعانة في أرض الحمام وهي غرقانة مياه يكش تتعبي وتموتي"، فيدق قلبها مُرتجفًا كلما تخيلت الموقف الذي يمكن أن تعيشه ليلة ما بسبب قلة حصولها على المال من المارة.


فقررت الصغيرة أن تذهب داخل العمائر وتصعد لجميع الطوابق وتدق على باب كل شقة وتطلب من السكان بعض الأموال وتسألهم أن يعطوها مما أعطاهم الله من خيرات ونعيم.


فهناك من ينهرها، وآخرون يخشون أن تكون سارقة وتُريد التمكن من سرقتهم ولا ينخدعون بملامحها الطفولية البريئة، وهناك من يلين قلبه لها ويمد يد العون لها بقدر استطاعته.


تنطق الصغيرة في نهاية حديثها مع "صدى البلد" كلماتها التي ظهرت عليها نبرة حزن شديدة لا تستطيع أذناك أن تسمعها من أي طفل يُماثلها في العمر، فهي تُشبه الزهرة التي نبتت ومنذ نبتتها قُطفت، قائلة: "أنا كان شعري طويل وجميل وماما قصتهولي عشان روحت في يوم بـ 35 جنيه بس وأنا نفسي يطول زي ما كان تاني".