دائما نظلم الحيوانات وليتنا نتعلم منها الوفاء . قالت لي صديقتي كان عندي جاموسة اشتريتها وهي صغيرة جدا وقمت بتربيتها . كنت اذهب لاطعمها بنفسي رغم أنه يوجد شخص مسئول عنها . وكنت أحكي معها. وكنت أقوم بغسلها واربت على رأسها وكانت تعرفني حتى من بعيد. كانت تنتظر أن أظهر لها في الشرفة في الصباح فكانت تأتي إلىّ وهي فرحه جدا .
وكانت عندما تراني اركب السيارة من بعيد تلهو. وتتنطط مثل الاطفال . كنت أحبها جدا وأطلقت عليها اسم ( انوس ) .
وعندما أصبحت عشر. وأثناء الولادة حصل لها هبوط رحمي واحضرت لها طبيبا بيطريا ودفعت له ألف جنيه. ( كان ذلك في بداية الألفية الثانية ) عندما كانت الألف تساوي عشرة آلاف بسعر الآن . ولكنها بعد ذلك مرضت. وقالي لي الطبيب سوف تموت . فما استطعت أن أراها تموت أمامي . فأرسلت بها لمكان لتموت بعيدا .
وحزنت لفراقها ولن انسى ابدا عند وقت ذهابها نظرت إلى ّ طويلا. ونظرت إلى البقرة الصغيرة ابنتها وأقسمت أنها رأتها تبكي والدموع تنزل من عينيها .فقد كانت توصيني عليها . وكانت تودعها وتودعني. ثم مضت وماتت بعيدا قالت كانت البقرة الصغيرة لا تجد من يرضعها . فكنت اشتري لها الحليب واشتريت ببرونة أطفال .وكنت أقوم بارضاعها بنفسي حتى استطاعت الأكل .
ولكنني ما أحببت الاحتفاظ بها كي لا اتعلق بها . وعهدت إلى أسرة بعيدة ان ترعاها على أن ياتوني فقط بالحليب منها . الغريب أن الحيوان يتألم ويحب ويكره. ويشعر كما نشعر ولا يؤذي إلا من يؤذيه ولا يأكل إلا حين يجوع . بعكس نحن البشر. إذا أكلنا لا نشبع ولا يهمنا الإعتداء على حقوق الآخرين . ولا نلقى بالا لأذيتهم .
و كثير منا عندما يجد شخصا سييء الخلق جاف الطباع يصفه بالحيوان على أساس أن الحيوان لا عقل له ولا مشاعر .
وكثيرون عندما يصفون الأنذال من البشر يصفونهم بالكلاب . رغم أن الكلاب لا يمكن أن تخون . وأن الكلب طابعه الوفاء ويموت من أجل الدفاع عن صاحبه . . تحية لصديقتي الجميلة على قصتها الرائعة والتي ذكرتني عندما كان اخوتي يربون قط أو قطة وتموت .
كان المنزل يتحول إلى محزنة من امي ومنهم لمدة أيام . و أذكر يوما ما اتصلت بي صديقتي الإنجليزية من سلطنة عمان مخصوص لتخبرني أن الكلبة جاكي ماتت وأنها وأولادها في منتهى الحزن . دائما شعور التآلف بين البشر والحيوان موجود وأن كان قلة منهم .
و لكن ياليت نتعلم منه التآلف بين البشر وبعضهم البعض . نتعلم كيف نعطف وكيف نشعر بالغير .