الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحب العذري.. مي زيادة وجبران خليل قصة لم يكتب لها اللقاء

مي زيادة و جبران
مي زيادة و جبران خليل جبران

71 سنة تمر اليوم على وفاة الأديبة والشاعرة مي زيادة ، والتي اشتهرت بعلاقتها العاطفية مع الشاعر جبران خليل جبران ، فبعد انتقال مي زيادة وأسرتها إلى مصر، بدأت في مجال الصحافة بعد أن قام والدها بإنشاء صحيفة المحروسة ، ثم بدأت في التعمق في مجال الشعر والأدب وكتابة الأشعار حتى حققت اسم كبير في الوطن العربي . 

وُلدت مي زيادة لأب لبناني ماروني وأم فلسطينية من الناصرة عام 1886، وانتقلت الأسرة للعيش في القاهرة 1908 ، وهنا أنشأت صالون أدبي يجمع كثير من أسماء العشراء والأدباء في عصرها منهم طه حسين وخليل مطران وأحمد لطفي السيد وأنطوان الجميل وعباس العقاد وغيرهم العديد، وتحديدًا في عام 1912.

" إني أخاف من الحب كثيرًا لكن القليل من الحب لا يرضيني " .. هكذا وصفت مي زيادة الحب من وجهة نظرها و قلبها ، فقد جمعتها علاقة عاطفية بالشاعر جبران خليل جبران ، والذي وصف هذا الحب بـ " الحب العذري" ، فكانت مي تعيش في مصر، وجبران يعيش في الولايات المتحدة ، فلم يتلقي الثنائي معًا مرة واحدة ، لكن عاشا طيلة سنوات على الرسائل المكتوبة فقط حتى انتهت بوفاة جبران . 

بدأت شرارة الحب بين مي زيادة وجبران خليل جبران بعد قراءتها لقصة الأجنحة المتكسرة التي نشرها عام 1920، حيث أرسلت له مي برسالة تُعرب فيها عن إعجابها بهذا النتاج الأدبي، لتتوالى بعدها الرسائل الورقية بينهما والتي حملت في طياتها مشاعر الحب والإعجاب بين الطرفين رغم أنهما لم يلتقيا ولو مرة واحدة . 

أجمع جبران رسائله لمي زيادة في كتاب أسماه الشعلة الزرقاء، وضم هذا الكتاب 37 رسالة كتبها جبران لمي، وأرسلت مي له رسالة تعبر فيها عن رأيها بقصة الأجنحة المتكسرة ، قائلة :" إنّنا لا نَتفق في مَوضوع الزّواج يا جُبران. أنا أحترمُ أفكارَك وأجلُ مَبادئك، لِأنني أعرِفُك صادِقًا في تَعزيزها، مُخلصًا في الدِّفاع عَنها، وكُلُها تَرمي إلى مَقاصِدَ شَريفة. وأُشاركك أيضًا في المَبدأ الأساسيّ القائِل بِحرية المَرأة، فكالرجل يَجبُ أن تَكون المرأة مُطلقة الحُريّة في انتِخاب زَوجها من بَين الشُّبان، تابِعة بذلك مُيولَها وإلهاماتِها الشّخصية، لا مَكيفة حَياتها في القالِب الّذي اختارَهُ لَها الجيرانُ والمَعارف".

عام 1930 توفي جبران خليل جبران وكانت بمثابة صدمة كبرى لمي زيادة، وكان قبله توفي والدها ثم والدتها ، فعاشت 4 سنوات صعبة منذ 1982 وحتى 1932، وبعدها تدهورت حالتها الصحية وعادت مي زيادة إلى لبنان، ثم عادت للقاهرة وتوفيت في 17 أكتوبر عام 1941، بمستشفى المعادي.