الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ناجورنو كاراباخ الذي زرته 2009!!


هل أحد يعرف حكاية ناجورنو كاراباخ؟ وهل أحد يعلم سبب الحرب الدائرة الآن بين أرمينيا وأذربيجان، والتي تتصدر أخبار الصحف ووسائل الإعلام  والمواقع الإليكترونية؟  

هل أحد يعلم أين يقع إقليم ناجورنو كاراباخ على الخريطة؟

بالنظر إلى خريطة العالم، سنعرف أنه يقع تحديدًا في  منطقة جنوب آسيا بين حدود روسيا وجورجيا وتركيا وإيران وبحر قزوين، وسنرى أن جمهوريتي  أذربيجان وأرمينيا بالرغم من أنهما متجاورتين، إلا أن أذربيجان تطل على بحر قزوين، في حين لا تحظى أرمينيا بأى سواحل.

في السابق، كلتا الجمهوريتين كانتا تحت حكم الاتحاد السوفيتي القديم، إلا أنهما حصلا على الاستقلال بعد تفتت الاتحاد عام 1991.. وقامت أذربيجان بضم إقليم إقليم ناجورنو كاراباخ، داخل أراضيها، والذي تسكن الجالية الأرمينية، غالبيته!

وهذا الاحتكاك خلق مشكلة من ذلك الحين، مزمنة التهبت واستعرت بينهما، بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وقد أعيد إشعال الأمر، بعد أن صوَّت برلمان الإقليم  (ناجورنو كاراباخ) لمصلحة الانضمام لأرمينيا.

إن خطورة المعارك الجارية الآن بين أرمينيا و أذربيجان لا تكمن فقط في أنها الأعنف، ولكن لأنها تقع في منطقة القوقاز التي تمر فيها خطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى أوروبا (عبر مضيق جيهان).

في اعتقادي، ومن خلال زيارتي للإقليم، أن ما يلهب الصراع اليوم بشكل أعنف، هو التدخل التركي السافر لدعم أذربيجان بالخبراء العسكريين ومدهم بالمقاتلات الحربية والطائرات المسيِّرة فضلًا عن دفعها بآلاف المرتزقة السوريين.

مع الأسف، إذا بحثنا الآن عن أي مناطق للصراع، سنجد أن ورائها، أردوغان، الذي هو دُمية في يد الأمريكان، يحركونه كالشطرنج، هنا وهناك، لإشعال الفتن، ظنًَّا منه أنه سيحصل على دولة الخلافة العثمانية، بعجرفته وطول لسانه.. فأردوغان يتحدث كعادته بلهجة السلطان العثماني، متحدثًا عن الوقوف بجانب أذربيجان الصديقة والشقيقة بكل إمكانياته، في الوقت الذي تدعو فيه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والعالم كله إلى وقف القتال، بل والتحذير من تصعيده.

سأرفق لكم حديثي مع وزير الخارجية الأرميني حين التقيت معه في لقاءٍ خاص للأهرام في 2009، وسترون ردود أفعاله، حيال إقليم كاراباخ... في ذلك الوقت كان وزير خارجية أرمينيا هو: إدوارد نالبانديان عقب زيارة من الرئيس التركي، عبد الله جول (آنذاك).. ولعل هذا الحوار يمنحكم نبذة عن الوضع في إقليم ناجورنو كاراباخ!!                                        

رسالة أرمينيا: ريهام مازن

وفي تصريحات للأهرام العربي، أثناء زيارة خاصة لوزارة الخارجية الأرمينية، قام بها وفد الصحفيين المعنيين بشئون الإتحاد الأوروبي، قال نالبانديان، عن النزاع حول إقليم ناجورنو كاراباخ: "مجموعة المنسك (والتي تتكون من الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا) تلعب دور الوسيط، لحل النزاع حول كاراباخ، الإقليم المتنازع حوله، وهم المعنيين الرئيسيين بهذا الأمر، وقد قطعوا شوطًا في النزاع، الذي استمر طويلًا"

ووصف وزير الخارجية الدور الذي تقوم به كل من هذه الدول في المجموعة، فرنسا والولايات وروسيا، بأنه دور إسهامي بشكل أيحابي في الحل بين أرمينيا وأذربيجان، فكل واحد في المجموعة يحاول أن يلعب دور أكثر فعالية خاصةً من الناحية الإقتصادية، وكل من فرنسا وأمريكا، لهما دور هام، في هذا الشأن.

وأشار إلى أن الوثيقة التي تقدم بها الوسطاء في مدريد عام 2007، حول النزاع في ناجورنو كاراباخ، وتبنتها أرمينيا، كمبدأ أساسي للمفاوضات، كانت قد عارضتها ورفضتها أذربيجان، بل و تنكرت لوجودها.

وقال نالبانديان إن أذربيجان قد تقدمت بوثيقة أخرى باقتراح للأمم المتحدة في مارس عام 2008، بشأن حل للنزاع بشكل عام، إلا أن هذا الاقتراح قوبل بالرفض، من قبل المنسك، ووصفته المجموعة بأنه اقتراح غير بنَّاء، فالوثيقة تقبل بمبدأ واحد من القانون العام، وليس بشكل كلي، وهو مبدأ احترام سيادة الأراضي، وهذا الاقتراح لم توافق عليه معظم أعضاء الأمم المتحدة.

 وردًا على ما يتردد حول أن مشكلة الصراع، أساسها ديني، رفض وزير خارجية أرمينيا أن يُرجع الصراع في إقليم كاراباخ، إلى خلفية دينية، وأشار إلى أن أذربيجان هي التي تحاول أن تصور النزاع، على أنه ديني، لمحاولة تحريك المجتمع الإسلامي في هذا الإطار.. وفسر هذه الخطوة من قبل أذربيجان، بأنها للإعلام و"البروباجاندا" فقط.

وقد أشار وزير الخارجية، إلى أن أذربيجان قد أكثرت من ميزانيتها العسكرية بعشر مرات، بحيث وصلت في مدة خمس سنوات، إلى مليارين و300 مليون دولار.. وبذلك تكون أذربيجان قد خرقت كل العهود في أوروبا.

واختتم نالبانديان حواره مع الأهرام، بأن أرمينيا، تقول دائمًا إنه لا بديل عن السلام.. لأن أي حرب في هذه المنطقة ليس خطوة لحل النزاع، وقد شاهدنا الصراع في جورجيا، الصيف الماضي، ورأينا أن القوة العسكرية لا تحل المشاكل.. "والعنف دائمًا لا يولد إلا عنفا".

وهنا انتهى حواري مع وزير خارجية أرمينيا.

 

من قلبي: إذا كانت مصر تدعو إلى وقف القتال، فهذا لا ينفي تفهمنا رسميًا وشعبيًا للقضية الأرمينية، والتي يبررها أيضًا وجود الأرمن المصريين الذين يشكلون جزءًا حيًا ورائعًا من النسيج الوطني المصري.

من كل قلبي: للتذكرة فقط، إن قضية إبادة الأرمن الشنيعة والشائنة، والتي تدينها كل الأعراف السماوية والدنيوية، ستظل تلاحق تركيا إلى الأبد، كما أتمنى أن تتبني الدولة المصرية لهذه القضية، حفاظًا على مشاعر ما تبقى من جاليتها المصرية الأرمينية، هنا أو هناك والتي جاءت إلى مصر في أعقاب الإبادة الجماعية.

#تحيا_مصر #تحيا_مصر #تحيا_مصر.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط