الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالضربة الدبلوماسية اليونان تفصح أخيرا عن خطها الأحمر في وجه أردوغان: لن نسمح للأتراك بالبعث بـ مياهنا الإقليمية.. ومصر درع الحماية بـ المتوسط.. وقبرص: قدمنا مع القاهرة أقوى تحذير لتركيا

حرب دبلوماسية بين
حرب دبلوماسية بين أنقرة وأثينا

- "فايننشال ميرور": قمة زعماء مصر وقبرص واليونان رسالة قوية لأنقرة 
كاثيميريني: اليونان في ثورة دبلوماسية لكبح العدوان من إسطنبول
- أثينا: لن نسمح لتركيا بأي حفر في هذه المنطقة البحرية
- تركيا تتراجع عن لغة التصعيد وتقول إنها مستعدة لحل الخلاف بالحوار
- سفينة أبحاث أردوغان تصل أقرب نقطة قبالة جزيرة كاستيلوريزو

تخطط اليونان للاستثمار في حملة مكثفة من المبادرات الدبلوماسية في محاولة لاحتواء العدوانية التركية التي يحركها النظام التركي ورئيسه رجب طيب أردوغان في المنطقة، وفق ما أفادت به صحيفة  "كاثيميريني" اليونانية.

قالت مصادر للصحيفة، إن وزارة الخارجية اليونانية دانت دور تركيا في زعزعة الاستقرار في سلسلة من الرسائل الموجهة لأطراف عدة بالعالم، من بين أمور أخرى، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ومنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، والدول الأوروبية منفردة.

مصر درع حماية
وتأخذ اليونان اتفاقها مع مصر كدرع حماية لها أمام الهجمة التركية الهوجاء، حيث وافق الرئيس عبدالفتاح السيسي، على الاتفاق الموقع بين الحكومة المصرية والحكومة اليونانية حول تعيين المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين الموقع بتاريخ 6 أغسطس 2020، وتهدف هذه الخطوة إلى تنسيق جهود الاستفادة من موارد منطقة شرق البحر المتوسط، وقطع الطريق أمام الأطماع التركية في سلب غاز منطقة شرق المتوسط، وفقا لمراقبين.

وينص الاتفاق الذي نشرت تفاصيله الجريدة الرسمية في مصر، أن الاتفاق المصري اليوناني ينشئ تعيينا جزئيا للحدود البحرية بين الطرفين، على أن يتم استكمال تعيين هذه الحدود، حيثما كان ذلك مناسبا، من خلال المشاورات بين الطرفين وفقا للقانون الدولي.

ووفقا للجريدة الرسمية، على أي طرف إبلاغ الطرف الثاني إذا انخرط في مفاوضات تهدف إلى تعيين منطقته الاقتصادية الخالصة مع دولة ثالثة.

قمة نيقوسيا
وفي هذا الإطار،  شددت قبرص، اليوم الثلاثاء، على أهمية القمة المقرر عقدها، غدا الأربعاء في نيقوسيا، مع مصر واليونان نظرا لتزامنها مع استفزازات تركيا التى تؤثر على الأمن الإقليمي.

ووفقا لـ "فايننشال ميرور"، تعتزم قمة زعماء مصر وقبرص واليونان، غدا، إرسال رسالة قوية من نيقوسيا عن تحالف إقليمي يعمل من أجل الاستقرار بينما تسير تركيا في الاتجاه المعاكس.

ذكر بانايوتيس سينتوناس، نائب المتحدث باسم الحكومة القبرصية، أن تصميم الدول الثلاث على العمل معا على الجبهة السياسية والاقتصادية سيتم التأكيد عليه.

وقال سينتوناس إن القمة تكتسب "أهمية خاصة" لأنها تعقد في وقت "أفعال واستفزازات تركية تؤثر على الأمن الإقليمي الأوسع" للدول الثلاث.

إنذار يوناني
وتأكيدًا على حقها، أكدت اليونان على إنها لن نسمح لتركيا بأن تستمر في الحفر في المنطقة البحرية التي تقوم بالتنقيب فيها، معتبرة إن الأمر لم يعد من الممكن السكوت عنه.

وذكرت الحكومة اليونانية إنها لن تتخلى لتركيا عن خطها الأحمر في مياهها الإقليمية، وهي اللهجة والحملة اليونانية الشرسة التي يبدو أنها آتت أكلها في تراجع تركيا عن لغة التصعيد لتقول إنها مستعدة لحل الخلاف بالحوار مع اليونان.

هل تتراجع تركيا؟
وتراجعت تركيا، اليوم الثلاثاء، عن موقفها بشأن التصعيد في شرق المتوسط، معربة عن استعدادها لحل الخلاف من خلال الحوار مع اليونان.

ووفقا لشبكة "تي أر تي" التركية، قال وزير الدفاع التركي، اليوم الثلاثاء "نوافق على المحادثات الاستكشافية وحل الخلافات بالحوار مع اليونان، لكن على الجميع أن يدرك بأننا لن نرضخ لأي أمر واقع".

ردع تركيا بحملة دبلوماسية مكبرة 
وطلبت اليونان من المفوضية الأوروبية النظر في تعليق اتفاقية الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي ، وذلك ضمن حملة دبلوماسية كبيرة لردع تركيا، وفق ما أفادت به صحف يونانية.

وحسبما ذكرت وكالة الأنباء الحكومية الثلاثاء ، نقلًا عن مصادر دبلوماسية، فإن الطلب اليوناني يأتي ردًا على "الاستفزازات المستمرة" من جانب أنقرة .

في رسالة إلى رئيس  المنظمة  الأوروبية ، أوليفر فارهيلي ، قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس ، إن المفوضية يجب أن تنظر في التعليق الكامل للاتحاد الجمركي "كرسالة رفض لسلوك تركيا غير القانوني المستمر" ضد الاتحاد الأوروبي .

وذكر أيضًا أن تركيا تواصل انتهاكها من جانب واحد للاتحاد الجمركي بينها وبين الاتحاد الأوروبي من خلال اعتماد تعريفات غير متوقعة ، بالإضافة إلى تدابير تشريعية وغير ذلك.

 ودعا المفوضية الأوروبية إلى النظر على الفور في اعتماد مزيد من الإجراءات الأشد بحق التجاوزات التركية.


ردع تركيا بوقف إمدادت السلاح
كما و دعا وزير الخارجية اليوناني، نيكوس ديندياس، ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا، الثلاثاء، إلى تعليق تصدير المعدات العسكرية إلى تركيا في رسائل بعث بها إلى نظرائه. 

في رسائله إلى نظيره الألماني هيكو ماس، وأرانشا جونزاليس لايا الإسباني، والإيطالي لويجي دي مايو، أشار ديندياس إلى "الأعمال الاستفزازية الأخيرة" التي قامت بها تركيا ، والتي يقول إنها تهدف إلى خلق أمر واقع في بحر إيجة وشرق البحر الأبيض المتوسط ​​من خلال الوسائل العسكرية. 

واستشهد ديندياس بقرار المجلس الأوروبي الأخير الذي تضمن التزام الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتعليق تصدير المعدات العسكرية إلى دول ثالثة تستخدم المعدات لأعمال عدوانية أو لإحداث زعزعة إقليمية، كما هو الحال مع تركيا.

ودعا الوزير اليوناني في رسالته إلى ماس على وجه الخصوص، إلى عدم إصدار تصاريح لتصدير الغواصات والفرقاطات والطائرات أو العربات المدرعة إلى تركيا.

رسائل يونانية للعالم
وأطلقت وزارة الخارجية اليونانية، وابلًا من المبادرات الدبلوماسية، حيث وجهت رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش تستنكر فيها أعمال تركيا المزعزعة للاستقرار.

ورسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ، تم فيها ، بالإضافة إلى إحاطة إعلامية عن آخر التطورات في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​، التأكيد على أن السلوك التركي لا ينتهك قواعد السلوك الأساسية لدولة حليفة فحسب ، بل يخلق أيضًا خطر زعزعة استقرار الجناح الجنوبي الشرقي لحلف شمال الأطلسي ويتعارض مع أحكام اتفاقية التعاون الدفاعي المشترك بين اليونان والولايات المتحدة.

و رسالة إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل بشأن الجنوح التركي ، والتي تؤكد على حق اليونان الأساسي في الاحتجاج بالمادة 42.7 من معاهدة الاتحاد الأوروبي (بند الدفاع المتبادل).

وكذلك تقرير إلى منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) عن الإعلان غير القانوني عن توسيع المنطقة التركية لمسؤولية البحث والإنقاذ ، والتي تتداخل مع مناطق السيادة والولاية اليونانية ، والتي لا تسفر بالتالي عن نتائج قانونية وفي الوقت نفسه لا يعمل على حماية حياة الإنسان.

الردع الأمريكي يقترب
وفي بادرة على اقتراب الردع الأمريكي واحتمالية فرض عقوبات أمريكية لاتتهاود مع الاعتداءات التركية، ومع كثرة فتح القضية في الكونجرس يتأكد الحسم الأمريكي ضد تركيا ، كمثل ما حدث قبل أيام قليلة، حيث شن كبير الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، سيناتور روبرت مينينديز، هجوما حادا على تركيا والرئيس التركي رجب طيب أوردوغان، بعد تشغيلها نظام الصواريخ الروسي إس-400 ، قائلا إن أردوغان "تردعه الأفعال فقط"، داعيا إلى فرض عقوبات مشددة على أنقرة.

وقال سيناتور مينينديز، في بيان: "الاختبار الذي أجرته تركيا لنظام الدفاع الجوي الروسي الصنع إس-400 هو تذكير صارخ بأن أنقرة لم تردعها مناشدات بسيطة من إدارة ترمب.. أردوغان لا يردعه إلا الأفعال وليس الأقوال".

وتابع: "في يوليو 2019، تسلمت تركيا منظومة إس-400 في انتهاك واضح للعقوبات الأميركية التي فرضها قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال قانون العقوبات. لقد تجاهلت إدارة ترمب القانون، وأضعفت يدنا ضد بوتين كما شجعت أردوغان مما أدى إلى اختبار الصاروخ اليوم".


أوروتش ريس
وسبق وإن ذكرت صحيفة كاثيميريني اليونانية أن سفينة المسح الزلزالي التركية ، أوروتش ريس ، تقترب من جزيرة كاستيلوريزو اليونانية ، في خطوة تهدد بتصعيد التوترات السياسية والعسكرية مع اليونان.

وقال كاثيميريني إن السفينة شوهدت على بعد 33 كيلومترا من كاستيلوريزو في وقت سابق من صباح اليوم وكان من المتوقع أن تكون على بعد 22 كيلومترا من الجزيرة في حوالي الظهيرة بالتوقيت المحلي ، إذا استمرت في مسارها بالسرعة المسجلة. وأضافت أن جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها كان مغلقا.

تم اكتشاف السفينة أوروتش ريس Oruç Reis آخر مرة على بعد أكثر من 50 كيلومترًا من جزيرة كاستيلوريزو  Kastellorizo، التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من الساحل الجنوبي لتركيا، خلال الساعات الأولى من يوم الثلاثاء ، وفقًا لموقع marinetraffic.com. 

لكن سفينتي الإمداد ، جنكيز هان وأتمان ، اللتين تم تشغيل أجهزة الإرسال الخاصة بهما ، كانتا أقرب إلى الجزيرة حتى منتصف الصباح.