الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاش هنا يوثق معركة الإمام سيد طنطاوى لحظر النقاب بالأزهر.. وكواليس إنقاذه منصب مفتى الجمهورية من الإلغاء

محمد سيد طنطاوى
محمد سيد طنطاوى

فى محافظة القاهرة وتحديدا فى شارع الشيخ سيد طنطاوي فيلا 119 التجمع الخامس – الحى الأول - المنطقة الأولى، عاش الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر ومفتى الديار المصرية الراحل، الذي وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله من خلال وضع لافتة على باب العقار توضح تاريخ الميلاد: 28 /10 /1928، مكان الميلاد: قرية سليم - الشرقية، وتاريخ الوفاة: 10 /03 /2010 مكان الوفاة: جدة - المملكة العربية السعودية.

 

يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانين والسينمائيين وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.

 

ولد سيد طنطاوي بقرية سليم الشرقية في محافظة سوهاج في 28 أكتوبر عام 1928.. حصل على الدكتوراه في الحديث والتفسير العام 1966م بتقدير ممتاز، وعمل كمدرس في كلية أصول الدين، ثم انتدب للتدريس في ليبيا لمدة 4 سنوات، كما عمل فى المدينة المنورة كعميد لكلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، وعين مفتيا للديار المصرية في28 أكتوبر 1986م، كما عيّن شيخا للجامع للأزهر في 27 مارس 1996م.

 

أصدر "التفسير الوسيط للقرآن الكريم" في خمسة عشرة مجلدًا، و"القصة في القرآن الكريم" "مجلدان"، واهتماما بالمرأة أصدر "المرأة في الإسلام"، و "كلمة عن تنظيم الأسرة"، وحول الأحكام الشرعية ألف: "الاجتهاد في الأحكام الشرعية"، "معاملات البنوك وأحكامها الشرعية"، و"فتاوي شرعية"، -وعن القرآن الكريم "حديث القرآن عن العواطف الإنسانية"، وتعرض للقضايا الإنسانية منها "الشائعات الكاذبة وكيف حاربها الإسلام"، كما ألف "الفقه الميسر"، "تحديد المفاهيم"، و"أدب الحوار في الإسلام"، وغيرها من المؤلفات الدينية.

 

من بين أبرز المواقف التي انتقد فيها الإمام الراحل، هي معارضته للنقاب بالمعاهد الأزهرية، حيث واجه سهاما من النقد، لاسيما من أنصار السلفيين، إلا أن مجمع البحوث الإسلامية ساند شيخ الأزهر في موقفه، وأيده رسميا في قرار حظر النقاب داخل فصول المعاهد الأزهرية، وقاعات الامتحانات، والمدن الجامعية التابعة للأزهر.

 

وعن تنصيبه مفتيا للجمهورية، قال رحمه الله إنه فوجئ باتصال من الشيخ جاد الحق يطلب حضوره، فلما حضر أخبره بخلو وظيفة وكيل الأزهر وأنه يريد ترشيحه لها، فاستبشر وشكره على ذلك وبينما هو فى انتظار ما ستؤول إليه الأمور وبعد مرور أسبوع من الاتصال الأول، كان الاتصال الثاني الذي تبعه مفاجأة ألا وهي منصب الإفتاء.

 

وعن كيفية استقباله الخبر، قال فى تصريحات صحفية سابقة  "والله أنا لا أعرف أين دار الإفتاء.. أنا خريج أصول دين وفي السلك الجامعي وجرت العادة أن المفتي الذي توفي من كلية الشريعة والذي قبله من كلية الشريعة وهو من كلية الشريعة وكل المفتين منذ 70-80 سنة كلهم من كلية الشريعة "، مضيفا "ليس تخصصي، أنا مدرس تفسير ولست مدرس فقه، والمفتي يكون من خريجي كلية الشريعة لأنه يجب أن يكون ملما بالأحوال الفقهية وأنا لم آخذ الفقه إلا في المرحلة الإبتدائية والثانوية كلية أصول الدين تخصصها تفسير وحديث وفلسفة وعقيدة وتاريخ وهكذا".

 

وتابع قوله: "كل هذه التبريرات لم تغير شيئا وانتهى الأمر إلى أنه قال له الشيخ جاد الحق "سأعطيك 24 ساعة لتفكر".. فقال له "يا مولانا بدل أن تعطيني 24 ساعة، اسمح لي من الآن. أنا أعتذر.. لا أستطيع. أنا عميد لكلية ولا أشعر أنى كفء لهذه الوظيفة" ومع كل ذلك طلب منه الحضور في الغد فذهب إليه فأطلعه على أنه عرض هذه الوظيفة على عدد من الأساتذة خريجي كلية الشريعة ولكنهم اعتذروا.

 

وأضاف "إن الإفتاء أمانة في رقبة العلماء وإن لم تقبل ربما تلغى هذه الوظيفة لإشكالات معينة" أطلعه على جانب منها فما كان من الإمام - رحمه الله- إلا أن قال له "يا أستاذنا مادام الأمر كذلك وما دامت المسألة لخدمة الدين، أنا أستعين بالله وأقبل".

 

يُذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.