الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مولد النبي في السودان.. دفوف وقرع طبول ورقص الخيول على مديح الرسول.. صور

صدى البلد

قبل مولد النبي بأيام، تصاحب علياء أحمد، سودانية الأصل، في أوقات العصر، أسرتها  إلى "الزفة"، وهي إحدى العادات والطقوس السودانية للاستعداد لذكرى مولد النبي التي توافق اليوم، الخميس، وشراء الحلويات التي تشمل حلوى "الليكوم" و"الحمصية" و"السمسمية" و"عروسة المولد" للاحتفال بمولد النبي في أجواء صوفية تصاحبها الروحانيات العالية وسط مدح وذكر الله.



ترى "علياء" خلال سيرها في الميادين والشوارع مجموعات من الطرق الصوفية السودانية التي تنصب الخيام للبدء في الاستعداد لمولد النبي، متغنين بالابتهالات والتراتيل الدينية لمدح رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.



وبحسب حديث علياء أحمد، من مدينة الخرطوم عاصمة السودان، والطالبة بكلية الإعلام، لـ "صدى البلد"، يتمثل أصحاب الطرق  الصوفية في السوادن في جماعة "البرهامية" و"السمانية" وغيرها من الطرق الأخرى، التي تبيت في الخيم المنصوبة بالميادين وسط أجواء صوفية مميزة من قرع الطبول والعزف على "النوبية"، وهي آلة موسيقية سودانية تعزف أعلى إيقاع مميز، وذلك وسط مديح مشايخ الطرق للرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، في حين يسير محبو أهل البيت وراءهم مرددين المديح الذي يتغنى به المشايخ في حب الله ورسوله.



في بعض الأحيان، يسير أصحاب الطرق الصوفية وأتباعهم من المحتفلين بمولد النبي، من شرق النيل حتى "الخرطوم"، وسط مجموعات تبتهل بالأناشيد الدينية والمديح على رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، وبعد وصولهم إلى أحد ميادين العاصمة السودانية تنصب المجموعات الصوفية الخيم ويبدأون حلقات الذكرى على المولى المصطفى سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.د



وفي يوم " القفلة" بحسب المسمى السوداني، ينزل كل الأطفال والسيدات والشباب إلى الشوارع للاحتفال بهذا اليوم وسط أجواء عامرة بذكر الله ورسوله، تظل قائمة لمدة تتجاوز الأسبوع تنتهي بذكرى يوم مولد النبي.



وخلال السير بتلك الأجواء الاحتفالية وسط الآلاف من محبي الطرق الصوفية وأهل البيت، يمكن تمييز مشايخ أصحاب تلك الطرق بملابسهم المميزة للغاية وأعلامهم التي يرفعونها وهي ترفرف في الهواء عاليا، للتعبير عن جماعتهم الصوفية وسط أصوات "الطبول" و"الدفوف" والخيول التي تتراقص مع نغمات الآلات الموسيقية الشعبية السودانية، وذلك لنشر التسامح الديني والمحبة بين الناس ومحبي أهل البيت.



ووفقًا لوصف "علياء أحمد"، يعد أغلب السودانيين حلوى مولد النبي في منازلهم للاحتفال بطريقة مميزة ومختلفة بهذا اليوم الجلل، الذي ينتظره جميع السوادنيين من العام إلى العام، في حالة من السعادة والنشوة الدينية.



في يوم مولد النبي، تجلس "علياء" وأسرتها في الميادين كل اليوم وسط حلقات الذكر والمحتفلين الذين يهمون بترديد الابتهالات النبوية التي تمتزج بأصوات الدفوف والطبول والأصوات العزبة من المداحين ومشايخ الطرق الصوفية السودانية في جو تفوح منه الروائح العطرية من البخور والمسك والعنبر الذي يطوف أرجاء الميادين بالسودان.