الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماكرون وأردوجان والأديان


فى عرف أصحاب الياقات البيضاء هناك مصطلح فرض نفسه منذ قديم الأزل وهو أن السياسي عندما يقول نعم فإنه يقصد بها ربما، ومن هذه الجملة المركبة علمنا أساتذة السياسة فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعلى رأسهم دكتور عبد المنعم المشاط أن السياسى الناجح هو من لا تستطيع أن تعرف ما ترمى له عباراته مهما كانت موجهة لهدف ما، لأن نجاحه سياسيا يعتمد بصفة رئيسية على ما لم يقله صراحة بل يمتد ليصل إلى ما كان ينتوى فعله والقيام به.

وفى عالمنا الحالى أصبح الكثير يفتقدون الحنكة السياسية وأصبح الأكثر لا يضعون كتاب الأمير لميكيافيللى تحت اوسدتهم كما كان يفعل العظماء السياسيون الذين أقروا أن كتاب الأمير نهج سياسى ومعلم دبلوماسى.  

كثيرون من السياسيين فى هذه الآونة صارت تصريحاتهم تورط شعوبهم ويدفعوا ثمنها أرواحا ومقاطعات وكساد وربما انهيار اقتصادى . وآخرون تصريحاتهم تفسر بأنها اصطياد فى الماء العكر، علك كإنسان فى التصنيف الأرقى قبل كونك متدين أو ملتزم أو حتى مجرد مصنف رجل دين بالوراثة علك تابعت الهوجة الدولية التى تداولتها وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعى والتى زج فيها الدين زجا لأهداف ونوايا ومصالح تقترب من تفنيد الحكمة الشهيرة قتل الشاه من أجل شوية صوف كان من الممكن جزهم وهى على قيد الحياة، فالرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون تعامل مع حادثة مقتل مدرس فرنسى على يد تلميذ شيشانى مسلم مع التحفظ على إسلامه بهذه الطريقة تعامل بنزعة متطرفة وافتقد إلى الحنكة السياسية وبدلا من ان يحتوى القضية ويتعامل مع الموقف على خطأه من الجانبين المدرس والطالب وجدناه ازكى النار وأضاف إليه المزيد من الوقود ليلتقط الرئيس التركى طيب اردوجان الخيط ويجدله جدلا يصب فى مصلحته ويصب الزيت على النار ويعلو صوته وتتكاثر تصريحاته وبالطبع لا ينسى الاستفادة بكافة أنواعها، وخاصة الاقتصادية فيطالب بمقاطعة البضائع الفرنسية ومع
أنه يعلم أن دعواته لن تأتى الثمار المرجوة منها كما يحب ويرجو ألا أنه ركب التريند كما يقال وتعاملت الكتائب الإلكترونية الإخوانية مع مطالبات أردوجان تعامل الفاتحين إن لم يكن تعامل المهدى المنتظر.

فقد تحولت وسائل التواصل الاجتماعى إلى بالونة كبيرة كلها منفوخة بالكره لفرنسا والمعاداة للآخر ليخرج مجنون آخر وللأسف مسلم على طريقة الشيشانى ويذبح ثلاثة من بينهم امرأة فى احدى الكنائس الفرنسية، هذا ما جناه المواطن من تصريحات السياسيين والقادم سيكون أسوأ إن لم ينح السياسيون التعامل الدينى لأهله ويعملوا بالسياسة فقط وليتعلموا من كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى التى ألقاها فى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف وأرسى فيها قواعد التعامل الصحيح وشجب الازدراء والرسومات المسيئة للأنبياء وطالب بتصحيح مفهوم الحرية الفكرية ووضع ضوابط لها حينما تقترب من الرسل والأنبياء والشخصيات ذات التأثير فى حياة الشعوب وفى ذاكرة التاريخ، ما قاله الرئيس السيسى أكده عالمنا الجليل فضيلة شيخ الأزهر الشريف الدكتور الشيخ أحمد الطيب.

ففى كلمات مرتبة وبأسلوب بسيط وضح للعالم كله خطأ الحرية والرسومات المسيئة .. مما لا شك فيه أن أردوجان الذى تسمح بلاده للعاهرات بممارسة الرذيلة لم يهاجم ماكرون إلا لأهداف فى نفس أولاد يعقوب كلهم وبالطبع تحت حماية من أولاد العم سام الذين أعطوه منذ فترة كارت بلانش كما يسمونه ليحتل جزء من سوريا الحبيبة إلا وهى مدينة عفرين وأيضا سمحوا له بإرسال سفن إلى شرق البحر المتوسط للتنقيب عن الغاز كهدف ظاهر وما خفى كان أعظم كما غضوا أبصارهم عن إرساله مرتزقة إلى ليبيا .. العثمانلى بكارت المرور الممنوح له أصبح خطرا على نفسه أكثر من خطورته على اى مكان يمدد فيه وجوده وهويته لأن القادم ليست فى مصلحته بقدر ما فيه ضررا له وفى المقابل أصبح الوضع فى فرنسا إن لم يكن فى القارة العجوز كلها ينذر بسحابات شؤم والدين برىء من كل المستهزئين والله غالب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط