الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النجومية الزائفة !





يقولون " الغرور هي الرمال المتحركة التي يغرق فيها المنطق" بالفعل هي الرمال التي يغرق فيها الإنسان إذا ما تملك منه الغرور ويصبح لعنة تلازمه وتغرقه.

ربما تكون الفئة الأكثر تعرضا لقياس هذا الداء هم الفنانين فهم وتصرفاتهم تحت الأضواء دائما. 

اعترف أن الإعلام يلعب دورا كبيرا في إصابة كثير من الفنانين بالغرور فعندما يجد فنان لم يقدم سوى عمل أو عملين وسائل الإعلام تتهافت عليه ليظهر بها وكأن نجوميته تأكدت واستقرت بالتأكيد ذلك يكون تأثيره سيء جدا عليه ويجعل الغرور يتسرب رغما عنه إلى داخله والأمثلة كثيرة وشخصيا تعرفت على ممثلين في بدايتهم ورأيتهم كيف يتعاملون وبعد الشهرة كيف تغيروا وأصابهم الغرور !؟ 

مؤخرا تحدثت المخرجة كاملة أبوذكري بشكل صريح وواضح وصادم ضد بعض أبطال آخر مسلسلاتها 100 وش تتهمهم بالغرور وتحذرهم! ولكنها تراجعت بعدها واعتذرت لهم عن القسوة في نقدها لهم.

ولكن انظروا كم الإعلانات والأخبار وتهافت وسائل الإعلام على هؤلاء الممثلين عقب نجاح المسلسل لتعرفوا سبب الغرور ! اعتقد أكثر دولة في العالم تحقق النجومية بسرعة الصاروخ هي مصر ! كما قال لي ذات مرة أحد النجوم العرب نحن نشعر في مصر بالشهرة والنجومية بشكل كبير .

سبق وكتبت وأشادت بأبطال مسلسل 100 وش وحالة البهجة التي رسموها وكانوا تلقائيين قي الأداء ولكن بالتأكيد هرولة شركات الإنتاج وعقود الإعلانات أصابت بعضهم بالغرور ! ولكن نصيحة لهم وغيرهم من الفنانين الصاعدين تخلصوا سريعا من تلك اللعنة لأنها ستغرقكم وليس بالغرور تصبح نجما كبيرا.

أيضا يقع على عاتق شركات الإنتاج جانب كبير من المسؤولية عندما يتم الصراع على الفنانين الصاعدين بشكل مبالغ فيه ، أذكر قبل سنوات وفي لحظة صعود أحد النجوم الحاليين شاهدت تصارع شركتي إنتاج عليه وتم مضاعفة أجره 5 مرات في عام واحد ! ولم يستوعب هو والجميع ما يحدث وقتها ، بالطبع ذلك كفيل ان يصيب أي إنسان بحالة من "اللخبطة " وعدم اتزان نفسي.

وهو ما امتد آثاره للسوق وحدث انفلات كبير في الأجور وقتها بعدما طالب النجوم الأقدم منه بمضاعفة أجورهم وأكثر! بالتاكيد كل ذلك طبيعي أن يصيب الفنان بالغرور .

ممكن القول أن ميزان النجومية " اختل " كثيرا عن الماضي فلم يبقى في استطاعة الفنان ان يحافظ على توازن نفسي وسط الأضواء الكثيرة الآن، إلى جانب وجود السوشيال ميديا والتي جعلت الفنانين تحت الأضواء طوال الوقت مما يضعهم تحت كثير من الاختبارات في تعاملهم مع الجمهور وكثيرا ما يتعرضون للانتقاد بسبب ردود فعلهم.

ولكن بدون شك النجومية السريعة حاليا والتي تأتي بدون تعب ومجهود تجعل البعض يتعجل ان يعيش حالة النجومية والشهرة مثل بعض النجوم الكبار وتصل إلى التقليد في التصرفات! حتى لو كانت خطأ وعليها ملاحظات ولكن تلك التصرفات تعني له في تفكيره هكذا تكون النجومية والشهرة، رغم أنها في الحقيقة نجومية مزيفة، فأصبح أي فنان لديه عدد متابعين كبير على السوشيال ميديا يعتقد انه أصبح سوبر ستار رغم أن القياس هنا خاطئ تماما ، النجم هو من يذهب الجمهور خصيصا لمشاهدته في السينما او المسرح ويدفع مقابل لذلك، على سبيل المثال حتى الأن عدد من النجوم الأكثر تأثيرا في شباك إيرادات السينما ليسوا نشطاء على السوشيال ميديا! باختصار النجومية الحقيقية شيء كبير لا تتحقق سريعا وتحتاج سنوات ليكون لدى الفنان جمهور كبير يثق به وبأعماله وإذا تحققت يجب الحفاظ عليها بعيدا عن الغرور حتى تدوم. ولكن تجد الأن ممثل او ممثلة لم تقدم سوى عمل او عملين لا تسمح لأحد أن ينتقد موهبتها والتي قد تكون "محل شك" ! وكثيرين الأن من يدعون النجومية وصورهم تتصدر لوحات إعلانية ضخمة ويأتي وراءهم من أهم أفضل او أقدم منهم ولكن لأسباب إنتاجية " بعيدة عن قوة التأثير في السوق"  يتم وضعهم في صدارة الدعاية ! فيعتقدون أنهم أصبحوا سوبر ستار. 

من أكثر الأمور اللافتة ان لعنة الغرور في تعامل هؤلاء مع جمهور المعجبين في الأماكن العامة البعض منهم يفسر تعامله بان شخصيته مزاجية او عصبية! ولكن المثير أن يصل التعالي والغرور للفنان في تعامله مع زملاء المهنة من أبناء جيله ! واشتكى لي أحد الفنانين الشباب من تعامل نجم معهم في إحدى المناسبات باستعلاء واضح !؟ مما جعله يقول لي لو رأيته مرة أخرى لن أذهب وأسلم عليه ! 

للأسف هي لعنة تصيب وتسيطر على الفنان في تصرفاته مع الجميع ربما مع أقرب الناس إليه أيضا !
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط