الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

باستخدام نبات التبغ .. تجربة فريدة لإنتاج لقاح مضاد للإنفلونزا

نبات التبغ
نبات التبغ

تجربة جديدة تعد الأولى في مجال أبحاث اللقاحات، لاختبار لقاح جديد للإنفلونزا ولكن هذه المرة عبر تخليق فيروس الإنفلونزا في النباتات، في تجربتين سريريتين.


ووفقا لمجلة ساينس أليرت العلمية، احتوى اللقاح على جزيئات فيروسات تشبه سلالات الأنفلونزا المنتشرة، المستخرجة من التبغ الأسترالي الأصلي الذي تم تعديله وراثيا لإنتاج الفيروسات.


وشملت التجربتان معا ما يقرب من 23000 شخص، وتشير النتائج إلى أن اللقاح المشتق من النبات ليس آمنًا فحسب، بل يمكن مقارنته بلقاحات الإنفلونزا التجارية الحالية، 

وتعد هذه الدراسات وبرنامج التطوير السريري الذي سبقها أكبر دليل حتى الآن على إمكانية إنشاء بيئة نباتية لإنتاج لقاح بشري يمكن أن يكون آمنًا ومُحفِّزًا للمناعة وفعالا.


ويتم تطوير اللقاحات بشكل سنوي، بسبب تطور الأمراض والفيروسات من موسم لآخر، ومنها فيروس الإنفلونزا الذي يغير جزيئاته باستمرار، وهذا ما دفع الباحثين للبحث عن طرق لتحسين تكنولوجيا اللقاح الحالية.


وتُصنع معظم لقاحات الإنفلونزا حاليًا باستخدام جزيئات فيروسية تُزرع وتحصد من بيض الدجاج أو الخلايا المزروعة في المختبر، الأمر الذي يستغرق شهورًا حتى بعد أن يعمل العلماء على تحديد سلالات الإنفلونزا التي يحتاجون إلى تحديدها ولكن يمكن أن تكون النباتات التي يتم هندستها وراثيا لإنتاج بروتينات مختارة وزراعتها على نطاق واسع، بديلًا، مما يساعد على إنتاج لقاحات الأنفلونزا الموسمية.

و تساعد هذه التقنية أيضًا في التغلب على المضاعفات التي تحدث خلال تصنيع لقاحات الأنفلونزا الحالية والتي تجعل اللقاحات في بعض الأحيان أقل فعالية، وفي هذا النظام ، استخدم الباحثون في أستراليًا لنبات التبغ  لإنتاج الغلاف الخارجي لفيروسات الإنفلونزا، ثم يتم استخراج هذه الجزيئات الشبيهة بالفيروسات وتنقيتها في ظل ظروف صارمة لصنع لقاح الإنفلونزا. 


واختبر الباحثون لقاحهم المشتق من النباتات في تجربتين سريريتين، بتمويل من شركة التكنولوجيا الحيوية الكندية التي طورت هذه التقنية، ولم يتم الإبلاغ عن مخاوف كبيرة تتعلق بالسلامة، لأن عادة ما تكون تجارب المرحلة الثالثة التي تختبر السلامة والفعالية، من آخر العقبات قبل الموافقة عليها للاستخدام.


وشملت التجربة الأولى أكثر من 10100 من البالغين من آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، تتراوح أعمارهم بين 18 و 64 عامًا، وقد تم تطويرها لإظهار أن اللقاح يمكن أن يمنع 70% من الأشخاص في التجربة من الإصابة بأمراض تشبه الإنفلونزا أو غيرها من أمراض الجهاز التنفسي في موسم انفلونزا واحد.


ورغم من عدم الوصول إلى هذا المعيار المرتفع في التجربة ، إلا أن اللقاح قد حمى حوالي ثلث الأشخاص من سلالات الإنفلونزا المنتشرة في شتاء 2017-2018 في نصف الكرة الشمالي والتي كانت مطابقة للجزيئات الفيروسية في هذا اللقاح، وقد تبدو هذه النتيجة منخفضة ، لكن فعالية لقاحات الإنفلونزا التجارية غالبًا ما تختلف من سنة إلى أخرى اعتمادًا على مدى توافق اللقاح مع سلالات الإنفلونزا المختلفة المنتشرة في الشتاء.