EN 
قبل 5 آلاف سنة، كانت عاصمة مصر الأولى قبل الوحدة هي "ثني"، وتقع بالقرب من مدينة أبيدوس، والتي تقع غرب مركز البلينا جنوبي محافظة سوهاج، وهي مسقط رأس ملوك الأسرتين الأولى والثانية، حيث كانت عاصمة الإقليم الثامن من أقاليم الوجه القبلي، ويسمى "تا ور"، ويعني اسمها "الأرض العظيمة".
وكانت هذه المدينة مُقدسة، وأطلق عليها الإغريق "تنيس"، وحاليًا يُطلق عليها العرابة المدفونة "عرابة أبيدوس"، وتبعد عن النيل نحو 11 كم، وتحتوي على معبدين من أشهر المعابد بجمهورية مصر العربية، وهما "معبد سيتي الأول، ورمسيس الثاني"، واللذين يتم تدريسهما للتلاميذ والطلاب بالمدارس بمختلف القطاعات التعليمية، وذلك لتعدد قصص وحكايات بالمعبدان، كما أنهما يتميزان بالنقوش المصرية القديمة البارزة.
اِقرأ أيضًا:
المدينة كانت المركز الرئيسي لعبادة الإله أوزوريس، وكان يحج إليها قدماء المصريين ليبكوا الإله أوزوريس حارس الحياة الأبدية وإله الغرب، كما اُكتشف فيها أقدم القوارب في التاريخ بالمقابر القديمة إلى الغرب من معبد سيتي الأول والد رمسيس الثاني، مؤسس الأسرة المصرية التاسعة عشر والتي اشتهرت بتسمية الكثير من ملوكها حتى رمسيس 11 نسبة إلى اسم مؤسس الأسرة.
وقال دكتور عماد الصوينع، أستاذ الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة سوهاج، إن مدينة أبيدوس والتي أطلق عليها الإغريق هذا الاسم، حيث أن اسمها هو "أبجو"، اكتسبت هذه القيمة الكبيرة عند قدماء المصريين لسببين هما:
١- اعتقادهم بأن رأس الملك أوزوريس إله الخير مدفونة بهذه المنطقة، حيث إنه كان الأكثر شعبية في مصر على الإطلاق.
٢- أنها المدينة التي خرج منها الأسرتين الأولى والثانية، كما أن ملوك الأسرتين دُفنوا بمنطقة أم القعاب او أم الجعاب، خلف معبد سيتي الأول ب٢ كم.
يُعد معبد سيتي الأول من أبرز وأهم معابد منطقة أبيدوس الأثرية، والذي بناه الملك سيتي الأول، وهو ثاني ملوك الأسرة ال١٩، ويُحدد لكم "صدى البلد أهمية هذا المعبد النقاط التالية:
١- احتفاظه بألوان جدرانه.
٢- يُعد مسرحًا لصور الآلهة.
٣- نقوشه بارزة، ومن يُريد دراسة التاريخ الديني للعصور القديمة يذهب إلى هذا المعبد.
٤- يوجد به سبعة مقاصير مقدسة، وهو ما يجعله مختلفًا عن غيره من المعابد، حيث أن جميع المعابد يوجد بها بحد أقصى ثلاثة مقاصير، إن كان به الثالوث المقدس.
وأشار دكتور عماد الصوينع، إلى أن معبد سيتي الأول، يحتوي أيضًا على قائمة بأسماء الملوك، بها ٧٦ اسم ملك، مُضيفًا أنها تبدأ باسم الملك ميني وحتى الملك سيتي الأول، وذلك لأنها كُتبت في عهد الأخير.
وأضاف "صوينع" أنها كُتبت في ثلاث صفوف أفقية بعرض حائط كامل، مُشيرًا إلى وجود مياه الأوزريون، ويعتقد الباحثون أن هذه المياه مجهولة المصدر هي القبر الرمزي للإله أوزير "أوزوريس".
