الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرجل الظل


«الرجال قوامون علي النساء بما فضل الله بعضهم علي بعض وبما أنفقوا من أموالهم»، حمل هذا الجزء من الآية الكريمة من سورة النساء إضافات في غير محلها وتعريفات وشروحات مغلوطة وافتراضات ليس لها أصل قرآني عبر عقود وقرون طويلة لأسباب ثقافية واجتماعية وتاريخية معقدة. 


وما أريد أن أتحدث عنه هو دلالات مفهوم القوامة لتحديد العلاقة بين الرجل والمرأة والأسئلة التي أطرحها  هل ما تم استنباطه من هذا النص المجتزأ من سياق الآية الرجال قوامون علي النساء وما سبقها من آيات هو قيادة الرجال ورئاستهم المطلقة داخل الأسرة بسبب أولويتهم وتفضيلهم من الله عز وجل أو حق السيادة بسبب طبيعتهم وإنفاقهم.


وهل الرجال جنس مختار وهم في درجة أعلي بغض النظر عن التفاوت في الخصال والمواهب والأخلاق والقدرات؟


والسؤال الآخر هل هل هذه الأفضلية الطبيعية القدرية تولد بدورها سلطة خالدة للرجال علي النساء مهما تدني قدر الرجل أو ارتفع شأن المرأة؟


ولكي تتضح بعض الأمور ماذا تعني كلمة قوامون؟


تشتق صيغة المبالغة قوامون من اسم الفاعل قائم المشتقة بدورها من الفعل يقوم علي والقيام علي شيء أو شخص تعني الخدمة أو الرعاية ولا أعلم من أين جاءت فكرة تغيير طبيعة الفعل نوعيا من رعاية إلي سلطة.


القوامة إذا ليست مرتبة أعلي ولا تشريفا ولا تفضيلا ولا انحيازا لجنس ما علي الآخر حتي تؤخذ حتي ولو كان هذا الرجل ظلا بلا قيمة ولا هي  سلطة معنوية أو أخلاقية للتقويم ولا تفوقا في القدرات ولا حقا مطلقا ثابتا للقيادة واتخاذ القرار ولا طبيعة متأصلة، وإنما "الرجال قوامون على النساء" تشير إلي المسئولية المالية والمعنوية تجاه النساء بما أعطي الله سبحانه وتعالي للرجال زيادة في الميراث وعن طريق الأنفاق مما يكسبون بهدف إرساء مبدأ التوزيع العادل للكسب ومبدأ الأنفاق كمسئولية تجاه الآخرين وتعويضا للدور الإنجابي الذي تقوم به المرأة كمسئولية تجاه الآخرين وليس هذا الإنفاق بشروط أو كمقابل لأشياء أخري مثل الطاعة أو المعاشرة الزوجية فهي ليست مقايضة تجارية فالله سبحانه وتعالي هو العدل والحق والرحمن والرحيم.     

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط