الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عشت نجما ورحلت أسطورة.. وداعا مارادونا


لا يمكن ألا يتوقف أحد أمام الوداع الأسطوري، لأسطورة كرة القدم العالمية، الأرجنتيني دييجو مارادونا، فهناك حالة حزن في أوساط الكرة العالمية، لخروج الساحر الجميل مارادونا من حياتنا فجأة، بعد أسابيع قليلة من تنظيم احتفالية بعيد ميلاده الـ60.
 لم يكن مارادونا الذي نكسّت دولة الأرجنتين أعلامها حدادا عليه، ونكس نادي برشلونة أعلامه حزنا لفراقه, وأطلق نادي سان باولو اسمه على النادي الذي شهد فترة من أوج ازدهاره في الثمانينيات، مجرد لاعب موهوب ونجم محترف في مجال كرة القدم العالمية.
ولكنه كان أسطورة حقيقية بكل معاني الكلمة سواء في طريقة لعبه ومهاراته، حتى حفر اسمه في صدارة الخالدين في مجال كرة القدم وعلى مدى الـ40 سنة الماضية كان اسم مارادونا ملء السمع والبصر.
وأذكر في ثمانينيات القرن الماضي، عندما كنا صغارا وكان الناس في  الشوارع، وقت إذاعة مباريات كأس العالم على التلفزيون المصري،  يتحدثون عن الأسطورة مارادونا ويتابعونه بشغف شديد فكل أرجاء الأرض في كأس العالم 1986 وفي 1990 كانت تعرف الأسطورة الأرجنيتينة تماما وتتابع تحركاته.
المشكلة التي حاصرته، لم تكن بسبب موهبته الخرافية في مجال كرة القدم، ولكن وكما كشف هو بعد ذلك، أن "المافيا الإيطالية" وقت لعبه بروما قد تقربت منه، وكانت أول من أعطته حبوب المخدرات وهى الصفة الذميمة التي أرهقته صحيا وجسديا طوال سنوات عمره وخصوصا بعد الاعتزال.

 فقد كانت شهرة مارادونا ومبارياته التي يدرسها ويستمتع بها كل عشاق كرة القدم في العالم، تعبر عن عصر ذهبي للكرة العالمية. وبمجرد بزوغ نجمه أنذاك اعترف الأسطورة بيليه أعظم لاعب كرة قدم على مر العصور، بموهبة مارادونا وكان التنافس بينهما حارا على صفة الأعظم في كرة القدم،  حتى أن بيليه نعاه بعد وفاته برحيل، صديقه العزيز الذي يتمنى أن يراه قريبا في الدار الآخرة.
 مارادونا طوال سنوات عمره، خلد اسم الارجنتين في سماء كرة القدم العالمية، ولعل هذا يكشف سر تمديد جنازته لمزيد من مطالعة الأرجنتينين له، وإلقاء النظرة الأخيرة على جسده فعشرات الملايين يبكون مارادونا صاحب اللعبة الجميلة والمهارة الساحقة والذين وقفوا مرات ومرات امام المستشفى الذي يعالج فيه.
وبمناسبة وداع مارادونا، يمكننا أن نتوقف دقائق أمام مهارات مصرية عالمية، أثبتت تميزها اليوم في مجال كرة القدم وفي المقدمة منهم بالطبع النجم محمد صلاح، الذي دخل مؤخرا قائمة المنافسة على لقب أعظم لاعب في العالم مع كل من ميسي ورونالدو والنجوم الكبار. 
لكن للأسف وأنا لست عليما بكرة القدم و"بطّلت" مشاهدة مباراياتها منذ سنوات طويلة، عندما أصبح الهم المصري والشخصي، أكبر من متابعة مباراة بين ناديين مصريين، لا يلعبان ولكن "يكسران" بعضهما البعض ويتعافيان على بعضهما داخل الملعب فلا مهاراة ولا يحزنون، ولكن للأسف قلة قيمة. وزاد الطين بلة، عندما ظهر قبل نحو 10 سنوات، رئيسا لأحد نوادي القمة التي يشجعها الملايين فاكتفى الناس، ليس بمتابعة مباريات ناديه، ولكن بسلاطة لسانه وسيئاته على العلن، حتى تم إيقافه مؤخرا بعد سنوات من البذاءة داخل وخارج الملاعب، واشتهر بأنه رجل الـc.v لكل من ينتقد سلاطة لسانه أو بذاءة أسلوبه في الرد على معارضيه.
ونعود للجمال والرحيل والأسطورة، الساحر الراحل مارادونا، وأن نتذكر مارادونا ورغم بعض من سلوكياته الخاصة والتي لم تكن ترضى عشرات الملايين من محبيه حول العالم الا أنه عاش ومات أسطورة، لم يستطيع أن يزحزحه أحد عن مكانه. لأنه أخلص لموهبته داخل الملعب في سنوات تألقه.
وداعا مارادونا عشت نجما ورحلت أسطورة الكل يبكيك ويودعك.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط