الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده.. ضربة قوية لـ إيران وأزمة مستقبلية لبايدن.. ما خيارات طهران في الرد؟

العالم النووي الإيراني
العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده

  • إيران تتعهد بالانتقام لمقتل العالم محسن فخري زاده 
  • مخاوف من تصعيد جديد في المنطقة قبل رحيل ترامب
  • خيارات إيران للرد على مقتل فخري زاده


تمثل عملية قتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده قرب العاصمة الإيرانية طهران، تصعيدا خطيرا في حملة الضغط التي تمارسها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد إيران.


وبينما لم تعلن إسرائيل رسميا مسئووليتها عن اغتيال العالم النووي، ذكرت مصادر استخباراتية لصحيفة "نيويورك تايمز" أن عملاء إسرائيليين هم من قتلوا فخري زاده، في وقت تتعهد إيران بالانتقام لمقتله، ليظل السؤال ما هي خيارات الرد الإيراني على مقتل عالمها النووي؟


وعلى عكس الرد شبه الفوري ضد القواعد الأمريكية بالعراق، على خلفية مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، فإن طهران ستحتاج هذه المرة مزيد من الوقت لإعداد الرد، وسط ترقب لتسلم إدارة أمريكية جديدة للسلطة خلال نحو شهرين، وفقا لموقع "أكسيوس" الأمريكي.


وتشير التقارير إلى أن الفيزيائي فخري زاده له أهمية قصوى في تطوير برنامج إيران النووي، كما أنه يتمتع بمهارات تنظيمية وإدارية خاصة ويلعب دورا هاما في تطوير الصناعة الدفاعية لإيران.


كما يمثل الهجوم داخل الأراضي الإيرانية دليلا خطيرا على الاختراق الأمني لإيران من قبل عملاء الموساد الإسرائيلي.


وربما تكون عملية قتل العالم النووي الإيراني محاولة جديدة من ترامب وحكومة نتنياهو لاستغلال الوقت المتبقي قبل وصول الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن للسلطة، لمزيد من الضغط على إيران.


ومن المتوقع أن تتزايد التوترات مع إيران خلال الأيام المقبلة قبل تنصيب بايدن في 20 يناير، حيث تستمر إدارة ترامب في فرض سلسلة من العقوبات على النظام الإيراني وتعقيد الملف أمام بايدن، ليصعب عليه استئناف المحادثات مع إيران.


وكانت تقارير أمريكية وإسرائيلية أكدت في وقت سابق من هذا الشهر، أن إدارة ترامب وإسرائيل تخطط لتوجيه ضربات عسكرية واقتصادية وأمنية إلى إيران خلال الفترة المقبلة، ما يضع إدارة بايدن أمام واقع معقد للتعامل مع طهران.


ولدى إيران خيارات عدة للرد عسكريا على تلك العملية، مثل استهداف القواعد الأمريكية في العراق بشكل مباشر، أو عن طريق الوكلاء سوريا ولبنان وحتى أفغانستان، أو استهداف المصالح الأمريكية في الخليج، أو حتى تل أبيب نفسها.


لكن يرى مراقبون أن النظام الإيراني لن يقدم في تنفيذ ضربة متهورة، يمكن أن تؤدي إلى مشاكل في العلاقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة لجو بايدن.


ورغم تهديد النظام الإيراني برد قاسٍ على مقتل العالم محسن فخري زاده، إلا أن طهران قد تتجنب مواجهة مباشرة مع إسرائيل أو قصف مناطق داخل أراضيها.


وتشير التقارير إلى أن النظام الإيراني والحرس الثوري قد يلجأ للرد حفاظا على ماء الوجه، مثلما حدث بعد مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني مطلع العام الجاري بغارة جوية قرب مطار بغداد.


وعرف محسن فخري زاده بكونه عالم إيراني يحظى بالدعم الكامل من المرشد الأعلى علي خامنئي، ومسئولا بارزا عن برنامج التطوير النووي.


كما جاء اسم العالم النووي الإيراني على قائمة العقوبات الأمريكية، وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلبي بنيامين نتنياهو، قبل عامين إلى دور فخري زاده في برنامج إيران النووي.


من جانبه، تعهد الرئيس الإيراني حسن روحاني بأن بلاده سترد على  عملية اغتيال العالم فخري زاده في الوقت المناسب.


وقال روحاني خلال اجتماع حكومي إن إسرائيل تهدف إلى خلق "الفوضى" بعد تنفيذها عملية اغتيال العالم النووي قرب طهران.


في السياق ذاته، دعا المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، إلى معاقبة مرتكبي عملية اغتيال العالم محسن فخري زادة ومن يقف وراءهم.


وأكد خامنئي في بيان مقتضب: "على المسئولين المعنيين متابعة جريمة الاغتيال ومحاسبة مرتكبيها ومن يقف وراءهم، ومتابعة الجهود العلمية.. العالم فخري زاده اغتيل على يد المرتزقة المجرمين الجناة الأشقياء".


ويوم الجمعة، قتل فخري زاده، رئيس مركز الأبحاث والتكنولوجيا لدى وزارة الدفاع الإيرانية، قرب العاصمة طهران، حيث هاجمت عناصر مسلحة سيارته ما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى المستشفى لكنه توفي هناك.


من جانبه، طالب الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف المعنية في إيران وخارجها بضبط النفس بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، وسط تكهنات بتصعيد جديد خلال الفترة المقبلة.