الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خراب مستعجل.. آبي أحمد يقود إثيوبيا إلى 3 كوارث كبرى

آبي أحمد
آبي أحمد

على مدار السنوات العشر الماضية تفاخرت إثيوبيا بأنها أصبحت واحدة من العديد من الاقتصادات الأسرع نموًا، بعدما استقبلت  تمويلًا خارجيًا بمليارات الدولارات من الولايات المتحدة والصين، في محاولة منها لانتشال أكثر من 20 مليون شخص من الفقر، وفق ماذكرت صحيفة ذا ووال ستريت جورنال الأمريكية.




تفائل الإثيوبين قبل 3 سنوات بقدوم رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد والذي أنهى حربًا استمرت سنوات مع اريتريا، لكن فجأة ودون سابق إنذار أشعل الرجل الذي حاز على جائزة نوبل للسلام حربًا ضد مواطنيه من عرقية أخرى لا لشئ إلا للتنازع على السلطة.

شنت قوات آبي أحمد،  هجمات ضارية على قادة إقليم تيجراي منذ نحو شهر، وهو ما أشعل حربًا أهلية سقط في إثرها عدد غير محدد من المدنيين لاختلاف التقديرات  في ظل عدم وجود بيانات رسمية، لكن التقديرات تقول إن العدد كبير ربما بالآلاف، هذا، إضافة إلى انقطاع كامل للاتصالات في تيجراي ومنع كامل لأن تصل الصحف الدولية إلى مناطق القتال.

وقبل أيام أعلن آبي انتصاره على الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بعد سيطرة القوات الاتحادية على ميكيلي عاصمة الإقليم نافيا سقوط أي قتلى من المدنيين في الهجوم،  لكن القتال استمر، لأن جبهة تحرير تيجراي لم تعلن استسلامها.

وقبل إعلان آبي أحمد انتصاره  دون اقرار من الجبهة الأخرى في 29 نوفمبر الماضي، هدد أحمد، قادة التمرد في منطقة تيجراي الشمالية من مغبة عدم الإستسلام الفوري له، مهددًا بشن حرب لاترحم على المتمردين، وحذر متحدث الجيش العسكري بـأن الهجوم على تيجراي لن يرحم أحدًا، وعلى المدنيين المغادرة السريعة، وعدم التورط مع المتمردين وإلا فإن العقاب سيطالهم.

وأدت حرب آبي إلى وجود أزمة إنسانية تمثلت في نزوح ما يقرب من 50ألف إثيوبي إلى السودان هروبًا من الحرب، فضلًا عن أعداد غير معروفة من القتلى بين جنود الطرفين المتحاربين والمدنيين.







وفي رسالة تؤكد المعاناة وعدم انتهاء القتال الذي قال أحمد أنه أنهاه، حذرت منظمات الإغاثة، اليوم الاثنين، من تعذر إيصال المساعدات إلى مئات الآلاف من المدنيين المحتاجين بسبب الاضطرابات التي يشهدها إقليم تيجراي.

اشتكى موظفو الإغاثة من نقص الغذاء والدواء وأكياس حفظ الجثث في تيجراي، حيث قالت مصادر طبية  في الإقليم  إن "اثنين آخرين قتلا وأصيب أربعة بجروح خطيرة عندما أغلق السكان الطرق احتجاجًا على أعمال نهب ارتكبتها قوات الحكومة في ميكيلي محذرا من أن الخدمات الصحية في المدينة على شفا الانهيار".

ولا توجد كهرباء ولا وقود ولا مولد للطاقة، ولا قفازات، ولا مسكنات للألم، ولا مضادات حيوية، ولا وجبات للمرضى ولا أطقم طبية ولا سبيل للتعاملات البنكية.

وذكرت التقارير الصحفية الدولية ، إن الحرب التي شنتها قوات آبي أحمد  منذ شهر في منطقة تيجراي علقت بشدة الجهود المبذولة لمكافحة أحد أسوأ حالات تفشي فيروس كورونا في إفريقيا، حيث أدى القتال إلى نزوح ما يقرب من مليون شخص مما تسبب في إجهاد الخدمات الإنسانية المحلية لنقطة تصل إلى الانهيار.


ويضطر العديد ممن يقيمون في المخيمات إلى تقاسم الملاجئ والتجمع معا في طوابير للحصول على الطعام والمال والتسجيل لدى وكالات الإغاثة المختلفة، كما أن هناك عدد قليل من الكمامات المتاحة للتوزيع. 

وذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن أكبر مستشفى في شمال إثيوبيا، في عاصمة تيجراي ميكيلي، "تعاني بشكل خطير من نفاد المستلزمات الطبية الأساسية".

وتخطت إثيوبيا الشهر الماضي 100 ألف إصابة كورونا مؤكدة بعد وقت قصير من بدء الصراع الدامي.

وحول ذلك علقت صحيفة ذا ووال ستريت جورنال،  بأن آبي أحمد حمل الإثيوبيين فوق طاقتهم، فلم يكتفي بعضلة فيروس كورونا والأزمة الصحية، بل خاض حربًا ستكلف غاليًا.

فظروف الحرب تستدعي نزيف الأموال، إضافة إلى ما جرى قبل الحرب من عمليات الإغلاق الناجمة عن فيروس كورونا ، وكارثة ثالثة تمثلت في تفشي الجراد بشكل كبير نادر قد غير مسبوق، تركت هذه الكوارث النظام المالي الذي كان متماسكًا في يوم من الأيام،  يتعثر  ويعاني أزمة 
كبرى.


وقالت الصحيفة، إن أحمد يفاقم أزمة أحد أخطر الديون في إفريقيا، حيث يقفز معدل التضخم لمستويات قياسية وتتضاءل فرص نجاة الناس من البؤس، وينزل الإثيوبين أكثر إلى قاع الفقر.

وانتهت الصحيفة إلى القول بأن إثيوبيا اليوم صارت غير التي كانت قبل سنوات، وإن التنمية وأحلام الرفاة قد طارت في الهواء، مع مشاهدة مناظر الدمار والخراب (المستعجل).