الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عنف النساء


هل استمعت إلى نفسك وهي تئن في صمت .. تستغيث وتلقي اللوم عليك .. تعاتبك وأنت لا تلقي لها بالا .. تصرخ وتدعوك لتلحق بطوق النجاة ولكنك تصر علي الغرق ..


أحسست بهذا وأنا أقرأ عن جرائم عديدة ظهرت مؤخرا لنساء يفعلن أمورا شاذة وغير معتادة .. يمارسن عنفا تجاه أزواجهن و أنفسهن.. فهذه المرأة التي قررت في لحظة سكون بعد مشاكل وضجيج مع حماتها أن تلقي بنفسها من الدور الرابع .. في لحظة هانت عليها الدنيا كلها فمارست العنف ضد نفسها  والحياة فجأة تحطمت أحلامها وأصبحت أشلاء متناثرة .

 
وهذه الأخري التي أشعلت النار في زوجها لأنها رأته يعاكس أخريات على " الواتس اب " فعلت ذلك في لحظة مجنونة قررت أن تنهي حياتها وحياة زوجها لأنه خانها. وما أريد أن اقوله أنه مما لاشك فيه أن هذه اللحظة كانت لحظة انفجار لمشاكل كثيرة سابقة وأنها ليست المرة الأولي التي تري فيها زوجها يخونها وبالتأكيد هي أعطت وأخلصت وقدمت الكثير علي الأقل من وجهة نظرها .


وما فعلته هو نتاج لحكايات ومشاكل  كثيرة مشابهة مع هذا الرجل بلا جدال لأنها لو فكرت لحظة لكانت تركته ولم تمارس العنف عليه ولا حتي علي نفسها فما المشكلة في رجل يخطئ ويخون ويعرف أخري فكان من الممكن أن تتركه وتنجو بحياتها.


وهذه المرأة التي أوثقت زوجها أثناء العلاقة الحميمية وقتلته هي بالقطع مارست عنفا ضد هذا الزوج ولكنها أيضا مارسته ضد نفسها لأنها كانت تعلم جيدا أن جريمتها قد تنكشف وتذهب هي الى الجحيم.

 
ما أريد أن أقوله أن هؤلاء النساء قد مررن  بلحظات مجنونة عصيبة قررن فيها ممارسة العنف ضد أنفسهن ومن حولهن وبعيدا عن تفاصيل كل جريمة وملابساتها ولكنني أتحدث عن فكرة وصول الإنسان الي تلك اللحظة التي يقرر فيها مثل هذه الأفعال المجنونة والتي تحدث بعد ضغوطات طويلة ومشاكل مريرة وحكايات وقصص وتفاصيل حتي الوصول لهذه النهاية وكذلك الرجل سواء كان ضحية أو حتي كان هو الجاني، بالتأكيد لم تكن هذه اللحظة وليدة موقف واحد ولكنها وليدة مواقف متتالية.

 
السؤال الذي أسأله ما الذي يجعل أي شخص يضحي بحياته أو حياة من حوله لينتهي كل شيء ؟ 
مشكلتنا أننا لا نعيد حساباتنا في الوقت المناسب فإذا كانت الحياة لا يمكن أن تستمر فلا يجب أن نعافر فيها ولا أن نجاهد بقوة لاستمرارها طالما أن المشاكل موجودة ومستمرة .


فإذا وصلت الحياة الي نقطة اللاعودة وظهرت الكراهية وأصبح عدم الاحترام هو الذي يحكم العلاقة فلا يوجد أي سبب في الكون يجعلنا نضحي بأنفسنا ومن يحيطون بنا  في قاع اليأس وطريق النهاية . 
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط